اغلب اللصوص في العراق ويشكلون مانسبته 25 % من المواطنين ليسو متدينيين، ولاشرف لهم، وكثير منهم يمارس الزنا والقتل وشرب الخمر والأفتراء والدسيسة والإيقاع بالآخر والاستيلاء على ممتلكات الدولة، وهم بعيدون عن الإسلام ويشتمون القوى الإسلامية الحاكمة ويتمنون زوالها ويميلون الى الإنفلات واللهو والإستمتاع بالحياة. كل هذا مهم ولكن الخطير في الأمر إن الإسلاميين في الواجهة وسيتحملون مسؤولية الحكم، ومايجري من أحداث. فمن دخل العراق بعد 2003 من المعارضين الإسلاميين كانوا قلة وليسوا بأعداد كبيرة. لكنهم حين أداروا منظومة الحكم فتحوا الباب على مصراعيه لملايين الناس من البسطاء والجياع والمحطمين والمحرومين والقتلة واللصوص الذين إنتشروا في مؤسسات الدولة، وحصلوا على مكاسب مالية ووظائف ومناصب رفيعة، وأغلبهم لايجيد العمل فيها لكنهم إستثمروا وجودهم لجني المال والحصول على المزيد من الإمتيازات، ومنهم من لايعرف الكثير عن وظيفته ويطبع حياته الجهل والتخلف فكان جل إهتمامه السرقة والسرقة ثم السرقة حتى إن هولاء لايشبعون ولو فتحت لهم خزائن الأرض لأنهم جياع في دواخلهم ولذلك خرب العمران والزرع والصناعة ولم يعد من صراع من أجل تحقيق النجاح في بناء الدولة بل من أجل الإستحواذ على المزيد من المال.
الطبقة السياسية الناشئة أخذت تستثمر في السياسة، وتبيع الوهم للناس، ولم تقدم شيئا لهم، وصار تقديم الخدمة نوع من الكرم والتفضل من السياسي على الشعب فتعبيد طريق لمسافة مائة متر يعني أن السياسي فعل ذلك. ليكسب أصوات البسطاء وهو ماينسحب على الخدمات العامة الأخرى التي تشهد الفشل الذريع، ولم تتغير الى الأحسن، بل أخذت تتدهور، ويصيبها الخراب وهو مايثير المخاوف على مستقبل العلاقة بين السياسي المنبوذ والمواطن المنكود والمحروم من حقوقه الطبيعية.
الناس يعرفون الزعامات الإسلامية وهولاء فيهم الكثير ممن يقتات على الفساد ولكنه يستطيع تبر ئة نفسه في اللحظة المناسبة وفي حال إنقلبت الأمور الى ماهو أسوأ ستجد إن المفسدين في المحاكم ووسائل الإعلام هم من سيلاحق الإسلاميين ويحاكمهم ويضعهم في مواجهة الحقيقة المرة ويطالبهم بالثمن الباهظ.
ليس بالضرورة أن تكون لصا في وزارات الدولة وتؤديء ذلك بحرفية عالية ليتم إعتقالك فهناك إلاف الفاسدين وهم يستمتعون بوقتهم دون محاسبة وهم من يحاكم الأبرياء ويعذبهم ويخرج الى الضوء كالبطل الباسل.