1 \ : في البدءِ , فلأكثر من مرّة ” ولأجل التأكيد والتشديد ” ذكرنا أنْ لا يوجد اعلام عربي بالمعنيين الدقيق والعام , وبإبتعادٍ شاسع عن العمومية , فصارَ ما يُقصد به مجازاً وبواقعيةٍ ما ” ضمن ارض الواقع الراهن ” هو بعض الدول العربية القليلة التي تمتلك قنوات فضائية ذات مدى وصدى , وهي معروفة وأشهر من نيرانٍ على اعلامٍ برّاقة وترفرف .!! , ويضاف لها الدول التي تمتلك صحف ورقيّة ” بالدرجة الأولى ” وواسعة الإنتشار < ولها نسبة عالية من القرّاء والمتابعين مع اعتبارٍ لأعداد النسخ التي تطبعها > بالرغم من تباينات ملموسة ومحسوسة بين فضائيةٍ واخرى , وبين صحيفةٍ وغيرها .
2 \ : كانَ من المفترض أن يغدو العنوان الرئيسي والمستهدف لهذه المقالة بِ ( الأصول المفترضة لممارسة ما يُسمّى بهذا الإعلام العربي وحرب غزّة ) , فحين تسحق وتطحن ماكنة الحرب الإسرائيلية الشعواء الآلاف المؤلفة من المدنيين والعوائل والأطفال الفلسطينيين , فلا مكان لحرية التعبير ولا اعتباراتٍ للرأي والرأي الآخر على حساب سفك دماءٍ عربيةٍ – فلسطينية , ويوميّاً .!
3 \ : ما دفعَ وما جرَّ لمجمل هذا الحديث – الحديث , ” ومن ذوي الصوت المرتفع او المرفوع ” هو انجرار بعض الكُتاب والصحفيين العرب البارزين والمعروفين على الساحة الإعلامية < نتجنّب هنا ذكر الأسماء ! > لتسديد نبال النقد الحادّة والمدببة للسيد يحيى السنوار والى نتتياهو , وحصر بربرية ووحشية الحرب بينهما شخصياً , وإذ لا يمكن نفي الهوس السيكولوجي – السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي – المدعوم بكثافة امريكيا وبريطانياً مع دولٍ اوربيةٍ اخريات كألمانيا وفرنسا على الأقل , وقد بانَ ذلك مجسّماً منذ اليوم الذي اعقب 7 اكتوبر – تشرين للعام الماضي بإرسال حاملتي طائرات امريكية وسفن مراقبة وتجسس بريطانية < وكأنّ حرباً عالميةً ثالثة على وشك أن تنطلق ووصلت الى حافّاتها .! > , بينما لم يستوجب كلّ ذلك او بعضه لما حدث في السابع من اكتوبرحينذاك تحديداً ( فلا دبّابة فلسطينية غير موجودة لدى حماس وسواها ولا حتى ناقلة جنود مدرّعة ومشتقات ذلك , قد دخلوا او توغّلوا داخل العمق الأسرائيلي ولا حافّاته الأماميّة ) .!
4 \ : الغالبية العظمى والقصوى من الرأي العام والجمهور العربي وكذلك القوى الوطنية والقومية كانت تتقاطع وبالضد مع الحركات الدينية والأسلامية الفلسطينية وغيرها قبل 7th of October – 2023 , لكن ما ان وقعت الحرب والتهمت السِنة النيران اليهودية الأجساد والأشلاء والمساجد والمستشفيات والكنائس والمدارس , فإنّ اخلاقية الإعلام والنُبُل الوطنية والقومية , لم تعُد تسمح للتعرّض النقدي لا للسنوار ولا حماس والمرادفات والتفرعات الأخريات ككتائب القسّام والجهاد الأسلامي او غيرهم , طالما اطلاق النار قائم ودائم .!
5 \ : في عَودٍ على بدءٍ عن التهجّم او الهجوم ” الإعلامي العربي ! ” على القائد السينوار الذي يؤرّق نتنياهو والجيش الأسرائيلي < وهنا تكمن المفاجأة او بعضها > , إذ استندَ هؤلاء المهاجمون الصحفيون الى ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن رسائل نقدية و ” عتابية ” من السينوار الى ” السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس وكذلك الى فصائل مقاومة فلسطينية اخرى < لا تقاوم > عن موقفهم المتراخي والهش من الصراع الدموي القائم مع يهود اسرائيل , ولعلّ الأهم أن لا دليل موثّق لنيويورك تايمز عن دقّة وسلامة تلك الرسائل سواءً باللغة العربية وحتى الأنكليزية , كما لا برهان ولا دليل على عدم التلاعب بأيٍ من مفردات تلكم الرسائل .! وهي صحيفة اقرب الى تل ابيب منه الى امريكا , ( ومن المجهول كيف حصلت هذه الجريدة على تلك الرسائل , ومَن ذا الذي سلّمهم إيّاها ! ) كما لا ندري لماذا هذه الثقة العمياء او العوراء للزملاء الصحفيين العرب بما تنشره هذه الجريدة .! دون ان نقول أنّ ما وراء ذلك ما هو أبعد .! , كما لا نجزم ولا نُقسم بأغلظ الإيمان أنّ ذلك احد او احدى ادوات وآليّات الحرب النفسية الشعواء على الموقف العربي القومي .!!