منذُ يومين فقط ولا اكثر , اعلنت قيادة العمليات العسكرية عن منع كافة القنوات الفضائية ” بأستثناء القناة العراقية ” من البثّ المباشر أثناء جريان المعركة , حيث هنالك عدد من الفضائيات تتولى ذلك وتنقل وتُصوّر ما يجري في المعركةِ ” اوّلاً بأوّل ” حسب سخونة المحاور ومناطق القتال , وعدا مراسلي القنوات الأجنبية , فمن ابرز تلكُنَّ القنوات < العربية الحدث , روداوو الكردية , وقناة العربية > , ودونما ادنى شكٍّ فقد استفاد العدوّ الداعشي كثيراً من مشاهدة مواقع القطعات العراقية وخصوصاً من التقارير التي يبثوها مراسلو الفضائيات , وكذلك من التصريحات التي يدلون بها بعض القادة العسكريين في اجوبتهم على المراسلين دونما مراعاةٍ على الإطلاق على متطلبات الأمن العسكري .
ومن دون أن نشير بأننا وسوانا قد < كتبنا وما كتبنا .! > بهذا الشأن , وبدون أن نقول ايضاً لماذا لمْ يجرِ ايقاف ومنع القنوات الفضائية من البث المباشر اثناء المعارك وطوال هذه المئة يوم التي مضت على المعركة , إنْ لم نقل منذ بدئها وانطلاقتها , ولماذا هذا التأخير في ذلك حتى تكاد تشارف معركة الموصل من الدنوّ لبلوغ نهايتها .!
وفقاً لما اطّلعنا عليه يوم امس من بعض الفضائيات في نقلها لتصريحات خاصة لبعض المسؤولين في القطعات العسكرية وبما يناقض التصريحات الرسمية .! لما يجري انجازه في الأحياء المتبقية في الموصل بأيدي الدواعش لغاية الآن , والتي سوف تُحسم وتُحرّر في القريب العاجل جداً , ومع تحسّبٍ لأية تطوراتٍ قد تطيل أمد المعركة اكثر قليلاً , فيتوجبّ على قيادة العمليات المشتركة أن تقيّد وتُحدّد الضباط المخولين بالإدلاء بأيّ تصريحاتٍ صحفية , وأن يغدو تحديدهم ” نوعيّاً وكميّاً ” , والله من وراء القصد .
ونحن هنا في الإعلام لا ننحاز الى الإعلام ومتطلبات الإعلام بقدر انحيازنا المتطرف الى ضرورات ومقتضيات الأمن العسكري للمعركة .!