23 ديسمبر، 2024 10:54 ص

كل الإرهابيين ابرياء في معتقدات ذويهم ، وعشائرهم , ومدنهم , وهم يستحقون الحياة .. أما ضحاياهم الذين فقدوا حياتهم بسب الأعمال الإجرامية للإرهابيين , فاولئك يستحقون الموت عن سبق اصرار وفق هذه العقيدة الفاسدة .. وتتعامل معظم منظمات حقوق الإنسان المسيسة بهذا الاتجاه .. وهي أساساً واجهات لإحزاب وكتل داعمة للارهاب .. فلم نستمع يوما إلى أن أسرة تخلت أو تبرأت من ولدها , لأنه إنتمى إلى تنظيمات إرهابية ، أو قام بعمليات إجرامية تسببت في قتل الناس ، وإحداث أضرار بممتلكاتهم .. كما اننا لم نسمع يوما أن عشيرة ما تخلت عن أحد المنتمين اليها بسبب انتماءات مشبوهة .. ولذلك فالأسر والعشائر مسؤولة قانوناً , وشرعاً , وعرفاً , عن أية أعمال يرتكبها المنتمي إليها تضر بالآخرين .. فالإرهاب اليوم عراقيًّ بامتياز .. بعد ان كان عربيا يفد الينا من خارج الحدود , تقوده قيادات عراقية متطرفة , تنتمي الى البعث البائد ، واحزاب اسلامية طائفية ، وقعت في مستنقع الجريمة الذي خلفه المقبور صدام .. فمنهم من كان منتمياً إلى جهاز المخابرات , أو الأمن العامة , أو الأمن الخاص ومن هم على شاكلتهم , فهؤلاء جميعاً تلطخت أياديهم بدماء العراقيين قبل وجود القاعدة وقبل أن ينتمون إليها .. وقد تلقوا تدريبات مختلفة داخل العراق وخارجه ، فأكتسبوا مهارات جديدة في القتل , والعمليات المخابراتية والاغتيالات , وغيرها مما تقوم به الجيوش الظلامية , التي تسمى أجهزة مخابرات , فهؤلاء وجدوا ظالتهم بتنظيمات القاعدة وداعش .. وتقبلوا فكرها الفاسد بعقولهم الجوفاء ، فوافق شن طبقة .. لذلك نجدهم يقتلون ولا يبالون .. ويرتكبون الموبقات , ويظنون أنفسهم أبطالا ، وما هم الا مجموعة من المرتزقة والمجرمين , ويستهينون بالحُرمات ، وبعد كل هذه الجرائم يدّعون الإسلام .. لقد آن الآوان لنحاسب العشائر على ما يرتكبه أبناؤها من جرائم .. ولابد من التسمية الصحيحة لأي مجرم ، وأن تتحمل عائلته وعشيرته دماء الذين قتلوا ، وذلك بدفع الدية على اقل تقدير , وتعويض ذوي الذين أزهقت أرواحهم , والذين تعرضت اجسادهم الى جروح وعوق وتضررت ممتلكاتهم .. فليس من المعقول أن يترك إرهابي مثل “شاكر وهيب أحمد زعتر الفهداوي” دون حساب عشيرته التي ينتمي إليها ..
خاصة وأنها لم تتبرأ منه ، فكل الذين قتلوا على يد هذا الإرهابي ، أو الجماعة التي يقودها ، إنما تتحمل عشيرته واسرته نتائجها .. لأنها لم تحذره أو تنذره أو تردعه أو تمنعه أو تعترض عليه أو تتبرأ منه , وسواء قُتل هذا المجرم , أو بقي على قيد الحياة , فإن القصاص العادل يجب أن تتحمله عشيرته التي ما زالت باقية , إلا في حالة واحدة ، وهي البراءة منه وإهدار دمه بين العشائر .. وإن ازدياد أعداد من ينتمون إلى تنظيم القاعدة من العراقيين جعل العراق مورداً بشرياً مهماً لهذا التنظيم الإجرامي .. فلم يسبق ان تعرفنا على أشخاص انتحاريين من الجنسية العراقية .. وكل الذين انتحروا بشكل حيواني كانوا من جنسيات عربية .. أما اليوم فهناك المئات بل آلآف الانتحاريين ممن غسلت أدمغتهم إن كانت لهم أدمغة وجردوا من كل شيء يمت إلى الانسانية .. وإلى الحياة , فأصبحوا أدوات موت .. لا يرون إلا الموت .. ولا يصنعون إلا الموت . فقد قتل هذا الإرهابي المجرم عدد من السواق السوريين الذين كانوا يحملون الغذاء والدواء للعراقيين ، وأحرق هو ومن معه شاحناتهم . لقد بدأ شاكر وهيب الفهداوي أعماله الإجرامية بتزويد المفارز التي تحت امرته بعبوات ناسفة , لغرض اسستهداف القوات الأمنية , كما قام بوضع جلكانات ملغومة في أحياء الجولان والشهداء وجبيل في الفلوجة لضرب منازل منتسبي الجيش والشرطة , وقام بزرع عبوة لاصقة لإغتيال أحد الضباط في الجيش العراقي .. كما اشترك بتفجير مزدوج بعجلتين مفخختين متزامنتين في حي الأندلس في الفلوجة , سبقتها تفجير عبوة صوتية لغرض ايقاع أكبر عدد من الخسائر ..
وقد ألقي القبض على الفهداوي أثناء تنفيذه مع عصابته عملية سطو على أحد محلات الصيرفة .. فهل يصح السكوت على الفهداوي وعشيرته بعد سلسلة من الجرائم التي أعلن عنها والتي لم يعلن بعد .. وهل تقوم العشائر بمقاضاة عشيرة المجرم “وهيب” على ما اقترفت يداه القذرتان وسفكت دماء أبناء العشائر الأخرى .. إن القول الحق هو ” ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ” ومن خالفها خالف الشرع والعرف وجانب الحق والعدالة .