22 ديسمبر، 2024 1:39 م

الإعلام الأموي المُضلل وفاجعة كربلاء …

الإعلام الأموي المُضلل وفاجعة كربلاء …

إن ما جرى في كربلاء من فاجعة كبرى متمثلة بقتل ابن بنت النبي صلى الله عليه واله وريحانته يجعلنا نتسائل وبتعجب عن سبب قبول الأمة الإسلامية بهذه الجريمة وسكوتها وهي قريبة عهد بجده ومازال صوته يرن في إسماعها فكيف قبلت وسكتت ؟!

وللإجابة نقول إن الخط الأموي خط الطلقاء استطاع وبما يملك من قوة وبطش وترغيب وشراء الذمم الذمم وأصحاب النفوس الضعيفة وبث الخوف والرعب بين أبناء المجتمع ونشر الشائعات بأن الإمام الحسين عليه السلام خارجي خرج على إمام زمانه فلقى جزاءه,وهذا بدوره أدى إلى تضليل الناس من قبل الواجهات والعناوين من رجال دين ورموز , فالناس ولحد ألان لا زالت تقدسهم وهنا قاموا باستغلال هذا النفوذ بشدة ومكر ودهاء حيث انهم يمارسون التسقيط بحق المصلحين في كل عصر ,وكما حصل ايضا في قيام الدولة العباسية فهم يحملون رايات الحسين الخضراء والسوداء ويلطمون ويطبرون ويرتقون المنابر وفي اليد الأخرى يحملون معول التهديم لضرب كل قضية حق ومنع وصول فكر المصلح أو ما يريده المصلح إلى المجتمع بأي وسيلة كانت وباستخدام نفوذهم في الدولة ومؤسساتها السلطوية والعسكرية التي تطيعهم إطاعة عمياء خوفا وطمعا وهذا ما حصل فعلا في في عاشوراء ويحصل للمصلحين على طول الدهر فان المصلح السائر على نهج الحسين يتعرض للتنكيل والتشريد والقتل وسفك دمائه ودماء أصحابه و لأنه وقف في وجه الباطل من اجل إصلاح ما أفسده المبطلون .
والعجيب بل الأعجب كيف صدقت الناس وأطاعت أصحاب الباطل , فعندما نتامل قليلا في ما حصل في تلك الأيام فان هناك عوامل عديدة أدت إلى حصول هذه الفاجعة .

الامرالاول : الأموال فقد استطاع الأمويين من دفع الأموال وإعطاء الوعود للبعض وخصوصا رؤساء العشائر وبعض العناوين وقادة الجيش وإغرائهم بالمناصب وقطع الأراضي والرواتب المجزية
الامر الثاني: سياسة التخويف والإرهاب او الترهيب من خلال استخدام القوة والبطش ضد كل من يعارض فعند قتل الحسين عليه السلام خنع الناس وخضعوا فاذا تم قتل الحسين وهو ابن رسول الله فكيف بباقي الناس العاديين .. ومن هنا كان قول الامام لاهل الكوفة والله ان قتلتموني فسيهون عليكم قتل كل رجل يأتي من بعدي بل يهون عليكم ولا تهابون قتله .
اما الامر الثالث :المهم جدا هو الإعلام المخادع هو الذي صور للناس ان الحسين انما خارجي فقد كانت الإشاعات في ذلك الوقت لها صدى قوي جدا والخبر ينتقل كالنار في الهشيم بالرغم من بعد المسافات .
فعلى المجتمع ان لايقع في شباك المنتفعين وذيول السلطة الاموية بمحاربة الباطل وعدم التصديق بالإشاعات المغرضة التي هدفها النيل من المصلحين المخلصين الذين هدفهم إنقاذ المجتمع من براثن السلطة الأموية .
فاضحى الحسين ثورة لا تطفأ وظل منارا للسائرين في طريق الحق ونجما هاديا للتائهين في صحراء هذه الدنيا