23 ديسمبر، 2024 9:12 ص

الإعلام العربي الأعور وأربعينية الحسين

الإعلام العربي الأعور وأربعينية الحسين

للإعلام في عصرنا الراهن, دور كبير في تكوين الوعي, وخلق قناعات للمتلقي, وهو أضحى علم يدرس, لان تأثيره كبير في المجتمعات, خصوصا في زمن المعلومة تحرك مختلف مجالات الحياة, من سياسية واقتصادية واجتماعية, ولكل مهنة وعلم أخلاقيات وتعليمات يجب الالتزام بها, كي لا ينحرف العلم عن هدف وجوده, فإيصال المعلومة الصحيحة, أمانة في أعناق المشتغلين بالإعلام.
الكلمة تصنع حدثا, وتصنيع الكلمة أصبح علما مؤثرا, وخطرا أيضا, فحروب حدثت بفعل معامل تصنيع الكلمات.
لكن بين ما هو مفروض, وما هو واقع, فرقا كالجبال الرواسي, كل يوم نغرق في عالم غريب ومشوه, جعل من المنفعة الخاصة هدف, ونغمة الاستفادة من أي وسيلة امرأ مقبولا, مما تسبب في  تزايد احباطات الإنسان , وفي الإعلام كانت الغاية الأهم هي تسفيه الوعي الجماهيري, عبر خلق قناعات مغلوطة عن التاريخ والسلوك والرؤية, لخلق مجتمع ضائع لا يدرك هدف وجوده, ويجعلوه في خانة أعداء  نفسه, فجعلوا من خيبة الأمس طريقة لعيش الحاضر, فاستمرت حرب العداء للحسين, كحل كي تخضع الشعوب لحكومات الجور.
الأربعينية اليوم حدث عالمي, لا يمكن تجاهله, حتى الإعلام الغربي سلط الضوء, عبر تقارير وبرامج عن الزيارة, لعالمية الحدث بحضور خمسون جنسية, لكن الإعلام العربي الأعور, يثبت عهره يومياً, فنحن نشاهد كيف الإعلام العربي, مثلا كيف يهتم بمؤتمر حول فيلم يحضره مائة شخص, أو مبارة كرة قدم يحضرها بضعة ألاف, أو يضع الإعلام العربي كل جهده لتظاهرة, لبضع ساعات يقوم بها مئات, لقضية مثل حماية حقوق الكلاب , إما مسيرة بعشرات الملايين ولمدة أسبوع, فانه لا يراها, عينيه عميت وسمعه أصابه الصمم, فقط لأنها تهز عروش الطغاة, وتحاكم ارثهم الواهن.
التجاهل كان ممنهج, حيث عمدت كل قنوات العروبة , والتي تلتزم العهر سلوكا, في عدم الإشارة لزيارة الأربعين, وجعلت برامجها حول برامج السفاهة العربية, مثل برنامج عرب ايدل وأشباهه, ووسعت تغطيتها للشأن الليبي , كي تنسي المواطن العربي ما يجري في العراق, وحتى تحفظ عروش ملاكها, فشيوخ الخليج هم بقية يزيد الأمس, في السلوك والعقيدة, وإعلامهم مرآة عاكسه لهم, لكن هل اثر فعلهم المشين بالحدث الكبير ( زيارة الأربعين)؟
كل عام تتوسع مدى الأربعين, وهذا العام كانت الأكبر, فأكثر من عشرون مليون حضروا عند سيد الشهداء, من خمسون جنسية, قد تخالط الحضور العالمي, تحت نداء الحب والمواساة للحسين, صرخات هزت الأفاق, صرخات رفض الذل, وطلب الحرية, والأماني بتحقق حلم العدل الإنساني, كل شخص سيعود بحكاية وفكرة ومشاهد, وتتوسع الثورة الحسينية عام بعد أخر, إلى وقت الحضور المقدس, عندها سيحضر العالم كله, ولن ينفع العربان تنعمهم بمستنقع  الرذيلة, الذي عاشوا فيه قرونا.
وأقول ختاما لا يضر شعاع الشمس إن أغمض عينه معتوه.