18 نوفمبر، 2024 1:03 ص
Search
Close this search box.

الإصلاح الحقيقي يبدأ بتهديم الدولة العميقة!

الإصلاح الحقيقي يبدأ بتهديم الدولة العميقة!

يرى الطغاة، أن صنع سجن كبير للشعب أمر سهل، معتقدين أنه المكان الوحيد لضمان جبروتهم، غير مدركين لحقيقة كبرى وهي طاقة السجين الحر التي لا تنضب أبداً، وتمثل سر خلوده في الحياة والممات، على أنه مجاهد من الدرجة الأولى، ويكتسب الدرجة القطعية في الولاء والعقيدة، خصوصاً مع تناغمها لمبادئ القضية الإنسانية العظيمة، في الحرية والكرامة،  فالأمر بغاية الروعة، وهذا ما يراه الأحرار في البحث عن حريتهم الحمراء، رغم وجود مَنْ يبرر للطغاة جبروتهم، وسطوتهم، وقمعهم بحجج واهية. ليس كل ما تراه أنت، يكون بالضرورة مقبولاً عند الآخرين، وهذا أمر طبيعي، لكن هل سينطبق الأمر نفسه على البرلمان العراقي؟ وهو يعيش فوضى سياسية، لم تحدث في برلمانات العالم، فهم ممثلون عن الشعب دون شك، ومع ذلك لا يحق لهم التصرف باسمه! فالشعب يطالب بالأمن والخدمات، وهم يعتصمون بغية إقالة الرئاسات الثلاث، وما ظهر جلياً وواضحاً للعيان، أن البرلمانيين في واد، والشعب في واد آخر.البرلمان العراقي ليس منطقة حرة مفتوحة للنزاعات، بل هو مدينة حية تنبض بالقوانين والتشريعات، التي من المفترض أنها تصب، في صالح مَنْ يعيش على أرض العراق، وتحت سمائه، ولكن ما شاهده العراقيون على شاشات التلفاز، أمر مثير للإشمئزاز، فظهرت علامات واضحة على الخراب والفوضى داخل قبة البرلمان، التي يجب إحترامها، لكونها رمز لشعب العراق العريق، وليس للساسة.إن أذكياء الساسة، تجاهلوا أمر الفوضويين من النواب، وسامحوا وطالبوا بعقد جلسة شاملة، للمضي بالإصلاح والتغيير الوزاري، وتحت ضغط الجماهير المنتفضة، لكنهم واجهوهم بالرفض، لأسباب لا تخدم المواطن البسيط، الذي خرج ثائراً من أجل العيش الكريم، وذلك لأن الساسة الممثلون عن الشعب، يبصرون تحت أقدامهم فقط، ولا ينظرون لوضع العراق الجريح، عن يمينه، وشماله، وتحته، وفوقه.أما بالنسبة للمنطقة العربية، فأنها ترى التجربة البرلمانية العراقية،  تجربة واعدة، ومن أهم التجارب السياسية في المنطقة، حيث الدستور والقانون، والنظام والحوار، والتوافق والشراكة، وغيرها من مصطلحات عالم السياسة الممكن تحقيقها، لمصلحة الوطن أرضاً وشعباً، ولكن ألا ينظر البرلمانيون ما فعلوه طيلة الأسبوعين المنصرمين، من مسرحية بائسة، تزعمها فاسدون فاشلون وبإمتياز؟ دون أن يتفقوا على ماهية الإصلاح، وما هو مطلوب منهم، في هذه الفترة الحرجة، التي يمر بها البلد؟ختاماً: الإصلاح الحقيقي قلناه، ونعيده ألف مرة عسى أن يفهموا معناه، وهو التغيير الجذري للوجوه الفاسدة، ومحاسبتها، وتهديم الدولة العميقة التي أسسوها، من قبل زمرة من الفاسدين، حين تسنموا مناصب، بدءاً من مدير عام، وهيئات مستقلة، الى وكيل وزير، فصنعوا عصابات منظمة وحيتان، لسرقة أموال الشعب، وأصبحوا بنياناً مرصوصاً أسه المال الحرام، أحدهم يحمي الآخر ويتستر عليه، فعند محاسبتهم سيتهدم بنيانهم، وتُقص أجنحة الأحزاب، والوزراء الفاسدين، وستكون الوزارة نقمة عليهم، وليس نعمة

أحدث المقالات