23 ديسمبر، 2024 3:08 م

الإعلامي نعيم حسين: أحارب أحزاني بأسلحتي الرقيقة!

الإعلامي نعيم حسين: أحارب أحزاني بأسلحتي الرقيقة!

شخص لا يمكن إختزاله في كلمات أو سطور قليلة، فنبأ وفاته أوقف خطوط الساعة عندي، ذلك أنني إلتقيته مرة واحدة، أثناء تكريمي في جريدة البينة قبل شهر، لكنه إنسان صامت لا ينفك عن الحركة، يحدق بعيداً في طريقة التعامل مع زملائه، يبتسم إبداعاً رغم ذاكرته المفخخة، بالآف من القصص والمقالات، فهو تاريخ حافل بالعطاء والحرية.
كان برفقتي خلال التكريم زوجي العزيز، وقد إستقبلنا خير إستقبال، من أول دخولنا، وحتى وصولنا الى غرفة رئيس التحرير، ولاحظت أنه مستبشر متفائل في كل شيء، لتبدو إحتفالية الصحيفة الغراء متألقة لا يعتريها خلل، حيث الإعلامي نعيم حسين (رحمته تعالى عليه) أحد أعمدتها الرصينة، التي لا يمكن تعويضه، فهو بحق رجل المسالمة، والمساندة، والمهنية النادرة.
الصحافة ملاذه الذي يطمئن برفقته، والبينة بيته الثاني، حيث الإرتقاء بالكلمة الحرة، والعائلة المرتبطة بمبادئ الدفاع، عن الفقراء والمحرومين، فكان تأريخاً يأبى النوم في دهاليز الموتى، فأمسى الأب الروحي، والأخ، والمستشار لإخوانه، لذا لم أجد سوى الكتابة لأحارب الحزن، وبسلاح الألفاظ معلنة رحيلك عن هذه الدنيا، فروحك المنتصرة، ملحمة خالدة في زمن الإحتراف الإعلامي الشريف.
جميع العاملين معك، سيفتقدون روحك الطيبة، وملامح الطيبة في محياك، وحلاوة الكلمات عند حوارك معهم، فمكانك راق وعال، بعلو وسمو أخلاقك، خاصة وأن العلي الأعلى، أحب لقاءك وأنت صائم، على عكس قلمك الذي لم يعرف طعم الصيام، حيث منحت عصارة خبرتك من أجل البينة، ودافعت عن وطنك، ولكن ما عسانا القول، إلا كل نفس ذائقة الموت.
أنامل المبدعين تسافر بعيداً، لكنها تترك ثروة خالدة، تخلد ذكراهم، وتكرم عطاياهم الجزيلة، وتؤرخ أفعالهم من أجل الحق والعدالة، قلم وطني شريف وجريء، إنه السفر الإنساني الذي لا ينضب، حيث الفقراء يحملون مشاعل الشرفاء، من أصحاب الكلمة والموقف، فأنت قامة صحفية عظمية، لذا لن تغادرنا روحك المرحة، وكلماتك اللطيفة، رغم رحيلك عنا الى دار القرار.