18 ديسمبر، 2024 5:05 م

الإشارة الضوئية لا تعترف بها دائرة المرور!

الإشارة الضوئية لا تعترف بها دائرة المرور!

كان لتساؤل الاستاذ إحسان الياسري ، الشخصية الاعلامية والمصرفية المعروفة الموجه الى دائرة المرور العامة من خلال صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي ، صدى واسعاً عند جمهور عريض من المواطنين ، من خلال تبنيه في ( هاشتاكات ) عديدة ملأت عشرات من صفحات التواصل .

لقد كان هذا التساؤل ، بمستوى حجم المعاناة اليومية المتعلقة بملايين المواطنين من اصحاب المركبات التي بات سيرها ( سلحفاتيا) في شوارع العاصمة والمحافظات .. تساؤل الياسري كان (صباح الخير مديرية المرور .. هل عجزنا عن تنظيم المرور بالإشارة الضوئية وأغلب الإشارات تعمل؟ ما الحكمة في ترك الإشارة وإيكال المهمة لرجال المرور؟ في الأخضر نقف وفي منتصف الأحمر نتحرك.. لكم المودة والتقدير) ..

لماذا حظي التساؤل المذكور بهذه السعة من الاهتمام الشعبي ؟ اكيد كان بسبب الازدحامات التي اصبحت سمة شوارعنا ، ولاسيما عند بدء الدوام وانتهائه .. ويرى مراقبون ، وبينهم السيد الياسري ، ان اختفاء العمل بالإشارة الضوئية ، رغم وجودها ( شغالة ) احدث شرخاً غير مبرر في الانسيابية ، فترك تنظيم المرور في وقت الذروة الى منتسبي المرور ، واستجابتهم لمن يكثر من صوت المنبهات المزعجة ، يجعل الأمر خارج التنظيم المطلوب ، وان العودة الى نظام الاشارة الضوئية ، بات مطلبا شعبيا وحضاريا وضرورة لا مناص منها .

لقد نسى البعض ، ان الاقتران بين الواقع، والممارسة يدل على واقعية الرؤية وإمكانية التطبيق، وإلا يكون الكلام عن هذه المشكلة في جهة ، والواقع في مكان آخر… فالانشطار الكبير في الرؤية للحالة التي نعيشها في ظل ازمة الاختناقات المرورية ، وبين الحاضر المُعاش الذي يفرض نفسه اليوم بون شاسع ، ومرير. ان التخبط والانهيار والتجاذب ، وصراعات الافكار البالية وغير المسؤولة ، التي تحيطنا وتسكننا، يكون ضحيتها المواطن ، ..فهل انتبهنا الى ذلك ؟ لا اظن .. فلا اذن تسمع ، ولا ذهن يستقرئ .. وانا لله وانا اليه راجعون .

الى دائرة المرور .. نطمح بإجابة صريحة لتساؤل السيد الياسري ، فالحالة اصبحت خانقة .. وان الازدحام والاختناق المروري بسبب عدم الامتثال لأوامر الاشارة الضوئية التي لا تعرف المحاباة جرتنا الى مجزرة حقيقية ، ترتكب بحق المواطن العراقي ، والجاني يتفرج ، وانني ارى ان الحالة المؤلمة القائمة الان في شوارع مدننا هي بين الواقع القائم ، والتنظير الذي نسمعه ونشاهده في الفضائيات ، وبين الأزمة والتفكير في حلها ، بين المعطيات ، والمنهج في قراءة المشكلة وإرجاعها لأسبابها ، هي بين الذات ، والموضوع، بين التنظير، والتصور اللاحق لما يليه..

ارحمونا ..