بدأت في الآونة الأخيرة ارتفاع نبرة الشحن الطائفي ، وتحركت ” الماكنة ” الإعلامية العربية (للأسف!!) باتجاه تحريك النوازع الطائفية بين أبناء الوطن العربي بعدما هدأت بعض الشيء في العراق إلا أنها ارتفعت في بلدان أخرى في سيناريوهات متعاقبة ( وبالتأكيد محسوبة) و مدروسة أذهلت اغلب المفكرين العرب وأصحاب الحكمة ، لا بل تعدتها في بلدان أخرى لتصبح نبرة عنصرية بين الإسلام و المسيحيين كما نشاهد ما يحدث في مصر بين المسلمين والأقباط من سيناريوهات قد تفضي لصراعات مستقبلية .
ولو أمعنا النظر إلى ما يحدث في الوطن العربي لوجدنا انه ابتدأ بربيع واستمرت سخونة الأجواء بالارتفاع وصولا إلى أعلى مراحل (الشحن الطائفي) خصوصا فيما يحدث بسوريا أو ما يجري هناك في البحرين أو حتى اليمن وربما في الطريق إلى الأردن والسعودية .
أن ما يحدث بصريح العبارة ليس ربيعا عربيا بل “صيفا طائفيا” ترتفع سخونته بين دولة وأخرى بارتفاع صُراخات الأصوات “الناشز” التي تحاول أيقاظ (الفتنة الطائفية) ولعن الله من أيقظها أو يحاول إيقاظها ، فقد تأتي على “الأخضر واليابس” ملتهمة وحدة البلد الواحد لا سامح الله.
لقد سبق لنا مرارا وتكرارا أن حذرنا ونحذر من خطورة ما جرى في البلدان العربية من تغيرات دراماتيكية في مقاليد الحكم ووصول البعض من المحسوبين على التيارات الاسلامية الى سدة السلطة في البلدان العربية وبالتالي فأنهم قد يكون (بلعوا الطعم) بحيث ان نسب فشلهم في الحكم ستكون مرتفع جدا ..؟
فأين يا ترى يكمن الخلل..؟
هل فالإسلاميين أنفسهم ؟
أم في الآليات التغيير أو حتى نتائج التغيير المضطرب ..؟!
فبين ليلة وضحاه أصبحت غالبية الدول العربية مهدد بالتقسيم الطائفي أو العنصري أو حتى بدعة (الأقاليم) التي تمهد للانقسام .، فنحن لسنا ضد الأساليب الحديثة في الحكم والتي يعتقد أن (الفيدرالية) احدها ولكننا متحاملين على ما جرى ويجري في البلدان العربية خصوصا وان ملامح التقسيم وبوادره ومؤشراته بدأت تظهر للقاصي والداني.
أن ما يسمى بالربيع العربي وما سبقته من احدث في العراق حركت خارطة الشرق الأوسط الجديدة بأطر ديمقراطية رائعة جدا !! ولكن أشد ما نخشاه هو بداية مرحلة الصيف الطائفي الذي سيفضي إلى تقسيم عدد من الدول العربية وكآن أيام( سايكس بيكو) قادت عادت ولكن بأطر جديدة .
البعض قد يُـشكل على فرضياتنا تلك و يبدأ بالحديث عن عصر الثروات العربية وما شابه ذلك من أحاديث لا تصلح ألا لمجرد العرض بوسائل الأعلام ،
أننا نجزم بان مخطط تقسيم الدول العربية يقف وراءه لوبي كبير و(أمرا دبر بالليل) وقد أُعـد لذلك سيناريوهات كثيرة تنوعت بين التدخل العسكري أو تسليح الشباب المتعطش للديمقراطية أو دعم النخب الناقمة على الدكتاتوريات وجميع تلك السيناريوهات أو المقدمات أفضت إلى نتائج التغيير في شكل الحكم .
ربما ان مرحلة ما بعد (الربيع العربي) ستكون أكثر قسوة من محارب جيوش الحكام والسلاطين وقد تفضي إلى اقتتال داخلي (طائفي أو قومي) أو حتى الحروب على توزيع الثروات بين أبناء الدولة الواحدة وهنا يكمن الخطر من أن (الربيع العربي) قد يتحول إلى (صيف طائفي ) سيجر العرب الى المزيد من الحروب الداخلية والمعارك الطاحنة التي يراد منها أنهاكم أولا وتغيير مسارات تفكيرهم ثانيا عن القضايا والثوابت الوطنية العربية الكبرى التي لا حصر لها. والتي قد نتطرق أليها مستقبلا…
أتمنى أن أكون متشائما أو غير دقيق ومنطقي في تحليلاتي السياسية والتي تفضي ألا أن الربيع العربي سيؤدي الى صيف طائفي بغيض جنبنا الله وإياكم أيامه ولياليه .