23 ديسمبر، 2024 12:41 م

الإرهاب السياسي والاجتماعي .. أسبابه ودوافعه !

الإرهاب السياسي والاجتماعي .. أسبابه ودوافعه !

اقتباس ..
إنَّ ظاهرة الإرهاب ليست جديدة وإنما هي ظاهرة قديمة قدم الإنسان ذاته فهي لصيقة بطبيعة وجوده ، وتطورت الظاهرة بفعل متغيرات البيئة الدولية التي تتحرك فيها ، والتي تعتبر العامل الرئيسي وراء التحول في إشكال الإرهاب الدولي، فعلى الرغم من إن جوهر الإرهاب يظل واحدا ، فإن إشكاله وأدواته وتكتيكاته تختلف وتتطور بسرعة مع الزمن ، وتبقى المسألة الرئيسية تكمن في حصر وتقنين ظاهرة الإرهاب مسألة ذات بعد حضاري إنساني ، كون الإنسان هو الشخص الذي يمتلك الإرادة الفعلية والعملية في استئصال جذور الإرهاب لينهض من جديد بفكر خلاق بنـّاء قادر على التعاطي الإيجابي مع واقع وأعباء الحياة المختلفة.  ولقد تعددت وسائل الإرهاب وطرقه، واثبت الإرهابيون براعة وذكاء في استخدام كل وسائل العلم الحديث وتطبيقاته في سبيل الوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم.
 وهكذا اتخذ الإرهاب صورا وأشكالا عدة من خطف الطائرات في الفضاء الجوي إلي الاستيلاء على السفن في عرض البحر، بالإضافة إلى تدمير منشآت الطيران المدني، ومِنْ قتل زعماء ورؤساء وملوك دول ، مرورا بالاعتداء على رجال السلك السياسي والشخصيات العامة وانتهاءً بإهدار حياة الأفراد شيوخا كانوا أم رجالا أو أطفالا أو نساء.
 ناهيك عن خطف الأشخاص، واحتجاز الرهائن سواء كانوا سياسيين أو صحفيين أو دبلوماسيين وكذلك تدمير المنشآت والمباني العامة والقطارات والسيارات، ومهاجمة السفارات والقنصليات ومكاتب الطيران والسياحة، وإشعال الحرائق، ووضع المتفجرات والعبوات الناسفة في دور السينما ومحطات القطارات والحافلات.
إنَّ الإرهاب ظاهرة خطيرة في حياة المجتمعات الإنسانية وهو أسلوب متدنٍ للوصول إلى الأهداف ، فالإرهاب ليست له هوية ولا ينتمي إلى بلد وليست له عقيدة ، إذ انه يوجد عندما توجد أسبابه ومبرراته ودواعيه في كل زمان ومكان وبكل لغة ودين.
 تلعب العوامل الاقتصادية دورا مهما في توجيه سلوك الإرهاب عند الناس والمجتمعات البشرية فالحاجة الاقتصادية لا يشبعها أي بديل محتمل وكثرة المشكلات الاقتصادية تؤدي حتما إلى تدمير الحضارة وأسس البناء الاجتماعي، وتترك أثارها على عامة أبناء المجتمع ، فالبناء الاقتصادي يسبب نمو علاقات اجتماعية معينة ، فإذا كانت مشبعة اقتصاديا أحدثت التماسك والترابط الاجتماعي، وإنْ كانت عكس ذلك ولـّدت السلوك العدائي والعنف.
تعود الأسباب الفكرية للإرهاب والعنف والتطرف في أغلبها إلى معاناة العالم الإسلامي اليوم من انقسامات فكرية حادة، بين تيارات مختلفة. فمن تيار علماني يدعو إلى بناء الحياة على أساس حداثوي دنيوي وغير مرتبط بالأصول الشرعية ولا بالتقاليد والعادات والموروثات الاجتماعية الأصيلة، إلى تيار متعصّب منغلق يعارض المدنية الحديثة وكل ما يتصل بالتقدم الحضاري، ومن الأسباب الفكرية الأخرى تشويه صورة الإسلام والمسلمين وضآلة الاهتمام بالتفكير الناقد والحوار البنّاء من قبل المربين والمؤسسات التربوية والإعلامية وسوء الفهم والتفسير الخاطئ لأمور الشرع والدين. والمشكلة أنَّ الجيل الحالي يفتقد العمق الثقافي وشحن العقول بأفكار متطرفة.

إذن الإرهاب هو أداة أو وسيلة لتحقيق أهداف سياسية، سواء كانت المواجهة داخلية، بين السلطة السياسية وجماعات معارضة لها، أو كانت المواجهة خارجية بين الدول. فالإرهاب هو نمط من أنماط استخدام القوة في الصراع السياسي، حيث تستهدف العمليات الإرهابية القرار السياسي، وذلك بإرغام دولة أو جماعة سياسية على اتخاذ موقف مرضٍ لمآربها ، وإلاّ ؛ فتستمر بالعمليات الإرهابية .(1)
 عليه ؛ يجب أن نسلـّم بأنَّ هناك الكثير من الدوافع التي تقف وراء الأعمال التي توصف بالأعمال الإرهابية ، فوجودها لا يعني أننا يمكن تبريره تحت أي مسوغ أخلاقي أو ديني أو قانوني. غير أن هناك دوافع قد تودي إلى نشوء الظاهرة الإرهابية في هذا البلد أو ذاك. بدوافع قد توصف بأنها ذات طبيعة موضوعية وتحتاج إلى التفكير فيها ومناقشتها بتروٍ ، إذا أردنا اجتثاث جذور الإرهاب، وخاصة إذا ثبت إن جميع السبل قد سُدّت أمام إمكانية اللجوء إلى أساليب أخرى كالضغط السياسي للوصول إلى المطالب فمن الممكن أن يقوم بعض المنتمين إليها في اللجوء إلى الأعمال غير المشروعة ولو لمحاولة جذب الانتباه إلى قضيتهم العادلة ، ومن هنا يصبح على السلطات المختصة في هذا المجتمع إن تراجع نفسها إما الاستجابة إلى مطالب هذه المجموعة المعارضة وإما بإتاحة الفرصة لأعضائها للتعبير عن هذه المطالب بالطرق القانونية والدستورية ، كتشكيل حزب سياسي أو إصلاح للنظام الانتخابي.
 إن التخلص من ظاهرة الإرهاب لا يمكن إن يتحقق ما لم تتم دراسة دوافع هذه الظاهرة ومنها:
أولاً: الظروف الإقتصادية :

ـ العامل الاقتصادي : ربط العلماء بين سوء العامل الاقتصادي والسلوك الإرهابي.وخاصة العالم “ماركس” في كتابة “الآيدولوجية الألمانية” ورأى إن الاتجاه الجارف نحو السيطرة على الأرض واستخدام القتل والسرقات كان له الأثر في ظهور السلوك الإجرامي، وركز على صراع الطبقات والنظم الآيدولوجية. وقد اختلفت آراء الدارسين في العنف حول العامل الاقتصادي ، فقد رأى بعضهم إنه كلما تدنّى المستوى الاقتصادي كلما ازدادت فرصة ارتكاب الفعل الإرهابي ، ورفض بعضهم الآخر هذا التفسير، ويرى البعض إن العوامل الاقتصادية تعتبر عوامل مهيأة فقط لها إذا وجد ميل واستعداد إجرامي لذلك حينئذ يمكن إن تتفاعل العوامل الاقتصادية مع الاستعداد ألجرمي فيحدث العنف.
تعاني المجتمعات العربية من مشكلات الإسكان والديون والبطالة والارتفاع الجنوني في الأسعار وعدم التناسب بينها وبين الأجور ومشكلات الصحة والمواصلات ونشر الصحف لكثير من جرائم الاعتداء على المال العام وانحرافات المسؤولين, وتهريب الأموال العامة للخارج حيث يوجد نوع من التنفيس عن طاقاته المكبوسة ويجمع بين الإرهابيين عموماً عنصر الفقر ،فأكثرهم مقيمون في الأحياء الشعبية والعشوائية ومن لم تتوافر لهم فرص العمل وعدم سهولة فرص السفر, وتدنـّي أجورهم في الداخل .. بمعنى وجودهم في بيئة غير صحية, يتولد لديهم كراهية وحقد إجتماعي وتعزز دوافع الإجرام .
ـ  تشجيع بعض القوى الخارجية للإرهاب :
من خلال التناقض الواضح بين ما تقرره وتحض عليه مبادئ ما اصطلح على التسمية “الشرعية الدولية ” وبين الواقع والممارسات الفعلية ، كضغوط بعض سلطات الإحتلال أو الحكومات الدكتاتورية أو المستبدة على المواطنين وتقييد حرياتهم الفكرية والاقتصادية والسياسية .

ـ عدم توفر العدالة الاقتصادية:
تبرز عدم توفر العدالة في مجتمع ما من سوء توزيع الثروة ، مما يجعل التفاوت كبير بين الفقراء والأغنياء. وما يرافق ذلك من تولد مشاعر الإحباط لدى البعض ، مما يدفع الأفراد للانخراط في صفوف الإرهاب.
ـ  المجتمعات النامية مجتمعات انتقالية:
تحاول هذه المجتمعات أن تستوعب التقدم والتطور في المجتمعات المتقدمة إلا أنها لا تمتلك متطلبات هذا التقدم فتكون مجال للمتناقضات والصراع مما يودي إلى إعاقة عملية التنمية داخل هذه المجتمعات وخلق جماعات داخل بناء هذه المجتمعات تكون ذات ولاء لهذه الآيدولوجية الخاصة بالمجتمعات المتقدمة مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الصدام بين الجماعات ذات الانتماء الآيدولوجي أو إلى صدام بين هذه الجماعات وسلطة المجتمع ذاته فتصبح تضم عناصر متباينة من الريف والحضر الرأسمالية والاشتراكية. ونتيجة لهذا أصبحت كمثل هذه النماذج الاجتماعية لها إيديولوجيتها الخاصة التي تحكم إنجازها لفعلها ونتيجة لهذا وذلك كان لا بد إن يحدث صدام بين هذه الجماعات التي قد تتباين وجهة نظرها فيما يتعلق بقضية معينة ، لذلك قيل إن الإرهاب هي ظاهره المجتمع المتخلف في عالم متقدم .
ـ التأثيرات السلبية للكثافة السكانية على الظاهرة:
 إن كثافة السكان في منطقة من المناطق تزيد أو تنقص حسب وجود الزراعة أو الصناعة، فالأفراد يتمركزون في المكان الملائم لطرق عيشهم. تبعا لذلك تتأثر ظاهرة الجريمة بطبيعة المكان فالجريمة في المناطق الجبلية تختلف عنها في مناطق السهول والأودية. فالمناطق الجبلية تزيد الجرائم لصعوبة القبض على مرتكبها وسهولة اختفائه. في حيت يقل ارتكاب الجريمة في الأودية والسهول لان إمكانية القبض على المجرم أمر يسير .  ويرى الباحثون أن ارتفاع الجريمة في المدينة عنها في القرية يعود إلى جو المدينة وما يصاحبه من ظروف محيطة تساعد على ذلك، ففي المدينة تزداد جرائم التزوير، والاختلاس، والرشوة، وهتك العرض، وهذه الجرائم تمثل نسبة كبيرة من مجمل الجرائم الواقعة في المدينة، وتقل في جرائم القتل ثاراً، وجرائم إتلاف المزروعات. وان الناس في المدينة غالبا ما يقومون بالتبليغ عن الجرائم بعكس الريف الذين يحاولون إخفاء الجريمة لأسباب تتعلق بطبيعة الحياة الريفية.
ـ التحول إلى الاقتصاد الحر دون التراكمات الشرطية، ومن ثم زيادة حجم البطالة لضيق فرص العمل.
ـ التعليم الذي لم يعد مشروعا اقتصاديا.
ـ يهدف الإرهاب إلى تدمير اقتصاد الدول المعنية من تدمير لمنشاتها وإثارة الذعر والخوف لدى الأفراد وقد يكون الدافع الاقتصادي هو حاجة الإرهابيين لابتزاز الفدية ليتمكنوا من تمويل عملياتهم .

ثانياً : الظروف الاجتماعية:
يقصد بالدوافع الاجتماعية تلك التي تتعلق بالتكوين الفردي العضوي أو النفسي والدوافع الخارجية المحيطة بالفرد فهي لا تقتصر على الدوافع الداخلية فقط بل تكامل العوامل الداخلية والخارجية قد يفسر سلوك الإنسان. وتتعدد الدوافع الخارجية للسلوك الإرهابي بصيغة عامه وهذه العوامل قد تحيط بالفرد نفسه من حيث تنشئته والبيئة التي يعيش فيها من الأسرة والدراسة الجامعية والعمل وجوانب الحياة الأخرى وقد تكون هذه الدوافع على مستوى الدولة من حيث ظروفها الاقتصادية والاجتماعية وغيرها كما قد تكون هذه العوامل ذات صبغة دولية, حيث تتأثر الدول وشعوبها بمجمل الظروف العالمية التي يمر بها المجتمع الدولي, وان هذه الدوافع قد تدفع وتغذي الميل نحو الإرهاب, فالإرهاب لا يرجع إلى عامل واحد ولكن تضافر مجموعة من العوامل منها:
ـ فقدان الثقة في النظام الاجتماعي القائم على الفروق الشاسعة بين الطبقات أدى إلى انهيار قيمة العمل لأنه لم يعد هو مصدر الثروة ولا مصدر الهيئة والاحترام.وإنما أصبحت الطرق غير المشروعة هي التي تجلب الثراء وأصبح العمل غير مقترن بحسن الجزاء. إن الشاب اليوم مصاب بحالة يأس من إصلاح حاله عن طريق مشروع ما بمعنى عندما يأتي الشاب ويجد أناسا يأخذون ملايين الدولارات من البنوك وتهرب وأناس يستقدمون مواد سامه ويطرحوها في الأسواق على أنها مواد غذائية, ولا يوجد صور لمعالجة الفساد بالعقاب الرادع, ويعجز الشاب عن تكوين أسرة وتجد شخصا ينفق في ليلة واحده أو في ملهى ليلي ينفق ما تنفقه عائلة في شهر هذا هو الإحساس بالظلم, أي ظلم بعد ذلك؟؟. لاشك إن هذه الأشياء تدفع بعض الشباب بسلوك طريق غير صحيح, مما اعتنق الإرهاب ورأى أن المجتمع يجب أن يحارب حتى إن الشاب يكفر المجتمع..ولكن لماذا يكفر الشاب المجتمع؟؟ الجوع كافر والذي كفره هذا الظلم الاجتماعي وهذا التباين بين الطبقات وهذه ظاهره يفترض أن نبحثها ونبحث عن علاج لها.
ـ انعدام التشاور والاتصال الاجتماعي بين طبقات المجتمع، بمكن إن يسيطر الإرهاب على الحياة الإنسانية بكل مقوماتها السياسية والاجتماعية، فتبدأ الحياة الاجتماعية بفعل اجتماعي “Action” يصدر من شخص معين يتولد رد فعل “Reaction” من شخص آخر ويطلق على التأثير التبادل بينهما اصطلاح التفاعل”Inter reaction” “إن العمليات الإرهابية تسمى العمليات الممزقةDissociative” ” أو الهدامة”Destructive” أو السلبية”Negative”” وهي التي تودي إلى التنافر بين الأفراد والجماعات وإضعاف الروابط والعلاقات الاجتماعية وهي التي تندرج تحتها العديد من العمليات الجزئية كالمنافسة والصراع والتنافس والقهر، وان مثل هذه العمليات لها نتائج سلبية كالصراع والتنافس والطبقية مما يضاعف فرص إنتاج بيئة خصبة للإرهاب والعنف وفقدان التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي الايجابي وقد وجدت عدة دوافع للأضرار بالآخرين.
ـ الصراع الشخصي: وهو ما نراه عندما يكره شخصان احدهما الأخر وقد يكون لهذه الكراهية سبب واضح وقد لا يكون وقد تنقلب هذه الكراهية إلى صراع يظهر تدريجيا على شكل ادعاءات أو تبادل الشتائم ثم التهديد وقد تنتهي بالاشتباك.
ـ الصراع السياسي: وهو إما أن يكون قوميا أو دوليا والأول يبدو واضحا في الصراع بين الأحزاب السياسية من شتائم أو عنف أو مهاجمة أماكن الاجتماعات.
ـ الصراع الطبقي: وهذا النوع من الصراع نتيجة لشعور إحدى الجماعات أنها أرقى من الأخرى فتحاول السيطرة عليها لتحقيق مصلحة وطنية قد تكون نفوذا اجتماعيا أو سياسيا أو اقتصاديا ويمكن أن نمثل لهذا النوع من الصراع بموقف الطبقة الرأسمالية من الطبقة العاملة ومحاولة استغلالها وما يقوم نتيجة ذلك من الاضطرابات أو الثروات.
ـ الصداع الديني: هو شكل من أشكال الصداع عرفته المجتمعات الإنسانية فعند أقدم العصور ولا تزال تعرفه إلى اليوم ولقد تطور الصداع الديني إلى ما يسمى بالإرهاب.
ـ الصداع الجنسي: يحدث بين الجماعات عندما تتصل الأجناس المختلفة بعضها ببعض وما يصاحب هذا الاتصال من وضوح الاختلافات بينها مثل الصفات الجسمية تكوين البشرة وغيرها كالصراع من السود والبيض وينتج خلخلة في المجتمع الواحد.
يرى فرويد أن علاقة التوتر بين الدوافع والرغبات الفردية من جهة والمتطلبات الاجتماعية الثقافية والمجتمع الكلي من جهة أخرى وهذا احد الدوافع الأساسية في التشكيل الجماعات الإرهابية والتنظيمات السرية داخل المجتمع.
يرى البعض أن الفرد ما هو إلا دمية يحرك خيوطها المجتمع”دور كايم ” و يعترف أصحاب هذه النظرية بأن الأسباب الاجتماعية سواء كان واحد منها بمفرده أو جميعها كأسباب متشابكة ومتداخلة وكلها تعمل بأقدار متفاوتة وتوتر أثارا مختلفة وقد يقوي أثرها في شخص ويضعف أخر ولكنها في النهاية لها أثارها القوية، ومن هذه الأسباب ما هو تعليمي ومنها ما هو اسري أو جماعة أصدقاء أوديني أو اقتصادي أو سياسي أو مكاني.
ـ الأسرة:
تبين من خلال دراسات معينة إن هناك علاقة بين الحالة الاجتماعية ومعدلات الإرهاب فتبين إن أعلى معدل للإرهاب بين العزاب حيث بلغت النسبة%50 وقد ظهرت في الأسر الصغيرة والتي تتسم بالتفكك كالانفصال والطلاق والاغتراب بالنسبة للأب وإلام والابن والابنة عن النفس وعن الأسرة وعن الوطن.
ـ  غياب دور الأب سواء لانخراط في معترك الحياة وقسوتها أو عمله في أكثر من مهنة كي يحصل على عائد مادي أفضل بالإضافة إلى عمالة ألام أو هجرة احد الوالدين إلى خرج وطنه, وتأخر سبب الزواج والمشاكل العاطفية كالفراغ العاطفي داخل الأسرة, وعلى صعوبة المجتمع ككل زالت مشاعر الاحترام والمسؤولية في الأسرة.
ـ التدليل الزائد من الأبوين أو المشاجرات بينهما جعل القيم المادية تطغي على القيم الزوجية والمعنوية وفقدت الأسرة لغة التفاهم والتفاعل الحر الواعي والتواصل الفكري والديني والقدرة على مواجهة المشكلات وتقديم الحلول لها، وعدم مشاركة الجنسين في اتخاذ القرار داخل الأسرة, ساهم في خلق الغزو الإرهابي. وقد وجد إن هناك علاقة بين الظروف الأسرية والإرهاب وخاصة الأفراد الذين يعمل رب الأسرة خارج البيت طوال النهار حيث تقل الرعاية والاهتمام .
ـ جماعة الأصدقاء:
تبين من خلال الدراسات التي أجريت إن الأصدقاء من أهم العوامل التي تودي بالفرد إلى الانخراط في جماعات التطرف والإرهاب .
ـ التعليم :
يودي المستوى التعليمي دورا هاما في ارتكاب الجريمة فقد دلت بعض الدراسات التي أجريت على إن الجريمة تزداد عند ألاميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ولكن العلماء لم يتفقوا على تحديد العلاقة بين العلم والجريمة…حيث يرى بعضهم أن الجريمة والتعليم وان كل مدرسة يتم فتحها يقابلها إغلاق سجن من السجون. فالشخص المتعلم تتكون لدية مجموعة من القيم العليا تقوي نفسه ويرى البعض إن ارتفاع التعليم يزيد من الجريمة. والبعض بنفي العلاقة بين التعليم والجريمة على الجهتين نخلص إلى القول حسب الدراسات التي أجريت أن هناك ارتباطا وثيقا بين المستوى التعليمي وبين العمل الإرهابي فكلما قل مستوى التعليم كلما زادت فرص العمل الإرهابي عند الشخص .
ـ رفض القيم الاجتماعية الحاكمة للبيئة:
رفض”العوامل الاجتماعية المسببة للإرهاب ” يرجع أهمية الدوافع الاجتماعية في ظاهرة أو وصف المتمسكين بالتقاليد بالتخلف والقصور عن مجاراة العصر، مما يحدث خلل في الجسد الاجتماعي فيكون عرضة للهزات الاجتماعية التي قد تدفع بعض فئاته إلى سلوك طريقه للإرهاب والعزلة التي يعيشها بعض الشباب في مجتمعة واختفاء القدرة والمثل الأعلى بالنسبة لغالبيتهم وعدم الترابط والتناسق بين أساليب الضبط الاجتماعي.وعدم الاهتمام وإهمال مشاكل الشباب والحرمان الاجتماعي أو بطء التقدم في العلاقات الاجتماعية يودي إلى عدم قدرة المجتمع على استيعاب بعض الفئات استيعاب كاملا مما يودي إلى فرض نوع من العزلة على تلك الفئات وشعورها بالتهميش فتلجا إلى تشكيل جماعات الإرهاب. بالإضافة إلى ضعف المدرسة باعتبارها المؤسسة الاجتماعية التربوية بعد الأسرة. وضعف دور المؤسسة الدينية عن الساحة التربوية والاجتماعية وغياب المشروعات الحضارية عن بعض الدول بعدم الطريق أمام طاقات أفراد المجتمع في العمل مما يعرضهم للفساد الفكري.

ـ العادات والتقاليد:
إن لثقافة المجتمع المميزة له وما يتضمنه من عادات وتقاليد له صلة وثيقة بشخصيات من يعيشون في إطارها فثقافة المجتمع تؤثر في طرائق تفكيرهم وتعبيراتهم الانفعالية وفيما يتعلمون من معايير المباح والمحظور، العدل والظلم، لهذا عندما يكون تعاطي بعض المخدرات مقبولا في ثقافة بعض المجتمعات يفسح المجال لانتشار التعاطي وما يترتب عليه من أنواع الجرائم والانحرافات.

ـ الجنس:
تشير الدراسات إلى أن الذكور أكثر ارتكابا للجريمة من الإناث . أخذ العلماء الجنس بعين الاعتبار في دراساتهم المتعلقة بالجريمة وأشاروا إلى أن إجرام المرأة يختلف كما عن إجرام الرجل وانه اقل نسبة من إجرام الرجل. كذلك يبدو من خلال مقارنة الجريمة لدى الجنسين أن معدلات جرائم الذكور أعلى بكثير من معدلات جرائم الإناث ,كما يبدو أن ازدياد معدلات جرائم الذكور كان يقابله زيادة في معدلات جرائم الإناث. وأن التوافق في المعدلات الإجرامية أو انخفاضها لدى الجنسين, رغم اختلافها الكمي, قد يشير إلى أن الظروف المهيأة للجريمة والدافعة لها هي واحدة لدى الجنسين ما دام يعيشان في أوضاع اقتصادية واجتماعية واحدة. أما ازدياد معدلات الجريمة أو نقصانها من عام لآخر على المجرمين أو لان جرائم المرتكبة لا تسجل في العام ذاته الذي حدثت فيه, مما يؤكد ضرورة الحذر من مجرد الاعتماد على الإحصاءات في دراسة الجريمة. ولأهمية الجنس في الدراسات المتعلقة بالجريمة فقد أخذه العلماء بعين الاعتبار وحاولوا التعرف على الأسباب التي تدفع الجنسين لارتكابها ووجد الباحثون أن الإجرام يختلف كما ونوعا تبعا لما إذا كان الجنس مذكرا أو مؤنثا.
– إن المرأة تحكمها أطوار فيزيولوجية لا بد منها بحكم الطبيعة ولا يخضع لها الرجل.وتوصلوا إلا أن إجرام المرأة يختلف عن إجرام الرجل من حيث نوع الجريمة أو كميتها وجسامتها وقد دلت الإحصاءات الجنائية على أن إجرام المرأة اقل نسبة من إجرام الرجل .

ـ العمر:
ربط العلماء بين مراحل تطور حياة الإنسان وبين ارتكاب الجريمة، وفي كل مرحلة من مراحل عمره يتأثر بتغيرات تعتري تكوينه ونفسيته من جهة كما تعتري البيئة التي تحيط به من جهة أخرى. وهذه التغيرات تعكس تأثيرها في مسلكه. فكل مرحلة من مراحل عمر الإنسان خصائص معينة قد تؤثر بدورها في الإجرام وفي نوعه. فكان كثير من علماء النفس مثلا يرون أن مرحلة المراهقة في كل زمان ومكان هي مرحلة أزمات نفسية وصرا عات ترجع إلى ما يعتري المراهق من تغيرات عضوية دون اعتبار لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه المراهق لهذا يربط العلماء بين هذه الفترة وبين مظاهر العدوان والتمرد والانحراف.
كما أشار بعضهم إلا أن مرحلة الشباب التي يمر بها الإنسان من (18 -25) مرحلة البدء بالتفكير والاستقرار) من أخطر المراحل العمرية على ظاهرة الإجرام. أما مرحلة الرجولة الممتدة من (26-50) سنة، ففيها يبدأ بالاستقرار فعليا، فهو قد حدد نوع عمله ومكان إقامته واختار زوجته وتزداد في هذه المرحلة جرائم السرقة وخيانة الأمانة والاعتداء على الشرف وجرائم النصب والاحتيال.أما مرحلة الشيخوخة. دلت الدراسات أن نسبة الجرائم في هذه المرحلة ضئيلة جداً لا تنعدم مع ضآلتها، وتتسم الجرائم بنوع محدد يبتعد عن العنف وتزداد الجرائم التي تتم عن طريق القول أو الكتابة مثل المدح والذم، وجرائم الاعتداء على العرض.
من خلال الدراسات التي أجريت دلت على أن الجرائم تكثر في المرحلة العمرية من (18-35). ومن هنا ربط العلماء بين عمر الإنسان وارتكاب الجريمة ، وإنَّ كل مرحلة من مراحل عمره تتأثر بتغيرات كثيرة ، كالتكوين والنفسية والبيئة ، وهذه التغيرات تنعكس أثارها في مسلك الإنسان، وبالتالي في الظاهرة الإجرامية.

النتائج :
–  الإرهاب لا يرجع إلى عامل واحد، ولكن تضافر مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية قد تدفع وتغذي الميل لدى الشخص نحو الإرهاب.
–  وجود علاقة بين سوء العامل الاقتصادي والسلوك الإرهابي.
– إن العمل هو أساس القيمة وان الثراء على حساب الوطن غير مشروع وان كل إنسان يأخذ من عمله يجب إن نعطية ما يكفية يجب إن يكون كل مواطن متمتع بحد الكفاية وليس الكفاف.والكفاية أن يكون له مسكن وزوجه وعمل.
–  وجود علاقة بين الجنس والعمر، فالذكور أكثر ارتكابا للجريمة من الإناث.
– عدم قدرة المجتمع على استيعاب بعض الفئات استيعاب كاملا يودي إلى فرض نوع من العزلة على تلك الفئات وشعورها بالتهميش فتلجا إلى   تشكيل جماعات الإرهاب.
–  إنَّ هنالك ارتباطا وثيقا بين المستوى التعليمي وبين العمل الإرهابي ، فكلما قل مستوى التعليم كلما زادت فرص العمل الإرهابي عند الشخص.
–  وجدت علاقة بين الظروف الأسرية والإرهاب ، وخاصة الأفراد الذين يعمل ربُّ الأسرة خارج البيت طوال النهار،حيث تقل الرعاية والاهتمام. (2)
***
مصادر الاقتباس :
 (1) د.عادل عامر ـ أسباب الإرهاب ـ جريدة المصريون
 (2) د. محمود جمعه بني فارس ـ الأمن الفكري ـ وزارة التربية والتعليم الأردنية