19 ديسمبر، 2024 12:04 ص

الإصلاح بنظر الأحزاب السياسية

الإصلاح بنظر الأحزاب السياسية

يمكننا أن نفجر بالون هواء، بأكثر من طريقة عملية وعلمية صحيحة، تارةبزيادة حجم البالون، بإضافة كمية هواء داخله، تولد الجزيئات المتلاطمة، قوة على المحيط الداخلي يصل إلى الانفجار، أو نسخن المحيط الخارجي للبالون، فيعرضه إلى الضغط الشديد فيولد الانفجار، أو نستخدم دبوس مدبب ونوخز البالون فينفجر، أو نجعله تحت ضغط خارجي، ينجز ما نريده، كل تلك الطرق هي لأمر واحد “تفجير البالون”.أفضل الطرق لانجاز هذه المهمة، هي الأقل جهدا واقصر وقتا واقل ضررا، مع توفر مستلزماتها اللحظية.
الإصلاح أيضا، يحتمل أكثر من طريق صحيح، وجميع الأحزاب السياسية تنادي بالإصلاح، لكن على طريقتها الخاصة، فهناك من ينادي بتفعيل الضغط الداخلي والوعي الجماهيري، ليولدوا قوة كبيرة تزيح الفاسدين من السلطة، هذه الطريقة تؤدي إلى أعراض جانبية، وتستغرق وقتا طويلا، وجهدا كبيرا، وقد يعرض المنظومة الدولة إلى الانهيار.
جهة أخرى تنادي وتعول على الضغط الخارجي، وتحاول تدويل قضية التهميش والطائفية، واللعب على وتر التقسيم، ليضمن لها إيقاع ينسجم مع رؤيتها الإقليمية السلبية اتجاه العراق الجديد، ومثل هذه الخطوة تعرض البلد إلى التمزق والتشتت، كي لا يعود العراق إلى صدارته الإقليمية والعربية.
هناك من يتبع عدة طرق في آن واحد، ليصل إلى هدفه المنشود، وبمستوى واحد من التقدم، حتى إذا فشل إحداها، فهو منجز خطوات ومراحل تجعله الأقرب إلى حسم النتائج، وتقريب الهدف، لكنه يعاني من خذلان بعض الإطراف، ويصطدم بخيانات داخلية، تعرقل تحقيق هدفه الأساسي، ألا هو الإصلاح.
أدوات تخريبية، ظاهرها تصليحِ وباطنها تخريبي، هي أشبه بتهديم جدار لصورته البشعة، إن هذا النوع من الإصلاح، الذي يستخدم فيه منطق القوة والدم، سوف لن يعطي نتائج حقيقية عميقة، بل سيكون أصلاح ترقيعي، مجرد استبدال فاسد ظاهري بفاسد خفي، يخدع الجماهير ويسقيهم سما، كما حدث في ألثمان سنوات الأخيرة، التي تجرع بها العراق كؤوس الدم والدمار.
حقيقة الاصلاح، مبنية على رؤية واضحة، منسجمة مع الواقع، ترسم خطوط عريضة، تبني وطن للجميع، من خلال إعطاء الشاب العراقي دوره في بناء بلده، والتصدي للمسؤولية، وخلق جيل من قادة المستقبل، ربما يتصورها القارئ، نسجا من خيال! في الحقيقة هناك عمل دءوب، يجري على قدم وساق، لانجاز هذا المشروع الوطني الشبابي الكبير، ويمكن الاطلاع عليه عن قرب، وتلمس نتائجه وجدية هذا المشروع، من خلال خطبة العيد..؟! لجهة سياسية يقطنها الشباب بأرواحهم قبل أجسادهم، حيث أكد على جاهزيته، لإنجاح المشروع الشبابي الأول؛ في الوطن العربي.. مما يبعث الأمل في النفوس، بان هناك من يهتم بمستقبل هذا البلد، الذي خذله الصديق قبل العدو.