9 أبريل، 2024 2:48 م
Search
Close this search box.

الإستخفاف بالمواطنين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

 كلّ الجمهور العراقي كان على ادراكٍ كامل بالمتطلبات الماليّة الكبيرة التي تستلزم تغطية نفقات المعركة الكبرى مع داعش والتي انتهت بتحرير الموصل في يوم 10\7\2017 , وكان العراقيون على دراية كاملة واستعدادٍ مطلق لتحمّل الأجراءات التقشفية والأستقطاعات المالية وزيادة بعض الرسوم الحكومية لأجل ذلك , ولم يكن هنالك من تذمّرٍ وامتعاض , بل أنّ فرحة الأنتصار كانت اكبر من كلّ من سواها .. وما برحت في ذاكرة المواطنين ” وربما ولجت عالم النسيان عند البعض ” الأستقطاعات المالية من رواتب الموظفين والمتقاعدين , والأبتكار الآخر والأول في تأريخ الدولة العراقية من خلال فرض رسومٍ مالية لدخول ايّ مستشفى , ورسوم اخرى للعلاج والأدوية بالأضافة الى رسوم التحليلات الطبية والأشعة , بالأضافة الى اجور العمليات الجراحية الصغرى والكبرى . وقد رافق ذلك بتناسبٍ طرديّ رفع سعر كارتات اجهزة الموبايل والأنترنيت , مع رفع الأسعار لموادٍّ اخرى وتقليل مفردات البطاقة التموينية الى ادنها مستوياتها ومع الغاء بعضها , لكنّما بعد مضيّ عامٍ ونيف على انتهاء المعركة مع داعش , ومع ازدياد كميات النفط المصدّر للخارج والذي يصاحبه ارتفاع اسعار النفط , ومع تحسنٍّ ملحوظ في الوضع الأمني , فلا نقول هنا لماذا وعلامَ لم تقم الحكومة بأعادة الأسعار الى سابق عهدها , ولا الى الغاء رسوم المستشفيات وسواها من الأمور الأخرى , فهذا ديدن الحكومة ولن تفعلها , إنّما ولو زوراً وكذِباً وبهتاناً لماذا لم تبادر احزاب الأسلام السياسي او احزاب السلطة بالتظاهر ” إعلامياً فقط ” ومن باب المزايدة بالطلب من حكومة العبادي بألغاء هذه الأجراءات بحقّ المواطنين .! , وإذ هذه الأحزاب متشابهة في الضدّ من مصلحة الجماهير , فالأنكى هو لماذا لم يخالج تفكير اعضاء مجلس النواب المنحل ” طوال الفترة الماضية ” بالطلب من هذه الحكومة بالتراجع والغاء استقطاعاتها والغاء رسومها المفروضة , وهل من المعقول أنْ تلتقي آراء وافكار اعضاء البرلمان للوقوف بالضد من تلكنّ الأجراءات الحكومية .! , ثمّ نكرر لماذا ايضاً لم يصرّحوا بذلك ظاهرياً وتظاهرياً كمزايداتٍ اعلامية يجيدون الفن والتفننّ بها .!

التظاهرات المندلعة في المحافظات منذ نحوِ شهرٍ والتي ليس بمقدور إمرءٍ التكهنّ بوقفها او توقفها , فهي ليست الردّ الوحيد على تسلّط الأحزاب الدينية الحاكمة والمتحكمة بمقدرات الشعب , وإنّما اضحى وامسى أنّ كلّ الجماهير العراقية ” التي لم تشارك في التظاهرات والحركة الأحتجاجية , والتي ربما ستكون لها مشاركاتها الفاعلة في وقتٍ لاحق ! , فباتَ معروفاً ومشهوراً أنّ الأحزاب التي تحكم العراق بعد الأحتلال والتي جاءت بمعيته قد غدت مرفوضة كلياً من الشعب , وما هذا الأنتهاء الناقص من اجراءات عدّ وفرز الأصوات , فهي ليست سوى مستحضرات مكياج واكسسوارات مشوّهة , فليس بمقدور ايّ جهةٍ ” حتى داعش ” من حرق صناديق الأقتراع وتخريبها وتزويرها لأكثر من مرّة ومن مرتين .!!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب