23 ديسمبر، 2024 5:32 م

الإعلام الحربي وزينب أنموذجاً

الإعلام الحربي وزينب أنموذجاً

الإعلام الحربي وزينب أنموذجاًذكر الغرب وخاصة من غير الديانة الإسلامية فاجعة كربلاء، وما جرى فيها من وقتل وسلب الى جانب الباطل الذي إنتهجه بني أمية، وتعاطف معها كثيراً بل وإستنكروا فعلهم المشين، بينما يفعل المسلمون من غير الطوائف عكس ذلك !.

أول إعلامٍ حربي كان على يد إبنة علي بن أبي طالب “عليهما السلام”، حيث نقلت الحقيقة الكاملة من أولها لآخرها، بل وتعدت ذلك عندما وقفت في مجلس يزيد “عليه لعائن السماء”، وتكلمت بلغة أبيها وأحرجتهُ أمام الحاضرين .

  لزينب فضل على الناس الموالين لمذهب أهل البيت بنقل الحقيقة، بل عَمِلَتْ مالم يعمله الرجال بجلب رأس أخيها الحسين “عليه السلام” من الشام الى كربلاء ليدفن مع الجسد، وهي التي كانت لا يُرى لها شخص طيلة حياتها، ولكن الدهر الذي ساقها لتكون اللسان الناطق المدافع عن الإسلام المحمدي، الذي أراد آل أبا سفيان طمر فضائله، وجعله مثلما كتب إبن تيمية ومن لف لفه من المبغضين لآل محمد “صلوات ربي عليهم “، وهي الأنموذج لكل النساء من السيرة والتربية، وهي البنت الكبرى لفاطمة “عليها السلام “،ولها من الأسماء كثيرا وما إشتهرت به “أم المصائب”، لأنها شهدت وفاة جدها محمد “صلوات ربي عليه” وأمها وأبيها وأخيها الإمام الحسن وآخرها إستشهاد الإمام الحسين “عليهم السلام”، كما لا ننسى الدور الكبير في تربية الأيتام ممن قضوا آباءهم في واقعة كربلاء الأليمة، وبما أننا نستذكر اليوم “يوم المرأة”، انما نستذكر تلك البطلة المربية الفاضلة،  التي جمت أسماء لم تحصل عليها غيرها من النساء، فهي الصديقة الصغرى ، والعقيلة ، وعقيلة بني هاشم ، وعقيلة الطالبيين, والمُوَثَّقة, والعارفة, والعالمة غير معلّمة, والفاضلة, والكاملة, وعابدة آل عليّ، والسيدة .

كان لزينب دور بطولي وأساسي في ثورة كربلاء، التي تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد الرسول، و كان دورها لا يقل من دور أخيها الحسین وأصحابه صعوبةً و تأثيراً في نصرة الدين، و أنها قادت مسيرة الثورة بعد إستشهاد أخيها، و الدور الإعلامي الكبير فأوضحت للعالم حقيقة الثورة وأبعادها وأهدافها .

رافقت زينب أخيها إلى كربلاء، ووقفت إلى جانبه خلال تلك الشدائد، و شهدت كربلاء بكل مصائبها و مآسيها، و قد رأت بعينيها يومَ عاشوراءَ وكلَّ أحبتها يسيرونَ إلى المعركة ويستشهدون، حيث قُتل أبناؤها وأخوتها و بني هاشم أمام عينيها، فما كان منها إلاّ أن تكون صابرة محتسبة عند ربها، بما جرى عليها من المصائب، إنها زينب بنت علي بن أبي طالب “صلوات ربي وسلامه عليهم”.