20 ديسمبر، 2024 7:34 م

الإصلاح يبدأ من حيث ينتهي الاستبداد الديني (اللاديني)

الإصلاح يبدأ من حيث ينتهي الاستبداد الديني (اللاديني)

لما كانت المؤسسة الدينية ومن ورائها إيران هي المتحكم والمقرر  في العراق المختطف، وان التجربة اثبت فشلها الذريع في مواقفها ورؤيتها وقراءاتها، لأنها ساقت العراق وشعبه من سيئ إلى أسوأ، وهذه حقيقة لا يرقى إليها الشك، فالجميع اليوم يتحدث عن الفساد والمفسدين وعن الواقع العراقي المتدهور في جميع النواحي، وهذا كله من نتائج حكمة وحنكة المرجعية، كما ان الطريقة التي تتعاطى بها المرجعية وإيران مع التظاهرات في العراق، حيث التخدير والتغرير والتسويف وركوب الموج والقمع…، شاهد آخر على أن مصلحة العراق وشعبه خارج نطاق التغطية وغير داخل في حسابات إيران ومرجعياتها الانتهازية، فلهذا بات من الواضح جدا أنَّ إي مشروع وطني صادق لإنقاذ العراق سيُكتب له الفشل، لأنه يتقاطع مع مشروع إيران الإمبراطوري ومصالح تلك المؤسسة…
 ومن هنا فان العقل والمنطق والشرع والأخلاق والإنسانية والتجربة المريرة المحسوسة والمعاشة وكل الأعراف والإيديولوجيات السماوية والأرضية تفرض الضرورة الملحة التي تقتضي التحرر من قبضة المؤسسة الدينية التي سلَّمت العراق إلى إيران، وذلك التحرر هو مفتاح لإخراج إيران من اللعبة العراقية، لأن المرجعيات الكهنوتية هي أداة إيران وأفيونها في العراق، فخروج إيران يستلزم أولا قطع أدواتها واذرعها في العراق، وهذا يعني أن الإصلاح الحقيقي والتغيير الجذري يبدأ من هنا، من إصلاح المؤسسة الدينية والتحرر من عمائم السوء والنفاق، فإصلاحها مقدمة وباب للإصلاح السياسي الحقيقي والتغيير الجذري، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فالفساد والظلام لا يمكن أن ينتح إلا فساد وظلاما،
 فأوربا لم تتخلص من الظلم والبطش والقمع والتخلف ولم  تستطع أن تنهض وتتطور إلا بعد أن حققت الإصلاح الديني وثارت على المؤسسة الدينية المتمثلة يومئذ بالكنسية التي تمادت في استبدادها و طغيانها وفسادها، وكان ذلك على يد الراهب الألماني “مارتن لوثر” الذي دعا إلى إصلاح الكنيسة والحدّ من تجاوزاتها واضطهادها للناس. ولقد كانت المناداة بهذا الإصلاح مقدّمةً نتج عنها، فيما بعد، إقصاءُ كنيسة “روما” عن المشاركة في حكم “أوروبا” والحدّ من سيطرتها على حياة الإنسان الأوروبي والتدخّل في كلِّ تفاصيلها.
ومن هنا ندرك أهمية وواقعية وضرورة الدعوة إلى الإصلاح الديني وتطهير المؤسسة الدينية من القبح والفساد الذي “يعشعش”فيها، والتي أطلقها المرجع الصرخي مرارً وتكرارً، ومنها ما جاء في بيانه الذي يقع تحت عنوان”من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني” حيث جاء فيه:
 ((6ـ لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها ايران بان أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وارجاع الامور الى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وافرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم باننا سنغيّر توجّهات واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل ان تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيئ الى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد)).

أحدث المقالات

أحدث المقالات