عندما يخرج الإستاذ الجامعي للتظاهر والإعتصام إحتجاجا على سلم الرواتب الجديد المزمع تطبيقه إبتداءا من الشهر القادم فهي تعتبر سابقه خطيرة في الدوله العراقية، حيث على مدار عقود من الزمن لم يتم خروج هذا الكم من أساتذة الجامعات إلى الاعتصام او التظاهر والمعروف إن عشق الإستاذ الجامعي لمدارج الجامعات وعشقه لبحثه العلمي لا يمكن أن يكون هناك حدث يجعله يتخلى عن عمله اليومي ويلقي طبشوره جانبا ويغلق مختبره ويترك قسمه ويخرج لكي يحتج على أمرا ما وهذا الأمر لا بد ان يكون أمرا جسيما بمعنى الكلمة.
لقد فهم الإستاذ الجامعي الرسالة الموجهة ضده بكل دقه والتي تحاول الحكومه العراقية إيصالها له…المسألة ليست مسألة مخصصات وإحتسابها وتخفيضها حيث يصل هذا التخفيض إلى حدود 700 الف دينار شهريا لبعض الأساتذه ويتراوح بالعموم من 400-800 الف دينار شهريا وبالرغم إن هذا المبلغ كبير وقد يصل تخفيض الراتب الكلي للإستاذ الجامعي في حدود 25% وهو سوف يسبب ضررا كبيرا في المستوى المعاشي له..وإن الحكومه العراقية نست إن الاستاذ الجامعي خير من يفهم لغة الأرقام ويتعامل معها وإن محاولة الحكومه تسويق جدولها من خلال بعض القنوات الفضائية المحسوبه على منظومة الفساد على لسان مسوقي الجدول هذا سوف يكون مثلهم مثل ساقي الماء الذي يحاول تسويقه في حارة السقايين…إن ما تسوق له الحكومه العراقية من إن الضائقه المالية التي تمر فيها هي التي جعلتها تلجأ لهذا التخفيض يمث قمة الضحك على الذقون!! ولنبين ضحك الحكومه هذه بالأرقام وسوف نعتمد الدولار ليكون أكثر فهما عند المقارنه بالميزانية العامه
إن معدل التخفيض في راتب التدريسي الجامعي في حدود 400 دولار أمريكي
عدد التدريسيي من مختلف الدرجات العلمية في العراق 40000 اربعين الف تدريسي
المبلغ الذي سوف يتوفر لخزينة الدوله من هذا التخفيض 16 مليون دولار شهريا
ومعدل إجمالي المبلغ سنويا المتوفر للحكومه من التدريسيين الجامعيين يصل إلى 192 مليون دولار
وهذا المبلغ يمثل في حدود 2 بالألف من مجمل ميزانية الدوله للعام الجديد على فرض إن الميزانية في حدود 80 مليار دولار.
لذلك فإن مبلغ 2 بالالف الذي توفره الدوله من تخفيض رواتب تدريسي الجامعة لا يمكن أن يكون سببا مقنعا لتدريسي الجامعة… اي شخص له دراية ولو هامشية بالإقتصاد يدرك جيدا إن الدوله يمكن توفير أضعاف هذا الملبغ من مسالك إخرى دون المساس براتب الموظف لذلك هنا يثار سؤال بالغ الأهمية!
ما هو السبب الذي جعل الحكومه العراقية تمس رواتب الموظفين بصوره عامه ورواتب تدريسي الجامعات بصوره خاصه وهل الجهات التي دفعت بهذا الإتجاه تدرك جيدا الأسباب الحقيقية وراء المساس برواتب التدريسيين في الجامعات العراقية…المطلوب تحقيقه من الجهات التي تعرضت لرواتب الأساتذه الجامعيين هو إشاعة الفوضى في الشارع العراقي وتعطيل التعليم العالي وإبعاد الطلبه عن مدارج الجامعات وضرب المجتمع في عقليته المفكره والمتمثله بهذه الطبقة المرموقه
إن التدريسيين في الجامعات العراقية أدركوا بالضبط حجم ما يدبر ضدهم وبالتالي ضد العراق ولذلك جاءت هذه الإنتفاضه العارمه والموحده من قبل جميع الجامعات العراقية دون أن يكون هناك تنسيق مسبق بينهم ولهم كل الحق في هذه الوقفه…لذلك فإن الحكمه تقتتضي أن تبتعد الحكومه عن المساس برواتب الموظفين عامه و تدريسيو الجامعات بصورة خاصه قبل أن تتكشف الأرقام الحقيقية لكبار الموظفين من وزراء ونواب ورئاسات ومنافع إجتماعية وغير ذلك من المسميات والتي تصل إلى نسبة 30% من الميزانية العامه وخلو الطابق مستور قبل ان ينقلب عليكم.