19 ديسمبر، 2024 12:42 ص

الإستراتيجية الإيرانية والتخبط في المجهول

الإستراتيجية الإيرانية والتخبط في المجهول

العقلانية والحكمة قواعد ثابتة للمفكرين الاستراتيجيين الذين ينظرون للسياسات العامة لدولهم سواء على مستوى السلطة أو الانماء الحضاري لشعوبهم لكونهم يعتمدون المنطلقات النظرية العادلة في العلاقات الدولية ، هذا ما لمسناه عبر الحقب التاريخية من ثوابت جسدها لنا القانون الدولي الذي يحكم تصرفات كل الدول المنظمة الى لوائه او الخارجة عن احكامه ، ويقف النظام الإيراني على وفق تصوراته الفكرية الوهمية بعيدا جدا عن المشتركات المعقولة في النظام العالمي المتحضر . وعليه ان يتذكر بان الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في فينا العام 1948 قد منح بني البشر حرية الضمير والمعتقد والخيار في الفكر النوعي لإدارة شؤونه العامة السياسية والدينية والاجتماعية بلا اضطهاد . ان هذه المثل العظيمة للإنسانية في واد والنظام الديني الإيراني يعيش داخل الانفاق المظلمة للوديان المجهولة الأخرى خارج المجهول ذاته ،انه نظام حالم بلا يقظة يستهلك الشعارات المذهبية كوسيلة حمقاء من اجل تحقيق الوهم ظنا منه خداع العبد المؤمن الرصين بأيمانه ودينه ومذهبه . وأريد التذكير ومن اجل التذكير فقط عليه ان يطلع على العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر العام 1966 . كي لا يضطهد المعارضين السياسيين ولا يحارب الضمير الإيراني في الاختيار ولا يقدم على الأعمال الإجرامية بإعدام الأطفال والإحداث وباقي أصحاب الفكر المعارض . ان قلمي حر ونزيه وليس لي أغراض ضد أي نظام دولي عدا ذاك الذي تدينه الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة السبعين نتيجة انتهاكه لحقوق الانسان الإيراني . انه رقم صعب لم يسبق له نظير في التاريخ المعاصر ، ولي رأي قانوني موجه الى خبراء القانون في الأمم المتحدة اذا كان نظام همجي يسجل أعلى رقم بانتهاك الميثاق الاممي ، لماذا السكوت عن الإجراءات الرادعة حسب بنود الميثاق وما قيمة الإدانات المتكررة هذه ؟ اذاً المنظر الديني الطائفي الإيراني قد سقط في مستنقع الواهمين حينما نظر للفكر المذهبي كقاعدة للانطلاق نحو الهيمنة على الدول المجاورة وسرقة ثرواتها تحت هذا الشعار الأحمق ، دون ان يدري بالقوة الهائلة للتعارض والرفض المطلق من المنطق العقلاني للشعوب المستهدفة . ولهذا نراه ينكب على صناعة الأسلحة الذرية لأنه بموجب تلك الرؤى يقف على أرضية هشة عسى ان يرهب المجتمع الدولي الذي يصطف مع حكمة الدول المجاورة والإقليمية وحتى البعيدة ضمن محيط الأرض التي اعتمدت السلم والمبادئ والقيم الواردة على متن المواثيق والمعاهدات الدولية . ولن تنفع أساليبه باستعراض القوة بين الحين والأخر من خلال المناورات الكارتونية لقواته العسكرية الشبيهة بقوتنا الوهمية كعراقيين عندما أخذنا الوهم الى عالم المجهول بالصراع مع الإرادة الدولية أثناء غزونا للكويت وكانت النتيجة الفناء بحسابات الغباء السياسي وانعدام مقومات التنظير السائد لدى الدول الحكيمة . استعراض العضلات يعد احد أهم آفاق الخيال الاستراتيجي لأنه يبنى عادة على الوهم الفكري والعقائدي غير الموزون ، والتدخل بالشؤون الداخلية للعراق على أسس مذهبية والتخطيط الاستراتيجي لإحياء الزرادشتية بقالب الإسلام وإعدام المعارضين بالملايين تصب جميعا في قاعدة المجهول والوهم المزدوج . ياسادتي الشرفاء في العالم المتمدن كيف السبيل للتعامل مع نظام كهذا ؟ لقد صب زيته الأعمى في إشعال فتيل الحرب الأهلية داخل المجتمع العراقي انطلاقا من هذا الغباء السياسي ولم يفلح وعمد على تشكيل المنظمات المليشياوية الإرهابية في كل بلد عربي وكانت النتيجة الخواء دون نتائج مثمرة بل العكس ما حصد ؟ فالشعب العراقي اتخذ قراره الوطني بمعزل عن الأحزاب التابعة له وقرر هذه المرة عدم الاستجابة للغوغاء المذهبي . كما حدث مؤخرا في دولة الكويت الشقيقة برفض الدجال رجل الدين المعسول بالفكر المفرق لإرادة الأمة الإسلامية . فأي إستراتيجية كاذبة وانهزامية يعتمدها هذا النظام الخارج عن كل القيم الوضعية والسماوية التي ستوصله الى النهايات المحتومة والمكتوبة غير مأسوف عليه وان غدا لناظره اقرب من القريب إن شاء الله وتعالى