23 ديسمبر، 2024 8:24 م

الإعلام الشيعي بين الشعائر الحسينية والمهنية المفقودة

الإعلام الشيعي بين الشعائر الحسينية والمهنية المفقودة

سنوات طوال من إحتكار إعلامي لأنظمة تسلط مورست معه سياسة تجهيل ، ومصادرة حق الوصول وتداول المعلومة الخبرية ، رفع الغطاء وفتح العراق على ثورة هائلة بأنظمة الإتصال ونظم المعلوماتية .
بعد قناة أو إثنتين تسلطان الضوء على (فكر) قائد ضرورة وصحيفة ناطقة بإسم حزب لم نفقه منه ومنذ لحظة التأسيس الأولى له غير عناوين لشوفينية مقيتة وإقصاء الآخر ، بات الباحث منا يقف أمام ذلك الكم الهائل من الفضائيات ، كل منها بخطاب ورؤى في تناول الخبر وتحليله مختلفة عن أخريات أخوات لها تملأ أجهزة (رسيفر) بيوتاتنا ، وصحف ذو ميول شتى .
لكني ومنذ لحظة التغيير الكبرى نيسان 2003 متابعا” نهما” كأقران لي كثير بعد حرمان ، انظر إلى خارطة الإعلام العراقي الجديد والمساحة الكبيرة المعطاة لإبداء الرأي والتحدث بعلو الصوت في إمور كان المس فيها من المحظورات ، شابتها بعض منغصات تفكير البعض ممن ترسخت فيهم مفاهيم الديكتاتورية وتجذرت وبات كمن يمن عليك متسع الحريات هذه ، وإن كان هو وما عليه من نعمة إحدى ثمراتها وبالتالي مقتهم كل نقد قد يصيب فعل لهم ، لكن الحال بالتأكيد أفضل مما كان .
أنا هنا للحديث عن إعلام شيعي (مقروء ، مسموع ، مرئي) ، لم أجد فيه ورغم علمي المسبق بالإمكانيات المادية الهائلة لأحزاب تمثل المكون ذو الغالبية أو شخوص ، غير خطاب ديني يغلب عليه مسحات حزن موروثة لمظالم الناس التأريخية بدءا” من واقعة كربلاء المتاجر بها ، في عالم بات هم الناس خدمات مفقودة ، او ماكان من تهميش وإقصاء نظم الإستبداد فيما سبق من تأريخ العراق الحديث .
البعض يقول نحن مكون ديني وليس قومية ، نعم لكن لماذا أختزل أنا بهذا الشعار ، الا يمكن ان يمثلني ذو توجه علماني او ليبرالي ام أحكم بالطرد من المذهب .
انا افقه مايلف الإقليم من شعار أسلمة بات لب الناس أسيره بعد ان عمدت أنظمة سابقة في عالمنا على دغدغة مشاعرهم وإعمائهم به عن ما هم فيه من ويلات ، لكن وليس إنتقاصا” لشعيرة تؤمن بها طائفة انا أحد أبنائها وسليل تلك الأسرة العلوية العريقة ، ولكي لا نلجأ الناس إلى قنوات فيها من الدس الكثير لأجندات إقليمية يعلم الجميع بعدها الطائفي لإستقاء الخبر والبحث عن مصدره ، علينا العمل على إيجاد إعلام أكثر مهنية بعيد عن ما نحن عليه ، لا يصبغ بصبغة دينية لشعائر الناس يكون عنوانا” كبيرا” ومنبرا” ذو صدقية خبرية تكون مصدرا” خبريا” حتى لمن كان على غير ما تدينت به أو تمذهبت وتحليلات لها تسد عطشه وتلجمه عن تلك التي تزرع فيه الشك وتحبط العزيمة عن خطاب تريد إيصاله له ، إلا إذا كانت هناك نيات أخر في الأمر أجهلها والبعض يأبى إلا ما نحن عليه .

* انا هنا لا أنزه إعلام آخر قد يكون مأجورا” لكن هذه رؤيتي