إخترعوا كذبة كبرى ، مرّ الوقت فصدقوها ، كان بطلها ذكر منافق وشاذ جدا ، يكاد ينافس شواذ قوم لوط من الذين يأتون الذكران من العالمين .. أنه قاسم المكصوصي أو كما يعرف بـ ” كذاب بغداد الأشِر ، فهذا ( السليت ) هو من أشار على نورية خاتون بنصب سيطرات في العاصمة للحد من الجريمة المنظمة التي كان بطلها ثلة من الحشاشين وبالعي حبوب الهلوسة ومحتسي { عرك بعشيقة } أو كما سموا أنفسهم بـ جيش المهدي سئ الصيت ومعهم فصائل أخرى شقت عصا الطاعة فأنشأت لها دولة متاخمة لدولة الحشاشين من جيش المهدي . هكذا تصور العقول الخربانة لأصحابها فتحثهم على معالجة الخطأ بما هو أفظع من الخطأ ذاته .. وهم يذكرونني بكاهن معبد آمون المدعو ألخماهو بن زاير بطي حين قال : لقد كذبنا وكذبنا ثم كذبنا على العوام حتى صدقنا أن هناك إلها أسمه آمون الكبير الذي يكلم الناس كهلا ومن وراء حجاب ! حتى استحوذوا على أموال العباد فتضخمت ثرواتهم مثلما تضخمت ثروة ( الموالي ) بهاء الأعرجي – وليت شعري ماذا سيفعل بثروة لن تنفعه أمام غضبة السرطان ؟ المهم في الأمر العبرة كما تدين تدان .
لنعد الى جوهر الموضوع وأعني بها سيطرات المكصوصي والتي باتت تشكل عبئا على المواطن البسيط وغير البسيط فضلا عن كونها خطة فاشلة لاتسمن ولا تغن من جوع ، والدليل أننا لم نر ولم نسمع إن سيطرة واحدة تمكنت من ضبط عجلة مفخخة واحدة أو أنها كشفت عن عصابة أو فئة تتخذ من الإجرام وسيلة وغاية ، وهاهي العربات ذات الدفع الرباعي والخماسي تمر دون محاسبة من أحد ، والويل كل الويل لمن فتح فمه بكلمة واحدة فسيكون مصيره كغيره أي الى ماوراء الشمس .
وحين تعاقب القادة على العمليات لم نلمس تغييرا من لدن القائد البديل ، بل العكس هو الصحيح إذ يقوم هذا القائد بأنشاء المزيد من السيطرات وبيعها عن طريق المزاد العلني وخاصة تلك التي تقع في أماكن بعينها ومنها : سيطرة جسر ديالى الجديد التي باتت تشكل بؤرة للفساد والإبتزاز العلني والصريح ، ومنها ايضا سيطرة التاجي وسيطرة المحمودية واليوسفية .. وهناك سيطرتان يستعيذ منها الشيطان نفسه الأولى سيطرة الزيوت الواقعة قرب معمل الزيوت عند تقاطع المسبح والثانية سيطرة معسكر الرشيد بإتجاه الزعفرانية، فهاتان السيطرتان تعج بالحشاشين والمكنكين والدايخين والسرسرية الذين يتعمدون مضايقة الناس بسبب أو بغير سبب وكأنهم يشنون حروبا نفسية ضد المواطنين في القيظ والزمهرير . ناهيك عما تفعله باقي السيطرات في أنحاء العاصمة والتي إن دلت على شئ إنما تدل على غباء القادة الأمنيين وجهلهم المدقع في السيطرة على الأمن ، وكل الذي يجيدوه هو : إقطع الشارع ، سوي سيطرة طفي الكهرباء جيب سيارات مملوءة بالعسكر وهي ( تثغب ) ويط ويط دون قبض ، بمعنى نسمع جعجعة ولا نرى طحينا .
أعلم ويعلم غيري إن السيطرات تعني كتل كونكريتية ، ورشاوي ، ومهاترات ، وطيحان حظ ، وهي تدر ربحا على سماحة قائد عمليات بغداد ومن يعاونه من المرتزقة كما أنها مصدر دخل لأكوام من الشرطة الإتحادية وكراديس الجيش وجل هؤلاء من ( المورقين ) الجيدين لسماحة آمر السرية وسماحة آمر الفوج نزولا إلى رئيس عرفاء الوحدة والذي لايقل نهبا عن أسياده لأنه مؤمن جدا بالشعر الذي يقول : إذا كان رب البيت بالدف ناقرا – فشيمة اهل البيت كلهم الرقصُ .
والسؤال الذي نود طرحه لسماحة القائد العام قدس سره الشريف ودام ظله وظل الذين خلفوه متى تلتفتون لمعاناة الناس ، أتراكم مسرورين لتلك المعاناة ، متى تدركون أن آلاف المرضى قضوا الى ربهم بسبب عنجهية السيطرات وأفتعالهم للزحام غير المبرر ؟ ثم هل تعلمون إن تلك السيطرات تتعمد إيذاء الناس في هذا الجو اللاهب ؟ أتعلمون أن شهر الطاعة بات قاب قوسين أو أدنى من التشريف ؟ ثم .. هل تعلمون أننا نقرأ قصة الف ليلة وليلة كاملة بعدها نمر من السيطرة فيوجه منتسبوها نفس السؤال السخيف : منين جاي ، وين رايح ، شايل سلاح لولا ، روح للتفتيش !! .. فلو أفترضنا أن الوقت المستغرق لكل سؤال هو دقيقة واحدة وعدد السيارات المتوقفة هي مائة سيارة فلكم أن تحسبوا الوقت الذي تقضيه كل سيارة من قبل أن تتشرف بالمرور عبر سيطرة المكصوصي السخيف . والأمر من كل هذا إن تلك السيطرات قد حولت العاصمة الى سجن كبير أو إلى معسكر إعتقال . خذوني مثلا – أخرج من بيتي الساعة 530 صباحا ، ففي راس شارعنا سيطرة ، ثم أدخل الشارع الرئيسي تجابهني سيطرة ، أمشي ثلاثة كيلو مترات سيطرة ، أميل يسارا فتلاقيني سيطرة ، أتوجه الى عملي أجد سيطرة ، أخرج من غرفة النوم أجد سيطرة ، أدخل الحمام ارى سيطرة ، أصعد فوق السطح أجد خمسين سيطرة ، وذات يوم دخلت السوبر ماركت لشراء بطيخة ولما وصلت البيت وقمت بذبحها وجدت بداخلها سيطرة لشرطة المرور مع الشرطة الإتحادية والعساكر ، ترى مالذي تفعله السيطرة داخل البطيخة ؟
أما المصلح المقتدائي فقد أطلق وعدا مفاده أن السيطرات قليلة ينبغي زيادتها للتعجيل في ظهور الإمام الونان .. جررروا سلوااات .