23 ديسمبر، 2024 8:30 ص

الإرهاب.. وليد أوروبا وربيب اسرائيل

الإرهاب.. وليد أوروبا وربيب اسرائيل

يرتبط مصطلح الارهاب في وقتنا الحاضر بأسم الاسلام والمسلمين عربا” كانوا ام اجانب , وذلك ليس بمحض الصدفة وإنما هو تخطيط وسعي حثيث من قبل أطراف ودول لها اهداف من وراء ذلك, مع أن الارهاب لم يكن يوما” له صلة بالعرب ولا بالإسلام مطلقا”, أنما هو مصطلح أوربي المنشأ , اذ ضهر لأول مرة منذ بدء الثورة الفرنسية عندما بدأت المحاكم آنذاك بتنفيذ احكام الاعدام بأبناء الطبقة الارستقراطية  من النبلاء والمرفهين الى ان قتل الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري انطوانيت في 21يناير 1793, وكافة الحاشية وارتبط المصطلح تحديدا” بأسم المدعي العام فوكييه تينفل الذي كان يصدر أوامره الى المنفذين لتطبيق عقوبة الاعدام, وقد أرخت روايات عديدة لظهور المصطلح في ذلك الوقت منها رواية الزهرة القرمزية للمؤلفة البارونة اوركزي التي تكررت عبارات عديدة في في روايتها تشير لمصطلح الارهاب منها ( ترويع , رعب, عنف, ارهابيين, غوغاء) اشارة الى المنفذين  والجماهير التي كانت تراقب عمل المقصلة المستمر آنذاك,   ثم بعد ذلك اصبح الاسم مرتبطا” بحركات التمرد في دول العالم المختلفة, الى ان وصل الامر الى احداث الحادي عشر من سبتمبر التي حاكتها وخططت لها ايادٍ خفية لتوحي للجميع ان الاسلام مصدر الارهاب مع العلم ان تنظيم القاعدة هو تشكيل مدعوم من قبل الولايات المتحدة تحديدا”  والدليل على ذلك هو عدم قتال القاعدة في اسرائيل وانما يقتصر جهادهم على العرب فقط! ,والاغرب من ذلك ان تاريخ الدول الاوربية ملئ بأحداث الاحتلال واغتصاب اراضي الشعوب ونهب الخيرات واستلاب الحقوق, بل ان البعض منها اصلا” لم يتشكل الا عن طريق الابادة الجماعية وامريكا خير دليل على ذلك بعد ابادة الهنود الحمر والاستيلاء على ارضهم, وما يحصل في فلسطين ليس ببعيد عن المشهد من تشريد شعب والاستيلاء على ارضه واستمرار الة القتل الصهيوني بحصد ارواح الاف من ابناء الشعب الفلسطيني  فلماذا لانسمع عن دعاواى وتهم الارهاب تلصق بهذه الدول ؟ ولماذا يلتصق هذا المصطلح بالعرب والمسلمين تحديدا” مع ان اغلب حقوقهم مستلبة ,نعم فقد تبدلت الادوار  حتى اصبح الجلاد ضحية والضحية جلاد! هذا هو بالضبط ما سعت اليه الاطراف المستفيدة من تشويه صورة العرب والمسلمين وعلى رأسهم اسرائيل وامريكا فقد بات قضية جهاد الفصائل الفلسطينية أمرا” يؤرق الاحتلال و يقض مضاجعه ومن هنا بدأت فكرة  اتهام المسلمين بالإرهاب من اجل خلط الاوراق وتشويه الحقائق, واتهام فصائل المقاومة بالإرهاب, مع أن انهم اصحاب حق سلبت ارضهم, وشردوا من ديارهم واستبيحت حرماتهم, فموضوع الحادي عشر من سبتمبر ذريعة فتحت الافاق امام من يستهدف الاسلام بدعوى ان قتل الابرياء من وجهة نظر المسلمين هو جهاد, ومن هنا لابد من تو ضيح الفرق بين مفهوم الجهاد ومفهوم الارهاب, الجهاد هو السعي لاسترجاع الحقوق المسلوبة ونوع من الدفاع عن النفس واقرار الحق وردع الباطل وهو مبدأ اصلاح اقره الخالق جل وعلا في بداية نشوء الرسالة الاسلامية لان طغاة ذلك العصر استضعفوا المسلمين وجاروا عليهم بل ورحلوهم عن ديارهم, وكحال العديد من الرسل والانبياء شكل الرسول الاكرم (عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام) جيشا” في ذلك الوقت لنصرة دين الله وحماية تعاليم السماء واسترجاع وبطبيعة الحال كأي دولة متكاملة العناصر تشكل جيش الدولة الاسلامية لنشر الرسالة الاسلامية واحقاق الحق, فلم يكن في اي يوم من الايام الدين الاسلامي قائما” على الظلم او القتل كيف يكون ذلك وقد خاطب الخالق رسوله الكريم بقوله ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)الانبياء آية 107,   بل ان اساس الدين الاسلامي هو قائم على نبذ القتل ,والرق, والظلم ,والجور, ونشر المساواة والعدل بين الناس ,فهو نظام سماوي متكامل قائم على مبدأ الصفح والعفو حتى للمسيء ويتضح ذلك من قوله تعالى( وليعفوا ويصفحوا الاتحبون ان يغفر الله لكم)  البقرة آية 109, فكيف يتهم الاسلام بتهمة بعيدة كل البعد عن  قيمه السامية, ان موضوع خلط الاوراق والحقائق له اهداف تسعى للنيل من المسلمين واذكاء الفتن والكره ضد الاسلام والمسلمين من خلال زرع جماعات محسوبة بالخطأ على الدين الاسلامي الحنيف تمويلها اوربي وتدريبها ورعايتها يهودية من اجل الطعن بالرسالة المحمدية بل ان اغلب المسلمين هم الضحايا القتل والتشريد وما يحدث في بورما من ابشع جرائم القتل والعنف  بحق الاقلية المسلمة لم تلقى حتى استهجانا” مع العلم انها يجب ان تصنف ضمن أفظع جرائم الارهاب في العصر الحديث فلماذا التطبيل والتهليل  لحوادث تنسب ظلما” للمسلمين من جماعات تدعي الاسلام ؟ ولماذا السكوت عما يرتكب  عمدا “بحق المسلمين؟ ولماذا السكوت عن ممارسات الاحتلال الصهيوني في فلسطين وما يتبعونه من ارهاب مدعوم من قبل الدول التي تسعى لسرقة اموال الشعوب وامتهان كرامة الانسان واعادة الناس الى زمن الرق والعبودية , فسياسة الكيل بمكيالين وتشويه الحقائق هدفها نبذ الفكر  الاسلامي الذي هو في حقيقته ختاما” للأديان التي انارت دروب البشرية وحررت العقول والنفوس وكل ذلك لن يمنع الناس من ادراك الحقيقة المتمثلة  في نشأة الارهاب في اروبا وتربيته في حجر اسرائيل.