الأستحمار؛ مصطلح أطلقهُ الدكتور علي شريعتي, في كتابة “النباهة والأستحمار”، وعرفهُ بأنة تزيف ذهن الأنسان, ونباهتة وشعورهُ وصرف مساره عن النباهة الأنسانية, والنباهة الأجتماعية, فرداً كان أوجماعة، بناءاً على ذلك, فقد أستخدمت التنظيمات المتطرفة, هذه الظاهرة لأيصال مفاهيمها, الى عامة الناس.
الأرهاب الذي تقوم به, هذه الجماعات المتطرفة يتم عن طريق, أستغلال هذه الظاهرة التي أحسن أستغلالها, وتوظيفها, بما يخدم مصالحهه, حيث بلغ الأستحمار لبعض الناس درجة كبيرة, من القوة والشيوع في هذه المناطق, لا بل أنه ابعدها عن طبيعتها الأنسانية, وحولها الى حيوانية مفترسة.
اللافت للنظر أن هذه الظاهرة أخذت بالأنتشار في المناطق الغربية من العراق, وبسرعة كبيرة كأنتشار النار في الهشيم.
إن حالة الأستحمار في غرب العراق, كان سببها مجموعة من السياسين, ورجال الدين المتطرفين, التي سلبت الناس عقولهم, وحريتهم في التعبير,عن طريق خطبهم، فهذه الخطب المغشوشة والمزورة, والتي لا أساس لها ولاسند, لايمكن القبول بها, اوالتصديق بمحتواها,فهذه الخطابات هي التي تدفع للاستحمار, وهي بلا شك ستنشئ جيلاً, من المتطرفين المتخلفين عقلياً, وسيكون ذلك أعلى درجات الأستحمار.
أستفحلت هذه الظاهرة؛ ولوسألت أحد المصابين بها لكان جوابه, هو الدفاع عن أهل السنة, والمطالبة بحقوقهم المسلوبة, وكأنه هو المدافع عنهم والراعي لهم, والوكيل المخول للمطالبة بحقوق الاغلبية الصامتة, إن الذين يعيشون تحت تأثير هذه الظاهرة, لايمكن أقناعهم بالعيش في هذا الوطن,و المكاسب التي سوف تتحق لنا, كأخوة جراء العيش المشترك.
السبب الرئيسي, وراء هكذا ظاهرة,أن هناك من يدفع بهم ويمارس الضغط العقلي, والنفسي عليهم, فيقلب الحقائق ويشوه الصورة, ويخيل لهم أنهم في حالة تهديد دائم، من عدو قادم محتمل, لاغراضه الخبيثة, وبذلك فأنهم يعيشون حالة من الأستحمار اليومي.
هذه الثقافة الأستحمارية,أنشأت مجتمعا كاملاً, يرفض الأصلاح والبناء, والعيش المشترك, ويرفض التحرك بثقة الى الأمام.
إن أبشع صور الأستحمار تتجلى في تلك المناطق ويروج لها داعش, وهي الأستحمار الديني ,وتبني التطرف والتشدد وغسل العقول.
المسؤلية اليوم كبيرة على رجال الدين المعتدلين, وشيوخ العشائر التي تحمل القيم العربية الأصيلة, والسياسين الوطنيين, لتبني سياسة جديدة لبناء جيلاً يرفض هذه الظاهرة ويكون صاحب أرادة لبناء الدولة والعيش المشترك بين مكونات الوطن الواحد.