لا تستعجلوا أيها الناقمين على الدين فلست أصادر مقولة ماركس الشهيرة التي طالما طبلتم لها، وكان نتاجها إلحادية بملايين الضحايا.
ولست أطرح بديلاً مخترعاً للتغطية عليها.
المقولة ليست لي فأنا استقطعتها من كلمة للاقتصادي الأمريكي كينث ب. تايلر من جامعة فيلانوفا، ذكرها ضمن بحث له بعنوان “نحو الرأسمالية الشاملة في الولايات المتحدة” حيث يقول:
“إذا كان الدين هو أفيون الشعوب في القرن التاسع عشر، فإن الإعلام الإلكتروني هو أفيون الشعوب في أواخر القرن العشرين”(1)
لست أؤيده في الشق الأول من كلامه بلا شك إلا إذا قصدنا بالدين: صورة الدين المخدرة للناس التي عرضها رجال الدين المسيحيين في تلك الفترة، ولا زالت هذه الصورة موجودة، ولها صور مشابهة في أديان العالم كافة ومنها الإسلام، فالصورة الوهابية للدين الإسلامي وهي صورة مشوهة هي بالتأكيد أفيون لما يعتقد بها.
أما الشق الثاني من كلامه فهو صحيح بلا شك، فللإعلام-وخاصة الإلكتروني منه- تأثيره الكبير، فهو أداة كشف وفي نفس الوقت أداة تضليل، وإذا كانت المقولة صادقة في أواخر القرن العشرين فهي الآن أكثر صدقاً ووضوحاً.
المصادر:
(1) كتاب اقتصاد القرن الحادي والعشرين لوليام هلال وكينث ب. ت