12 أبريل، 2024 1:33 ص
Search
Close this search box.

الإستبداد النابض فينا!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الإستبداد بما يعنيه ويشير إليه ويراه ويتصوره , وباء مزمن متوطن في مجتمعاتنا , وتتوارثه الأجيال من الأجيال , وحالة نفسية فكرية ثقافية إجتماعية إنفعالية طاغية على السلوك في مجالات الحياة المتنوعة.

فالفرد في مجتمعنا يرضع حليب الإستبداد ويتربى في أحضانه , فيكون مستبدا منذ أول أيام وعيه بالحياة , وهو يرى حوله ما يشير إلى الإستبداد ويعزز سلوكياته وبواعثه ويتلذذ بنتائجه وتداعياته.

فتعلُّم الإستبداد في بلداننا مشكلة بحاجة لوقفة عقول ذات قدرات إدراكية وطنية إنسانية حضارية معاصرة.

ومَن منّا لا يملك نزعة إستبدادية , فعليه أن يبرهن بسلوكه على ذلك , فلا أحد قد نجا من الإصابة بهذا الوباء المتوارث , وبسببه لا نتمكن من إنجاح أي عمل جماعي توافقي ديمقراطي , وإنما النشاطات الجماعية , سواء في الداخل أو الخارج , قد فشلت وجاءت بنتائج معاكسة لما تطرحه , إن كانت علمية أو ثقافية أو سياسية.

فهل نحن عاجزون عن الشفاء من الإستبداد, فنمارسه بأفعالنا وننكره ونبرره بأقوالنا؟

آراؤنا وأفكارنا مستبدة , وتفاعلاتنا مع بعضنا إستبدادية ماحقة.

وكل منا مستبد في البيت والمدرسة والشارع والدائرة , والحزب والسلطة ونشاطات الحياة الأخرى , ولا يعرف “إلا أنا وأنا وحسب” و “طريقي أو لا طريق” , وينطبق عليه المثل العراقي “ألعب لو أخرب الملعب”.

ولا يختلف في ذلك المثقف والعالم والأديب والعلامة والفيلسوف , والسياسي والمتديّن وإبن عامة الناس , فالجميع مصابون بهذا الداء الوخيم.

فهل رأيتم عندنا أساتذة وعلماء إستطاعوا أن يقوموا بعمل وطني جماعي متواصل يخدم المصلحة العامة؟

هل وجدتم منظمة واحدة ذات تطلعات وطنية وأهداف إنسانية متنامية تقرر المصلحة الوطنية؟

هل رأيتم غير الأنانية والجشع والنرجسية وحب الصورة والمديح , والإمعان بتأكيد الذات وفرض الرأي والغطرسة السلوكية بأنواعها؟

علينا أن نقف إزاء أنفسنا بشجاعة ونتصدى لعيوبنا , ونستجمع الجهود والطاقات لعلاج أمراضنا السلوكية المشينة.

العيب فينا جميعا

من أعلى مسؤول إلى أبسط إنسان في المجتمع , فلنستيقظ ونتحرر من هذا البلاء , وننظر بعيون البلاد والمصلحة العامة.

ونتبصّر…

ونكون إخونا بأفعالنا وتفاعلاتنا , وليس بالأقوال والخطب العصماء الرنانة وحسب.

فقد بلغ السيل الزبى , وجاوز الفساد المدى , والعيب أصبح عقيدة وفخرا للعدى.

وإن لم نغير ما في أنفسنا , فلن يتغير ما حولنا , وسيدثرنا التراب بعد أن حولته نفوسنا إلى مطر!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب