يواجه الاطار التنسيقي حملة إعلامية شعواء بهدف النيل من تماسكه؛ تشنها جهات كانت دائما تريد تسويق عراق ما بعد 2003 على أنه دولة فاشلة غير قادرة على النهوض.
أصحاب هذه الحملة الاعلامية يتحركون في اتجاهين متوازيين لتحقيق أهدافهم؛ فمن جهة يسعون إلى إيجاد صراعات بين قوى الإطار نفسها بدعوى أن هذا الطرف في الاطار استحوذ على مناصب حكومية على حساب اطراف اخرى.
أو أن هذا الطرف الاطاري يريد الاستئثار بقرار الإطار ودفع الآخرين إلى الهامش. ومن جهة أخرى يسعون لإيجاد صراع وفرقة بين الإطار نفسه وبين رئيس الوزراء محمد السوداني.
ونسمع كثيرا اشاعات تتلقفها وسائل اعلام مغرضة أو باحثة عن الانتشار؛ فتسوقها على أنها أخبار عن انزعاج قادة في الاطار بسبب ما يسميه اصحاب هذه الحملة؛ تمرد السوداني على الاطار.
والحقيقة أن شيئا من هذا وذاك لم يحدث؛ فعلاقات الاطار الداخلية ممتازة وهناك حوارات ووجهات نظر تتطابق احيانا وتختلف أخرى وهو أمر طبيعي في أي عمل انساني فضلا عن العمل السياسي.
لكن أصحاب الحملة الاعلامية التي تستهدف الاطار والحكومة معا لا يريدون اعتبار الخلافات السياسية أمرا طبيعيا؛ فقد اعتادوا ومنذ 2003 على مهاجمة من يشكل الحكومة من الكتل السياسية الشيعية والتشكيك فيه .
وكذلك مهاجمة رموز الشيعة السياسيين والدينيين بهدف زرع الاحباط واشاعة عدم الثقة وإفشال كل جهد حكومي .
وهناك فئتان تتبادلان الادوار الاعلامية لعرقلة أي نجاح عراقي وإفشاله؛ أولاهما تضم مَنْ حكموا العراق سنوات طويلة قبل 2003 ودمروه بالحروب والديكتاتورية والعنف ومصادرة الحريات.
وهؤلاء استقتلوا لأجل تلميع صورتهم والإيحاء للأجيال الشابة أن حكمهم كان أفضل من التجربة السياسية الحالية.
وقد أحرقوا مدن العراق بالتفجيرات والاعمال الارهابية والانتحارية بعد سقوط نظام صدام في محاولة لتبييض نظامهم ذهنيا؛ وإجبار الناس على نسيان جرائمه وإقناعهم بالترحم عليه!.
لكن مشكلة هؤلاء أنهم كالنعامات؛ يدسون رؤوسهم بالرمال تجنبا لرؤية حقيقة ما خلفوه من دمار في العراق.
أما الفئة الثانية فهي خليط من دول تحركها عقدها الطائفية أو مصالحها السياسية والاقتصادية وتريد للعراق ان يبقى مرتهن القرار والاقتصاد.
وأمام هذا التحدي الكبير الذي يستهدف الاطار نفسه وجمهوره أيضا؛ ماذا على الإطار أن يفعل؟.
بالتأكيد أن قادة الإطار يدركون جيدا مرامي هذه اللعبة الإعلامية وأهدافها؛ وهذا نصف الجهد المطلوب لإفشال هذه اللعبة؛ فحين تعرف كيف يفكر من يريد بك شرّاً تعرف كيف تُفشله.
ومع ذلك يتعين على قادة الإطار الشيعي أن يؤسسوا لنمط من التفكير والسلوك السياسي يحصّنهم من الوقوع في المحذور والانجرار الى شباك الفشل التي يحيكها الآخرون ضدهم، وأن يضعوا نصب أعينهم حقائق لا مجال لتجاهلها أو نسيانها طرفة عين.
فجمهورهم سئم المناكفات والاخفاق وتبادل التهم ويريد استقرارا أمنيا واقتصاديا؛ ويتشوق لرؤية نجاح من يمثلونه.
هذه الحقيقة إذا فكّكناها إلى عناصر عمل سياسي تبدو على نحو يماثل خطة رصينة للنجاح وإفشال خطط المتربصين والمغرضين.
– على قادة الإطار أن يرصّوا الصفوف ويبتعدوا عن الخلافات مهما كانت طبيعية وبسيطة.
– أن يركزوا على النجاح ويضعوه هدفا قابلا للتحقيق.
– أن يحرصوا على فرض الاستقرار الأمني والاقتصادي ورفع مستويات المعيشة والاهتمام بالخدمات وإبراز النجاحات الحكومية.
بهذا المستوى من الأداء يمكن حصاد نتائج مثالية، وبخلاف ذلك فإن فشل الاطار والحكومة التي حسبت عليه؛ (والساعون الى افشاله عديدون) سيفوت على الإطار فرصة مثالية للاقتراب من الجمهور وكسب ثقتهم وإثبات قدرته على النجاح في مجال ادارة الدولة.
بقي أن نقول: واهم من يعتقد أنه ينجح لوحده؛ فالجميع في مركب واحد والكل شركاء في النجاح والفشل.
وعلى الإطار أن يتحول إلى مؤسسة وينتخب متحدثين باسمه قادرين على الانسجام مع الأهداف التي تشكل من أجلها؛ وأن لا يكونوا هدامين؛ والله من وراء القصد.