23 ديسمبر، 2024 1:23 ص

الإرهاب جزء لا يتجزأ من نظام ولاية الفقيه

الإرهاب جزء لا يتجزأ من نظام ولاية الفقيه

أحدث الاقدامات الإرهابية لدكتاتورية الملالي ضد المقاومة الإيرانية هو الكشف عن قنبلة مصنوعة من مادة TATP مع جهاز التفجير. اعتقال عنصرين في بلجيكا وأيضا أعتقال المخطط الرئيسي لهذه العمليات (دبلماسي إرهابي باسم اسد الله اسدي) كشف الستار عن أبعاد هذه المؤامرة الجنائية. طبعا هذا الاجراء الإرهابي لم ولن يكون آخر اعمال الملالي في مواجهة المنافس الوحيد والبديل الحقيقي لهذا النظام أي مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ولكنه يعتبر أحدثها.
سوء استغلال نظام الملالي من حسن السلوك الدولي والحصانات الدولية له تاريخ طويل جدا. ويمكن الاشارة إلى اغتيال شهيد حقوق الانسان العظيم كاظم رجوي في جنيف بسويسرا في تاريخ ٢٤ أبريل ١٩٩٠، واغتيال محمد حسين نقدي ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في ايطاليا في تاريخ ١٦ مارس ١٩٩٣ و خطف علي أكبر قرباني أحد الاعضاء القدامى في منظمة مجاهدي خلق في اسطنبول بتركيا في تاريخ ٢ يونيو ١٩٩٢ والتمثيل به، و تفجير اميا المركز الثقافي اليهودي في بيونس ايرس الارجنتين في يوليو ١٩٩٤ واغتيال الشهيدة العظيمة المدافعة عن حقوق اللاجئين السيدة زهراء رجبي برفقة احد اعضاء مجاهدي خلق باسم علي مرادي في ٢٠ فبراير ١٩٩٦ في اسطنبول بتركيا وغيرها من الاعمال الإرهابية العديدة التي قام بها نظام الملالي تحت غطاء دبلماسي وخطط لها في سفارات النظام في الدول الاوربية المختلفة.
لكن هدف وشغل الملالي الشاغل هذه المرة كان التجمع العظيم للإيرانيين والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باربس. إرهابيو النظام الديني هذه المرة حاولوا زرع قنبلة متفجرة في القاعة التي حوت اكثر من مئة الف شخص هناك. الهدف بالحد الادنى من هذه المؤامرة هو افشال ومنع عقد التجمع وهدفها بالحد الاعلى بالنظر لحضور السيدة مريم رجوي وضيوفها رفيعي المستوى في هذا التجمع كان اغتيالهم جميعا. طبعا بالنسبة للاشخاص الذين على علم ودراية ومعرفة بالمقاومة الإيرانية ونظام ولاية الفقيه ليس خافيا عليهم بان الهدف الاساسي من هذا الاقدام الإرهابي كان السيدة مريم رجوي التي كانت لمرات عديدة هدفا لمؤامرات ومخططات الملالي الشريرة والمشؤومة. قبل فترة زمنية أحد دمى نظام الملالي باسم حسام الدين آشنا وأحد أقارب الملا حسن روحاني كتب على حسابه على التويتر قائلا بأنه يجب على المجاهدين الحذر من تأثيرنا ونفوذنا. قصده كان بأن الملالي يحاولون اختراق صفوف المجاهدين حتى يتمكنوا من توجه ضربة لهم. قبله أيضا الحرسي علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في النظام في حديثه ردا على المظاهرات والاحتجاجات والانتفاضة داخل البلاد والتي اعتبرها من وجهة نظره عمل عناصر مجاهدي خلق كان قد قال بأن مجاهدي خلق سوف يتلقون ضرية من مكان لم يكونوا يفكرون به.
المقاومة الإيرانية أعلنت مرات عديدة بأن العمل والدور الاساسي لسفارات النظام في الدول المختلفة ولاسيما في الدول الاوربية هو التجسس واستخدام الإرهاب من أجل المقاصد الإرهابية المختلفة. النظام أرسل مسؤوليه الأمنيين وأفراد وزارة المخابرات سيئة السمعة الى الدول كدبلوماسيين حتى يتمكنوا من إنجاز أغراضهم ومقاصدهم الإرهابية تخت غطاء دبلوماسي. في أي مكان ارتكب فيه النظام عملا إرهابيا وبدون استثناء فان رفضه وتأثيره ينتهي بسفارات النظام.
هناك تفاوت هذه المرة في عمل النظام الإرهابي مقارنة بالحالات الاخرى وهذا التفاوت هو أنه في هذه المرة لم يطرح مجاهدو خلق هذا الموضوع بل اقتفاء وتعقب المعلومات هذه المرة كان من قبل الاجهزة الامنية والمخابراتية لدول بلجيكا والمانيا وفرنسا. تلك الدول هي التي كشفت عن هذا الموضوع وتوصلوا الى استنتاج منه.
بعيدا عن التباهي بالقوة الفارغة التي يتبعها النظام والتي تعتبر أحد خصال نظام الملالي ومسؤوليه الحكوميين المفضوحة هناك سؤال يتبادر الى الذهن وهو لماذا يقدم النظام الديني على تنفيذ الفضحية الداخلية والدولية لمثل هذه المؤامرة القذرة ؟؟
جواب هذا السؤال على النحو التالي: بعد الانتقال الجماعي لمجاهدي خلق من العراق نحو ألبانيا تلقى النظام ضربة قوية جدا، لهذا السبب أقدم على الانتقام والبدء باجراءات إرهابية ضد المنظمة. هذه الاجراءات تم فضحها منذ زمن بشكل علني حيث كشف عنها السيد ادي راما رئيس الوزراء الألباني في جوابه عن سؤال حول التهديدات الإرهابية ضد مجاهدي خلق في هذا البلد وفي يوم الخميس ١٩ ابريل ٢٠١٨ قال:
“فيما يتعلق بمجاهدي خلق فانا أعتقد بأننا قمنا بالعمل الصحيح. نحن قبلنا مجموعة كانت تتعرض للتعذيب والأذى والملاحقة. فيما يتعلق بسؤالك حول الامن والتهديدات نحن وقفنا على الجانب الصحيح من التاريخ. نحن جزء من البلدان الأوروبية الأطلسية التي تتعرض لتهديدات بطرق متشابهة. أعتقد أن كل هذه الدول تعمل ضد التهديدات الإرهابية “. (تلفزيون فيجن بلاس – ١٩ ابريل ٢٠١٨)
أعلنت المقاومة الإيرانية في ذلك الوقت أن ما ذكره رئيس الوزراء الالباني إدي راما هو جزء من خطط وبرامج وممارسات نظام الملالي الإرهابية ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية في ألبانيا و ألمانيا والولايات المتحدة.
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أنه مع وصول الانتفاضة والمظاهرات والثورات الشعبية الى ذروتها في مختلف مدن إيران على مدى الأشهر الستة الماضية، أجبر النظام على بذل أقصى ما في وسعه حتى وصل الى ذروة اليأس والإحباط.
هذا العمل الإرهابي هو تكملة للاجراءات اليائسة الأخرى لنظام الملالي ضد البديل القوي الوحيد لهذا النظام. تدابير واقدامات مثل البديل المصطنع الفارغ هي جزء آخر من التدابير المضادة ضد البديل الرئيسي للنظام الديني، أي المجلس الوطني للمقاومة وقوتها المركزية المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. يحتاج النظام الديني الان، وأكثر من أي وقت مضى، إلى التآمر والإرهاب ضد معارضيه الرئيسيين.
محاولة زرع قنبلة متفجرة في داخل القاعة التي عقد فيها مؤتمر الإيرانيين تشير الى أن قتل الناس الأبرياء واختطاف ارواح الاطفال الذين كانوا جزءا من الجماهير المشاركة في الحفل هو عمل اجرامي إرهابي لايجب أبدا التغاضي عنه. الطريق الوحيد لمواجهة هذه الممارسات الإرهابية هو اغلاق السفارات والوكالات التي تمثل النظام الديني والتي هي في الواقع مراكز للاغتيال والتجسس تابعة للنظام تعمل تحت غطاء دبلوماسي وكذلك اخراج كل مسؤولي المخابرات وقوات القدس الإرهابية من الدول الاوربية. ومن أجل استكمال هذه الاقدامات والاجراءات من الضروري ان تقف الدول والحكومات الى جانب الشعب والمقاومة الإيرانية وأن تعترف رسميا بهذا البديل الديمقراطي الحقيقي. هذا البديل الذي سيحل السلام والهدوء الحقيقي في إيران والمنطقة.