لابدّ أن شاهدوا الجميع او الكثير شريط الفيديو الذي عرضته القنوات الفضائية حول الإعتداء على صالة حفلات موسيقية او كوفي شوب ” وما الى ذلك من تسميات ” في الطابق ال 18 في فندق الميريديان , ولابدّ ايضا أن يثير ذلك تساؤلاتٍ ما وهي تساؤلاتٍ مشروعة حول حيثيات وأبعاد هذا العدوان المغلّف او ” المسلفن ” بصبغة دينية – سياسية , واولى تلك التساؤلات اللائي تقفز قفزاً حرّاً الى الأذهان , هي لماذا الهجوم على الصالة البريئة ! في هذا الفندق , بينما مئات البارات والملاهي والنوادي الليلية مفتوحةٌ رسمياً وشرعياً بموجب موافقات احزاب السلطة .! , وهنا ينبغي القول أنّ الجهة التي نفّذت هجوم الميرديان ” والتي ليس بوسعها مهاجمة كافة امكنة الترفيه الأجتماعي المذكورة ” , فأنما ارادت تسجيل موقفٍ شبه حيوي مصطنع ومفتعل بإبقاء الصراع قائماً بين قوى التحرر الأجتماعي والمدني لكلّ اطياف المجتمع , وبين قوى التحجّر الفكري – السياسي القندهاري , ودون استبعادٍ على الأطلاق لتنفيذ اجندة اقليمية محددة .! , ومن جانبٍ آخرٍ وبعيدٍ , فأنّ المجموعة التي قامت بهذا الأعتداء والذي بلغ عددها نحو 40 شخصاً , فلم تكن من حاجةٍ لهذا العدد لأداء المهمة ” وكان يكفي10 اشخاصٍ لتأدية ذلك الواجب ! ” لولا الخوف المدقع من القاء القبض عليهم عند مغادرة بوابة الميريديان ” , وبحسب شهود عيانٍ من العاملين في تلك القاعة الموسيقية بأنّ المهاجمين كانوا يحملون سكاكين وقناني مكسورة بحافّاتها المدببة , واعتدوا بالضرب المبرح على بعض العاملين المساكين , وفي تقديراتنا أنّ معظمهم كانوا يحملون مسدساتٍ مخفية تحت البستهم , بغية استخدامها الفعلي اذا ما تعرّضوا للمواجهة والأعتقال من رجال أمن الميريديان .
من المؤكد وبشكلٍ مطلق , أنّ محاولة اقتحام غرفةٍ لنزيلٍ في فندق تختلف كلياً عن مهاجمة صالة عامّة في ايٍّ من طوابقه , وهنا نشير وبتركيز بأنّ تلك المجموعة الأرهابية قد نجحت وتغلّبت على ذكاء رجال الأمن في الميريديان في تسللها لذلك الطابق ال 18 , واثبتوا رجال الأمن هناك بأنهم على درجة مفرطة ومسرفة من الغباء جرّاء عدم اكتراثهم لمتابعة دقائق الأمور وتفاصيلها , لكنّ النقطة الستراتيجية الخطرة في هذا المضمار , هي كيف لم يجرِ مشاهدة عملية مهاجمة تلك الصالة واجهزتها عبر الكاميرات المنتشرة .! < علماً أنّ كافة مطاعم الدرجة الولى في بغداد تحتوي على منظومة كاميرات مراقبة في كافة الزوايا > , فكيف لم يجرِ مشاهدة ومراقبة تلك المجموعة الكبيرة بعددها بعد تنفيذ الجريمة ! وهم في حالة ارتباك او إرباكٍ نفسي .! , وهل يمكن الأفتراض أنّ بعضاً من رجال أمن الميريديان كانوا متواطئين مع تلك العصابة الدينية عبرَ دفعِ ثمنٍ ما او غيره .! , ولا نستبعد هنا وجود مجموعة اخرى مسلّحة بالرشاشات خارج مدخل الميريديان تحسّباً لأيّ مفاجآتٍ غير محسوبة .! , وبالصددِ هذا لا نستبعد حدوث حوادثٍ واحداثٍ مشابهة ولكن ليس بعد ايامٍ قلائل .!