في ظلّ ما تتداوله وتتناوله القنوات الفضائية ووكالات الأنباء حول ارسال بعض الأغذية للبعض من فلسطينيي قطاع غزة من عبر ” الباراشوت ” , وإلحاقاً وعلى ضوء مقالتنا ” بهذا الصدد ” التي نشرتها جريدة ” مناشير ” اللبنانية ليوم اول امس بعنوان : –
< قوميّاً – اغذيةٌ طازجة تُلقى بالمظلات للفلسطينيين > , فما ترتّبَ بعد او من خلال ذلك ” لحد الآن ” ففي الأفق الأرضي او ” البحري ! ” فإنّ طائرة شحنٍ فرنسية ايضاً من المفترض ان تكون من ضمن ضمن طائرات بعض اقطارٍ عربيةٍ محددة ! لتلقي بحمولتها ” الغذائية المجهولة المحتويات والكميات من الجو ” بقرب الساحل ” الغزّي ” الأيسر للقطاع , والى ذلك وبسياقٍ متّصل فإنّ طائرة شحنٍ هولندية الجنسية فإنها على الطريق وربما حطّت الرحال قبل نشر هذهنّ الأسطر والكلمات .. بذات الصدد كذلك وفي الإتجاه المتموّج المعاكس … اعلان الأدارة الأمريكية المفاجئ وربما المباغت بأن ستكون او ” سوف ” تكون اكثر من عملية انزال جوي للأغذية لفلسطينيي القطاع ” ودونما تحديد موعد الشروع بذلك وكم سيستمر ! وما هي كميات واوزان ما سوف يجري ارساله ! , فإنه دونما ريبٍ لا علاقة له بإستشعار انتشار جائحة تضوّر الجوع القاتلة واعداد قتلاها بالرصاص والقنابل الأمريكية المستخدمة في اسلحة الجيش الأسرائيلي التي معظمها امريكية الصنع .!
الحديثُ قد يجرّ الى الجانب < الهندسي – العسكري او الأمني > للإسرائيليين في تحديد موافقتهم ( على مضض وتحتَ ضغوطٍ ومساوماتٍ اقليمية ودولية ) في انزال او القاء الكمياتٍ المحدودة من الغذاء للفلسطينيين في ساحل البحر المحاذي لحدود قطاع غزّة الغربية ؟ ” كما اشرنا ” , فماذا قد يغيّر أمنيّاً لو قبلت وتقبّلت حكومة نتنياهو على إلقاء وإنزال مثل هذه المساعدات الغذائية والدوائية ” وبكمياتٍ اضخم ” في او على انحاءٍ واجزاء لمختلف المدن والمناطق في القطّاع وهي كثيرة , وعلى الأقل في الأمكنة اللائي لا تشهد معارك ومواجهات مسلحة بين الجيش الإسرائيلي وبين المدافعين والمقاتلين الفلسطينيين , مثل مدن ” خان يونس , محافظة شمال غزة , دير البلح , جباليا , رفح , والعاصمة غزّة وسواها ”
, انّها او لعلّها ايضاً من اقلّ اسرار الحرب اذا ما كانت حكومة نتنياهو تشترط على الدول التي ترسل مواد غذائية أن تكون كمياتها محددة كميّاً ونوعياً ” وربما اوزان حمولتها ” .!؟ ويترآى صحّة ذلك مسبقاً من خلال اعداد الطائرات المرسلة والكميات اللواتي تحملها , والتي ايضاً من الممنوعات والمحرّمات الأسرائيلية ان تشكّل ما يوحي الى جسرٍ جويٍ حتى افتراضياً .!
ثُمّ , وفي ثيمةٍ اخرى ليست بمستوى أن تغدو كثيمة حتى لغوياً .! فمع الإشارة الى كوميديا التناقض الساخرة بين تمويل الماكنة العسكرية الإسرائيلية بالأسلحة الأمريكية الفتاكة وذخائر اسلحة الجيش الإسرائيلي الأخرى , وبينَ ما ستغدو وتضحى محتويات عمليات الإنزال الجوي الأمريكية المزعمة او المقبلة , فهذا السيناريو ” الذي كأنه مكتوب ” بالحبر السرّي والإخراج اللامرئي ” فإنّه تغطية مكشوفة الغطاء ومرفوعة ” اللحاف ! ” عن عرقلة ووضع الكوابح المصطنعة أمام تكدّس مئات شاحنات نقل الأغذية والأدوية في الجانب المصري المقابل لمعبر مدينة رفح الفلسطينية الملاصق للحدود المصرية .!
هل ما تطرحه الإدارة الأمريكية من خلال ذلك كأنه مواجهة مقابِلة او معاكسة – متضادة للتظاهرات الإحتجاجية المنتشرة في عدد من الولايات الأمريكية وفي دول العالم الأخرى , أم إنّه معاً في تجير وتوظيف ذلك لمصلحة الإنتخابات الرئاسية المقبلة لصالح الرئيس بايدن , أم أنه ايضاً لما يصطلح عليه بِ < ما وراء الأكمة ما وراءها > بين ادارة او ادارات البيت الأبيض السابقة والحالية وحتى اللاحقة , وبين اللوبي الصهيوني الذي يتحكم بنفوذه المالي والسياسي بأمريكا ومجملها .!