9 أبريل، 2024 4:28 م
Search
Close this search box.

الإسلام السياسي عقيدة سياسية فاسدة

Facebook
Twitter
LinkedIn

نكبة العراقيين في الكرادة وسقوط هذا العدد الكبير من الضحايا , سلّطت الضوء على تجربة أحزاب الإسلام السياسي في العراق بشقيها الشيعي والسنّي , فثمة أسئلة تدور الآن على ألسنة المفجوعين بهذه الفاجعة الأليمة , هل استطاعت أحزاب الإسلام السياسي في العراق أن تبني نموذجا ناجحا للدولة ؟ وهل استطاعت هذه الأحزاب أن تعكس منهج وفكر الإسلام الحقيقي القائم على العدل والحق والإنصاف ؟ وهل استطاعت تقديم قيادات كفوءة ونزيهة ؟ لماذا انخرطت هذه القيادات في الفساد المالي والإداري ؟ هل الإسلام دين للفساد ؟ وإذا كان الإسلام هو دين العدل والحق والإنصاف فلماذا لم تنعكس هذه القيم الإسلامية على سلوك قادة الأحزاب الإسلامية في العراق ؟ من من القيادات الشيعية سارت على نهج علي في عدله وزهده ؟ ومن من القيادات السنيّة سارت على نهج عمر في عدله وزهده ؟ هل استأثر علي وعمر بالحكم وسلّطوا أبنائهم وإخوانهم وأقاربهم على رقاب الناس والمال العام كما يفعل قادة الأحزاب الإسلامية الآن في العراق ؟ لماذا ينتهج قادة أحزاب الإسلام السياسي الشيعي منهج عثمان بالاستئثار في الحكم حين سلّط بني معيط على رقاب الناس ؟ .
اعتقد جازما أن الإجابة على هذه الأسئلة بتجرّد وموضوعية ستوصلنا إلى نتيجة أنّ أحزاب الإسلام السياسي في العراق ليست إسلامية , وعقيدتها عقيدة سياسية فاسدة لا تمت للإسلام والأخلاق والوطنية بصلة , وقادتها سياسيون فاسدون لا دين ولا أخلاق لهم , فالسياسي الذي يستأثر بالمنصب لصالح ابنه أو أخيه أو حزبه ليس بشريف ونزيه ولا علاقة للإسلام بسلوكه , فظاهرة الاستئثار بالمناصب والسلطة بعد 2003 شملت كل الأحزاب والقوى السياسية العراقية التي تصدّت للعملية السياسية الجارية سواء العربية منها أو الكردية , فهذه الظاهرة تستحق التوّقف عندها مليا وتسليط الضوء عليها وفضحها بالأسماء والأرقام , فهذه الظاهرة المدّمرة هي أحد أهم أسباب تفّشي الفساد في مؤسسات الدولة ووزاراتها , وهي أحد أهم سمات مرحلة ما بعد نظام صدّام المجرم , ومما يثير الاستغراب والدهشة أن تنخرط عمائم في هذا الفساد تحت مظلّة الإسلام السياسي , وينخرط أيضا قادة مجاهدون كانت لهم صولات وجولات في الجهاد ضد نظام الطاغية صدّام قبل سقوطه , لكنّهم سقطوا سقوطا ذريعا حين وضعوا أمام الاختبار في السلطة , وخطابي هذا ليس موّجها لحزب بعينه أو سياسي بعينه , بقدر ما هو تعبير عن قناعة ترّسخت عبر تجربة ثلاثة عشر عاما من الفساد والمحسوبية والنهب المنّظم للمال العام والاستئثار في السلطة تحت قيادة أحزاب الإسلام السياسي التي قدّمت للمجتمع العراقي أسوأ نموذج للإدارة في تأريخ الدولة العراقية الحديثة , وإن كان هنالك حزب إسلامي واحد في العراق لم يتوّرط في الفساد ولم يستأثر قادته بالمناصب لصالح أبنائهم وإخوانهم و أقاربهم … فليردّ على مقالي هذا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب