خرجت المظاهرات يوم امس السبت ، وهي مطالبه بإلغاء الامتيازات للنواب والرئاسات الثلاث ، وهي نطالب مشروعه لشعب قتله الحرمان والبؤس والفاقه ،كلنا مع هذه المطالب ،كلنا مع ان ينصف هذا الشعب من سياسية الذي تحدوا الحدود في طغيانهم وفسادهم ، ولكن دعونا نطرح التساؤل الموجود في الشارع ، لنفرض جدلاً تم إقرار القانون وخفضت لرواتب جميعها ، بل ألغيت الرواتب التقاعدية ، ما هو الضمان ان الأموال المستقطعه سوف تذهب الى الفقراء ، ومن يضمن ان هذه الأموال سوف تصرف على البنى التحتيه ، وتطوير قطاعات ( التعليم ، والماء ، والكهرباء، والصحه ، وغيرها من الموافق والتي لها مساس مباشر مع الشعب العراقي )؟!!!
ان التظاهرات حق مكفول للشعب العراقي من جنوبه الى شماله للمطالبه بالحقوق المشروعة ، والتي كفلها الدستور العراقي ، والذي سنه السياسيون آليوم ، وأقره أغلبيته الشعب العراقي .
المستغرب في هذه التظاهرات انه تم رفع شعار كلا للإسلام السياسي ،،،، ارحلوا ؟؟؟وهذه المره الأولى التي يرفع فيها هذا الشعار منذ سقوط الطاغية المقبور ، ومجيء العملية السياسيه والمشروع الديمقراطي الحديث ، واعتقد أنها ضربه قويه للإسلاميين بصوره عامه ، وللحزب الإسلامي الحاكم في العراق، اذا أنها عكست بصوره واضحه للشارع ان الأحزاب الأسلاميه فشلت فعلاً ذريعاً في الحكم وبالتالي جعلها تتراجع ،بل وربما تسقط امام تيارات أخرى ناضجة مثل الليبرالية او العلمانية .
إنهم لم يكونوا كذلك ، فقد أظهروا تكالبا منقطع النظير على السلطة ومغانمها ، وحبا مفرطا بكراسي الحكم ، واستغراقا في ملذاتهم ، حتى أن من يراقبهم لا يجد فرقا كثيرا بينهم وبين أولئك الذين كنا نصفهم بالعلمانيين الستالينيين ، كما لا فرق بينهم وبين القيادات والمسؤولين في باقي دول المنطقة في وقت كنا نأمل منهم أن يكونوا بناة لتجربة ديمقراطية إسلامية في الحكم تشع بنورها على العالم كله، وبدون مبالغه لو قلت أن بعضهم لو ثنيت له الوسادة لكان فرعونا أو هامانا أو قارونا جديدا ، ولم يقتصر الأمر على ما تقدم ، بل إن اغلب القوى الإسلامية العراقية لم تستطع خلق ثورة فكرية ونفسية وأخلاقية لدى كوادرها والمنتمين إليها والمحسوبين عليها من المسؤوليين الذين غرقوا في وحل الفساد المالي والادراي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الدول قديما او حديثاً .
لقد تحول فرح العراقيين إلى إحباط وتلاشى أملهم وصار فشل القوى الإسلامية ينعكس على الإسلام كدين ونظام حكم ، ولو جرى إحصاء محايد ونزيه ودقيق لنسبة الراغبين بالحكم الإسلامي من العراقيين لاكتشفنا حقيقة مذهلة هي تراجع هذه النسبة عام 2010 عن مستواها عام 2003 ، ويتحمل مسؤولية ذلك الإسلاميون العراقيون الذين تولوا المسؤولية بعد 9/4/2003 وفشلوا في بناء تجربة ناجحة لدولة إسلامية تحترم حقوق وحريات الناس وتحفظ كرامتهم ويجعلها تتميز عن تجارب المنطقه العربيه الإقليميه بديمقراطيتها وعنفوانها وإشعاعها الديمقراطي ، لذا ليس غريبا أن يسمع الإسلاميون العراقيون تلك الأصوات المنبعثة من رحم المعاناة العراقية والتي تتهمهم بعضا أو كلا بالعمالة أو الدكتاتورية أو الضعف أو الفساد أو النفاق أو ما شابه من نعوت لم نكن نتمنى أن نسمعها تقال يوما ما بحق أناس يحملون الهوية الإسلامية ، كما ليس غريبا أن تجد بين العراقيين من يطالب بالعودة للدكتاتورية ويدعو إلى دكتاتور جديد يحكم العراق لان الإنسان عندما يسقط من القمة يستمر بالانحدار إلى الأسفل ،لان هذه التجربة السلبية للقوى الإسلامية في العراق تحتاج إلى وقفة طويلة وتحليل دقيق لتحديد سبل تجاوزها بشخوص جديدة وخطاب إسلامي قادر على خلق ثورة فكر وسلوك لدى من يعمل ويتحرك ضمن إطار هذه القوى حتى يكون قدوة حقيقية للناس في حفظ الأمانة والرحمة بالرعية والنهوض بالمسؤولية وتحقيق العدل السياسي والعدالة الاجتماعية وكما قال الرسول صلى الله عليه وآله : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.اذ لا بد من القول أن تركيزنا على الإسلاميين وتجربتهم في الحكم منذ عام 2003 إلى عام ٢٠١٣ لا يعني بأي حال من الأحوال أن غيرهم من المسؤوليين كان أفضل منهم، لكننا اقتصرنا في هذا المقال على تجربة الإسلاميين كونهم القوة المتنفذة القادرة والاغلبيه القادره على احداث المتعيرات على الارض ، إحداث تغيير حقيقي لصالح الشعب لو امتلكت الخطاب الصحيح والقادة المناسبين لان الواقع الحالي يقرأ بان الاسلام ليس الحل ؟!!