26 نوفمبر، 2024 10:06 ص
Search
Close this search box.

الإعتصام ، احتضار سياسي، ولادة وطن …..!

الإعتصام ، احتضار سياسي، ولادة وطن …..!

تبلغ الأزمة السياسية ذروتها مع موعد الإعتصام الذي أعلنه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمام مداخل الخضراء حيث مقر الحكومة والبرلمان والرئاسة والسفارتين الأمريكية والبريطانية .يأتي الإعتصام بعد عقدة الفشل والفساد التي اغلقت أفق التجربة العراقية بعد عام 2003، جراء التأسيس الدستوري الخاطئ والقواعد السياسية (سيئة الصيت) التي أسس لها المحتل الأمريكي والأحزاب الحاكمة .واذ يشكل الإعتصام كما أراد له السيد الصدر ، مقدمة في تشكيل حكومة تكنوقراط نزيهة تحرر العراق من منهج النهب والفوضى والأمية والفساد والفشل الإداري ، فقد استحث معه تجليات عديدة تكشف عن احتضار التجربة السياسية العراقية،وإنكشاف العمق الفاشستي للعديد من الفصائل السياسية الى جانب هشاشة العملية السياسية وخلوهامن العمق الديمقراطي،وقواعد التأصيل الوطني .الإعتصام جعل الهامش ينتقل الى مركز الفعل في دراما التحول الذي صار يكتب الموت لعناوين ويسقط هياكل ، بينما يعيد الاعتبار والدور لأخرى كانت تصرخ على نحو يشبه النحيب في رثاء وطن يفقد البشر والثروات والأرض تحت ظل سلطة ثيوقراطية فاشية وضعت البلاد في ظل أسوأ مظاهر الفقر والإنحطاط .اليوم 18 آذار 2016 يوم العصيان الوطني، يشكل نقطة فارقة في تاريخ العمل السياسي،إذ يقترن بأمكانية تجربة الولادة الحرة للشعب العراقي وللوطن العراقي وإطلاق كلمته ودوره كقوة فاعلة وليس قطعانا ً طائفية وأرقاما ً في حسابات الإنتخابات والبطاقة التموينية وسرقة أمواله.اليوم يتوّج دورة تجاذب وتهديدات سلطة مثقلة بالفساد والآثام ، تحمل تسمية دولة القانون لكنها ترنو لاستعادة الدور الدكتاتوري بمظهر يخالط اسلوب الإنتحار السياسي حينما تعارض إرادة شعب محتج …! وكذا الحال مع بقية أحزاب ( الكعكة الدسمة ) فقد توارت خلف جدارن الصمت أو الوقوف خلف التل، في أهم لحظة تاريخية تستدعي تثبيت الموقف وإعلان الدور والمسؤولية ،بانتظار المنتصر لتعلن التأييد وتقاسم المنفعة في دورة الزيف الإجتماعي والنفاق السياسي الذي درجت عليه سنوات الحريق التي عاشها العراق في ثلاثة عشر سنة ماضية .الإعتصام إفتتاح مسار جديد للعملية السياسية في العراق وانعطاف نحو جدية الفعل بدلا ً عن الدوران في الحلقة الفارغة التي اعطتنا المزيد من الموت والخراب والتشرذم ، مسار يعلن موت التجربة العراقية السابقة، ونهاية الفشل الذريع للصورة التي ارادتها أحزاب الإسلام السياسي في عراق مشاع متعدد الأقطاب،مرهون الإرادة لدول الجوار .اليوم يدخل العراق في مرحلة اختبار الإرادات، والمعطيات كلها تشير الى تماسك الإرادة الشعبية واتفاقها على مشروع التغيير وإنقاذ الوطن من المحنة التاريخية،القراءات تقول ان الشعب سينتصر، لابد ان ينتصر .

أحدث المقالات