15 يناير، 2025 11:29 ص

الإعتذار الأشَد الى الله ..!

الإعتذار الأشَد الى الله ..!

آمِلُ أنْ لا أغدو متجاوزاً , فوِفقَ تصوراتي وافكاري و رؤايَ الحسابيّة  – الدنيوية , فأنّه حتى الرُسُلْ < موسى و عيسى و محمّدْ > ويضافُ لهم الأنبياء الآخرين وما دونَ ذلك في المرتبةِ الدينية, فأكادُ اجزمْ أنَّ أيّاً منْ هؤلاء لمْ تُخالجُ رؤاه وافكاره لِلإعتذارِ الى الله تعالى بمثلِ هذا الإعتذار المُشار اليهِ أعلاه , والمشار لفحواه أدناه .!
لأجلِ التقبّلِ النفسي والذهني لدى ” المتلقي ” او لمن يقرأ هذا المقال ويعيدُ قراءةَ مقدمته بتأنٍّ ودونما انفعالاتٍ , لا بدّ من الإشارةِ او إعادة التذكير الى ” حالة ” قائمة في المجتمع منذ عشرات او مئات السنين ” رغم انها لا تحتاج الى تذكيرٍ اصلاً!
هنالك فئات متفرّقة من الناس , ولربما لا يصح تسميتها بفئات لإنها غير منتظمة ولا يجمعُ بينها جامع او قاسم سوى انعدام الوعي والحد الأدنى من الثقافة البدائية او المحلية , وهؤلاء بالأحرى هم اشخاص كثيرون في العدد , والميّزة التي يتميّز بها هؤلاء ” من زاويةٍ محددة تتعلق بعنوان هذه المقالة ” , فهم ومن خلال مداخلات الحياة الإجتماعية وملابساتها ,  ومن خلال الإحتكاك المجتمعي , فطالما تتكرّر حالةٌ ظرفية في ايّ خلافٍ مفترضٍ ما بين شخصينِ ما , فيبادر أحدهم ” بتلقائية ” الى شتم وسبّ الذات الألهية ! او الى سبّ ” ربّ ” الشخص المختلف معه او ربما يمازحه. وكأنَّ لكلٍّ منهما ربٌّ يختلف عن الآخر .!, وبهذا الصددِ ايضاً فهنالك حالاتٌ مماثلة او مقاربة بأنْ يلعن شخصٌ ما ” ابليس ” الشخص الآخر الذي يخالفه او يمازحه .! , وكأنه ايضا هنالك اكثر من ابليس .!
تقتضي الأشارة , ولربما لا تقتضي اصلاً , أنْ لا يوجد في المجتمعِ اُناسٌ كفرة او مشركون , < بل من الصعبِ الجزمِ والتصوّر أنَّ الشيوعيين العرب والمسلمين يفتقدون الفطرة الأيمانية في الله تعالى او في عموم الأديان > , لكنَّ ذلك لا يبررّ ولا يسوّغ اطلاقاً مثل تلكم التجاوزات الرخيصة على الذات الألهية بأيِّ شكلٍ من الأشكال , وارى أنّ أحدى الأسباب الرئيسية التي تقف وراء ذلك هو الغباء المفرط والضعف الأيماني المدقع , وانعدام الوعي والتفكّر , وما الى ذلك .
قبلَ سنواتٍ قلائلٍ , كانت اول زيارةٍ لي لأداءِ مناسك ” العُمرة “, وذاتَ مرّةٍ منَ المرّاتِ اليومية المتكررة التي ازور فيها الحرم المكّي , وقفتُ بشكلٍ مواجهٍ ومباشرٍ أمامَ ستارِ الكعبةِ المشرّفة , ووجدتني بتلقائيّةٍ وعفويّةٍ مباشرة مُوَجِّهاً كلماتي الى الله جلَّ وَ عز قائلاً فيها : – اللهمَّ أنّي اعتذرُ لجلالتك عنْ كلِّ كلمةِ إساءةٍ قيلت بحقّك منذُ وُجِدَتْ البشرية والى الآن والى يوم يُبعثون , ومنْ ايِّ شخصٍ كانْ , وراجياً قبول اعتذاري في ذلك > .. ولا شكّ أنني لم أقصد الدفاع عن امثال هؤلاء , ولكن لإبعادِ واجتثاثِ تلك الإساءات السابقة الصادرة من بعض العباد .
إلى ذلك , وتعزيزاً لذلك , فعلى الرغمِ منْ انّ اعتنقُ العلمانيةَ واحتضنها ” ولربما اتبادلُ معها القُبُلاتِ سِرّاً ” , لكنني وكلّما اتذكّرُ اعتذاري ذلك الى الله تعالى , فقد غدوتُ مؤخّراً اطلبُ ممّن اعرف بتوجههم للذهابِ لأداء العُمرة او الحج , أنْ يكرّروا اعتذاري الى الباري منْ أمام الكعبة , وقد كانت زوجتي اوّل مَنْ حظيت بشرف هذا الإعتذار مؤخراً .
نتضرّعُ الى الخالق تقبّل اعتذاراتنا وان يزيل الهموم والوجوم على أمة محمد وقوم عيسى كذلك ..