لم يتردد السيد السيستاني من التوجيه والارشاد والحث على المضي نحو دولة تحترم الانسان وأنسانيته ,دولة قوية تأخذ على عاتقها حماية مقدرات الناس والحفاظ على أرواحهم ,ولم يتأخر لحظة واحدة عندما دق ناقوس الخطر بمجيء داعش واغتصابه لمدن عراقية عندما كان زحفه نحو اسوار بغداد فجاءت الفتوى الكفائي لتعيد رحى الموازنة وتقلب الموازين وحرب الرسائل ,واستعادة الحكومة العراقية عافيتها وانتقلت من حالة الدفاع لمرحلة الهجوم وتحقيق الانتصارات وكسرت المراهنات التي عقدت في خفايا الغرف المظلمة لأعادة العراق الى نقطة الصفر ,لم يطلب السيد سوى اصلاحات حقيقة على ارض الواقع حفاظاً على مرتكزات الدولة ومؤسساتها من الانهيار والفشل وضياع الفرصة التي لم تتحق منذ اكثر من (1400) عام ,ومن جانب آخر الحفاظ على دماء الشعب التي باتت عرضةٍ للقتل من كل صوب ٍ وحدب ,ماذا لوكان داعش موجود الآن لا سامح الله في بغداد ؟لكان القتل والانتهاك وسبي النساء على قدم ٍ وساق ,فضلاً عن ذلك كله لماكانت هنالك حكومة ووزراء ,وعندئذ تصبح ساحة التحرير منبراً لقادة داعش في توجيه الناس وأرشادهم ,قال لهم مراراً وتكراراً السيد :أصلحوا غيروا وضربوا بيد من حديد ,أنقذوا البلد من الفشل والفاشلين والانتهازيين,أعيدوا حساباتكم وموافقكم ورؤاكم بما تقتضيه المرحلة وتحدياتها ,بح صوته ولا من جواب هي نفسها الاخطاء تتكرر في كل ميدان من ميادين المعترك ,متى يتعض المتصدي ؟ تلك أجابة عجز عن فهمها كبار أولوا الالباب في السياسة ,الى أن قال المرجع الأعلى :إنه لن يتطرق لأمور السياسة بعد اليوم في خطبته المعتادة في صلاة الجمعة التي كانت على مدى سنوات مصدر إرشاد لساسة العراق والملايين من أتباعه,لم يحدد أحمد الصافي ممثل السيستاني سبباً في الكف عن الحديث في السياسة الذي تركز في الآونة الأخيرة على معارك الحكومة مع متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وجهود التصدي للفساد, الصافي أوضح في خطبته “كان دأبنا في كل جمعة أن نقرأ في الخطبة الثانية نصا مكتوبا يمثل رؤى وأنظار المرجعية الدينية لكن تقرر أن لا يكون ذلك أسبوعيا في الوقت الحاضر بل حسب ما يستجد من أمور وتقتضيه المناسبات العليا في الشأن العراقي ”,في الصيف الماضي دعا إلى إصلاح النظام السياسي العراقي الذي
يشوبه الفساد مما شجع رئيس الوزراء حيدر العبادي على إطلاق حملة إصلاح انتقدها السيد السيستاني لاحقا واصفاً إياها بالبطيئة وغير الفعالة ,نعم كانت بطيئة وغير مجدية لا من حيث محاسبة المقصرين والفاسدين وضخ الدماء الجديدة لتأخذ مكانتها في الحكومة بقى الحال على ماهو عليه ,كان الصمت رسالة تحمل معاني ودلالات وقراءة بين السطور لصناع القرار,أن العراق مقدم على كارثة كسونامي أذا لم يكن هناك تغيير جوهري كما أشار اليه رئيس الوزراء السيد العبادي ,لقد قدم السيد السيستاني جل ماعنده من دعم وأسناد لدفع عجلة الدولة حتى لايقال أن الموجودين غير مؤهليين لأدارة السلطة ,وأعطاء صورة للمجتمع الدولي والرأي العام أننا بناة دولة تستطيع النهوض رغم كل العراقيل والعصي التي وضعت في خط السير,الآن الكرة في ملعب رئيس الوزراء والبرلمان لأجراء التغيير ظاهراً ,باطناً الله العالم بيد من مقاليد الأمور ومن يحرك القرار .