23 ديسمبر، 2024 1:55 م

الإعلام السعودي يُشهر إفلاسه ، لماذا ؟

الإعلام السعودي يُشهر إفلاسه ، لماذا ؟

ليس من الصعب استقراء الأفلاس الحاد الى درجة الرخص والدناءة في الإعلام السعودي ، منها فرية صحيفة الشرق الأوسط ، وما بها من تنابز وتطاول على أعراض العراقيين بالذات ، ولسبب طائفي بحت ، والإناء ينضح بما فيه ، كونها استغلّت مناسبة أربعينية الحسين (ع) ، ولا أرى في الأفق رد فعل حازم على صعيدي السياسة الخارجية أو الإعلام العراقي خاصة والإعلام العربي الأخرس عامة !.
ومن هذا الأفلاس أيضا ، إدّعاء الجانب السعودي ، من أن الحوثيين استهدفوا (مكة) بأحد صواريخهم (!) ، وهي كذبة لا تنطلي على مَن برأسه ذرة عقل ! ، فإن اعترضوا هذا الصاروخ وهو من النوع البالستي أثناء طيرانه ، فكيف عرفوا أن هدفه مكة المكرّمة !؟ ، وهل الحوثيون على هذه الدرجة من الغباء بحيث يستهدفوا أقدس مقدسات المسلمين ؟ ، ويجعلوا من كل المسلمين اعداءً لهم ؟ ، لكني اعتقد أن هذه خطوة مبطّنة بائسة تتماشى مع الإعلام السعودي بما يشبه الإثبات لنظرية مريضة ، من أن الشيعة بالذات استبدلوا مكة بكربلاء ، وأن مكة لا تمثل أي قدسية في نظرهم !.
كلنا يتذكّر منذ حوالي الشهر ، كيف قام تحالف العار السعودي بتوجيه ضربة الى مجلس عزاء في صنعاء ، كان ضحيته 150 شهيد وأكثر من 500 مصاب ، بحيث أن الأمم المتحدة المشكوك (كثيرا) بحياديتها ، أعتبرته جريمة ضد الإنسانية ، وتوقف العدوان السعودي على اليمن مؤقتا ، لا خجلا ولا ندما من أفعال هذا التحالف الشنيعة ، ولكن حتى تنجلي هذه (الزوبعة) ، فتولّت (أمريكا) سد هذا الفراغ ، وبتزامن مثير للتساؤل ، بإدّعائهم أن (الحوثيين) قد أطلقوا النار على أحد السفن الأمريكية في مضيق باب المندب ، وأتخذت من ذلك ذريعة لضرب الحوثيين ، وقد فعلت ! .
نصيب التغطية الإعلامية للفعاليات اليومية لهذا التحالف ضد الحوثيين متواضع جدا لا يرقى الى درجة الحدث ، وهذه ظاهرة خطيرة تعكس لا حيادية الأعلام العربي على الأقل ، والمتتبع لهذه الأخبار يجد ، أن هذا التحالف يمارس حرب إبادة ضد شعب اليمن ، من قصف للمدارس والمستشفيات والبيوت الأمنة ، خصوصا في الأيام القليلة الماضية ، علينا أن لا نستغرب من إنحدار الأعلام السعودي الى الحضيض ، الى درجة إصابهم بلوثة عقلية أطارت صوابهم بسبب الزيارة المليونية في أربعينية الحسين (ع) ، لهم كل الحق بذلك وهم يرون الإندحار الجماعي لدواعشهم في كل من العراق وسوريا ، وهذا يعكس أيضا يأس هذا التحالف من إحراز أي نصر حاسم ضد الحوثيين ، رغم تفوقه الهائل عليهم من حيث العُدّة والعدد ، وأن الحرب إنتقلت هذه المرة الى داخل البر السعودي ، وهم يرون صفقات اسلحتهم التي لم تجدِ نفعا بمليارات الدولارات ، ودعمهم للدواعش بمليارات أخرى ، تذروها الرياح ، حتى وضعتهم على شفير الإفلاس ، ماديا ومعنويا .