أخيراً أكتشف المعتدلون والعقلاء في المملكة العربية السعودية بأن دعوات الجهاد للعراق وسوريا هي خطرٌ عظيم يهدد أمن المملكة وأمن الخليج وان ” العائدون من العراق” وسوريا سيكونوا قنابل موقوتة تُهدد المجتمع ككل، وإلتفتوا أيضاً بأن نظام التعليم سواءاً في المدارس الدينية أو المدارس المدنية وخصوصاً درس الدين فيها يزرع الكراهية والحقد ويُربّي جيلاً يصطنع عدواً موهوماً، عدواً يصنعه شيوخ السلف والتكفير والتطرف حين يوهمونهم بأن الكثير من الموحدين بالله هم خارج الملة أو هم نتاج مجتمعٌ جاهلي كما وصفه محمد قطب.
هذه الاكتشاف هو صحوةٌ تتنامى وتحتاج لخطوة من العقلاء والحكماء في المنطقة لإصلاح ما تهشم وتشظى من أنسجة مجتمعات المنطقة والتي أدخلت الجميع في دوامة الصراع المذهبي والطائفي الذي سيلتهم إستقرار وأمن مجتمعات يمكن أن تحيا بسلام وأمان بسماحة الاسلام الذي يتسع لغير المسلم بل وحتى غير الموحد برحمةٍ ومحبةٍ وتعايش وقبول وحماية لأنه رحمةٌ للعالمين.
طالما حذرنا و رددنا القول بأن من السهل ان تُشعل حريقاً لكنك لن تتمكن من إطفائه، فأنتم صنعتم طالبان والقاعدة وجبهة النصرة ومولتم عملياتها وزودتموها بالسلاح والمال والخدمات لكنها إبتدأت جهادها بنيويورك والرياض ومدريد ولندن وأخيراً فولغوغراد وسيرجع ٤٠٠٠ مقاتل سلفي تكفيري لأوربا متسلحين بأيديولوجيا القتل والإلغاء في مجتمعات يرونها بأنها جاهلية ويحلوا لهم فيها الجهاد والقتال وليتحمل فرانسوا اولاند جريرة سياسة عابثة دعمت التطرف والقتل تحت عنوان تحرير سوريا.
لم ولن تتمكن هذه المجموعات الشريرة عدوة الانسان في تقديم خدمة لمن يستخدمها فجبهة النصرة تقاتل داعش وداعش تفتك بجبهة النصرة وهم من مشربٍ واحد فهم يستسهلون قتل النفس المحترمة بل ويتلذذون بمشاهد القتل وأكل الأكباد وجهاد النكاح، هم لوثة فكرٍ منحرف انتشر في غفلة من الزمن فكيف يُمكن إصلاح ما فسد منهم وسيلفظهم كل ذو عقل سوي، أنظروا كيف وقفت العشائر العربية السنية في غرب العراق وقاتلت القاعدة وكيف هي الآن تقاتل وترفض مشتقات القاعدة ونتاجها المنحرف، هناك فرصة لأن يتحمل الجميع مسؤولية الإصلاح.