20 مايو، 2024 7:22 ص
Search
Close this search box.

الإسلاميون قادمون

Facebook
Twitter
LinkedIn

يتوقع البعض من المسلمين أن البلد أو الأمة لو تم حكمها بنظام إسلامي ستكون كجمهورية أفلاطون حيث العدل والتسامح ونكران الذات وغيرها من الصفات الحميدة أو كالمدينة الفاضلة للفارابي والتي هي مستلهمة من أفلاطون نفسه بطريقة أراد بها الفارابي تقليد أفلاطون بطريقة عربية إسلامية ، للأسف الآن الكل يراهن على هذه الرهان الخاسر ، نقول خاسر لأننا متأكدون أن الإسلاميين إن وصلوا لدفة الحكم سيفسدون كل ما هو غير فاسد وحتى الفاسد سيعجلون برميه إلى القمامة ، المشكل هنا أن الإسلاميين ليسوا هم أنفسهم في زمن الرسول والصحابة وأهل بيت الرسول الأطهار بل تغيروا بعد أن أحسوا بطعم وحلاوة ونكهة الأموال والقصور المشيدة بالرخام والمحروسة بالأشعة الليزرية والمزارع وكأنها وصف مصغر للفردوس والسيارات الفارهة والحسابات الجارية وناطحات السحاب ورقة وجمال الجواري والنساء الأربعة حسب شريعتنا السمحاء التي تعطي حقوق للرجل كاملة غير منقوصة من سيطرة تامة ونساء وجواري وكلمة لا تنزل للأرض وجاه وكل ما يتمناه المرء ، كل هذا يتحقق بمجرد أن عرف الإنسان أن يتكلم بالغيبيات وبالذات من يكون بإسلام سياسي، فالمسلمون الحقيقيون نراهم بعيدون عن السياسية أما المتلونين فهم بارعون بالإسلام السياسي .
لقد عرف اللوبي الصهيوني ومعه دوائر الاستخبارات الأميركية كيف تروض من لا يتروض وكيف تخترق المشاعر وتبحث عن طريقة فيها من الذكاء الفذ لاختراق نقاط ضعف العرب والمسلمين ، عرفت كيف تلعب اللعبة دون أن تخسر بعد تجربتها المريرة في أفغانستان والعراق ، جندت العملاء بطريقة اللعب على المشاعر وإغداق المسلمين الذين لهم صوت مسموع ومؤثر في عقول الشعوب الغبية بحيث أصبحت أميركا تحرك خيوط اللعبة عن بعد وهي صاحبة القرار الأول والأخير،كان لتجربة العراق عند أميركا فوائد جمة منها عرفت أن الحروب المباشرة خسارة لها وعلمت أن شراء ذمم من يدعي الإسلام السياسي أسهل وسيلة لضمان مصالحها بالمنطقة وها هي تشتري الإسلام السياسي السني والإسلام السياسي الشيعي بقليل من الأموال لتضمن تنفيذ أجنداتها بطريقة تكون فيها هي المتفرجة والضاحكة ونحن الخاسرون ، تجربة الربيع العربي وقبل الربيع تجربة منح السلطة لرجال الإسلام في العراق كانت أفضل طريقة تستخدمها أميركا ومعها الدوائر الصهيونية لضمان امن إسرائيل أولا وتجزئة الدول العربية وإضعافهم بالمزيد من الاقتتال والاحتراب الداخلي تحت مسميات المذهب والقومية والدين وما إلى ذلك من مسميات أوجدها المستعمر بعد أن شعر إن لها القوة التأثيرية في مشاعر العرب والمسلمين ، وبنفس الوقت اعتبار الوطن العربي والإسلامي سوق لتصريف الأسلحة القديمة التي بحوزتهم والسيطرة على خيراتنا، وكأن معاهدة سايكس بيكو عادت بلباس جديد ، لباس إسلامي وليس لباس غربي ، وما هجوم الناتو على ليبيا وسوريا في القريب العاجل إلا ترسيخا لسايكس بيكو جديدة تكون فيها حصة أميركا العراق ودول الخليج وباقي الدول من حصة الدول الأوربية ، أما إيران فلم يحن وقتها وأعتقد ستكون مناصفة بين أميركا وأوربا وتخرج روسيا والصين من المولد بلا حمص أو بالقليل من الحمص كما يقولها إخواننا المصريون.
إن مفردة ” الإسلاميون قادمون ” تعني أن الاستعمار قادم لا محالة ولكن بوجه ملتحي وبعمامة سوداء وبيضاء حتى لا تثير الذعر في قلوب أغبياء المسلمين والعرب مثلما دخل رجل الكابوي مباشرا في أفغانستان والعراق ، إنها عملية احتلال جديدة بثوب جديد وبتقسيم جديد دون الاكتراث لدماء الأبرياء،فالسياسية لا تفهم مفردة بريء أو مظلوم ولكنها تفهم لغة المصالح فهل من عقلاء يفهمون ما نكتب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب