10 أبريل، 2024 6:40 م
Search
Close this search box.

الإدارة الناجحة والذكية لمسؤولي كوريا الديمقراطية في الصراع مع الامريكيين

Facebook
Twitter
LinkedIn

أدار قادة كوريا الشمالية الصراع مع الولايات المتحدة، أدارة ناجحة وذكية. عندما كانت امريكا في طور التحضير لغزو العراق؛ استثمرت كوريا الشعبية الديمقراطية، هذا الظرف وقامت برفع الشمع الاحمر عن مفاعلها النووي أو مفاعلاتها النووية وباشرت على الفور، بأعادة العمل في تلك المفاعل. وواصلت العمل الدؤوب فيهما، على الرغم من التهديدات الامريكية التى لم تكن باي حال من الاحوال تنتج عمل مضاد لكوريا الشعبية الديمقراطية في اوضاع ظرفها، حينها ومتطلباته، الذي وضعت امريكا نفسها فيه، ومن الجهة الثانية كانت القيادة الكورية تدرك ذلك جيدا، وقامت بما قامت فيه، في ذلك الحين، من غير اية اعارة للتهديدات الامريكية الفارغة من الفعل الحقيقي والذي تراوح بين التلويح باستخدام القوة فقد صرح في ذلك الوقت، بوش الابن وكولن باول ورامسفيلد؛ بأن امريكا قادرة على الدخول في حربين متزامنتين او استخدام العقوبات الاقتصادية، لكن هذا لم يثن عزم او يفت في عضد وقوة وإرادة القيادة الكورية التى تابعت العمل في برنامجها النووي والصاروخي. حتى فاجئت بعد سنوات، العالم وامريكا على وجه التحديد باول تجربة نووية؛ ومن ثم توالت التجارب النووية والصاروخية حتى بلغت ما بلغت في ظرف سنوات من غير ان تمنح امريكا فرصة او مساحة اقليمية ودولية للتاثير على تصاعد هذه التجارب النوعية، والتى حمت او احاطة سياج كوريا الشمالية بجدار نووي وصاروخي محكم وغير قابل للاختراق او النفاذ منه الى داخل كوريا للتاثير عليها او سلبها ارادتها وسيادتها واستقلالها الا أذا قررت امريكا القيام بعمل نووي كارثي غير مسبوق، غير مسبوق، أذا ما وضعنا جانبا العمل النووي الكارثي الذي نفذته امريكا قبل عقود كثيرة على مدينتين يابانيتين في ظروف الحرب العالمية الثانية، والذي فيه لم تكن اية دولة في العالم تمتلك هذا السلاح الا الولايات المتحدة، لذا، لم تكن هناك قيود على استخدام السلاح النووي لجهة المحافظة على السلم العالمي وتجنيب الكرة الارضية مخاطره ونتائجه الكارثية كما هي عليه القوانين الدولية في الوقت الحاضر، بالاضافة الى هذا القيد المانع لجهة المحافظة على السلام الدولي، هناك الرد الكوري النووي الحتمي لأي مغامرة امريكية بما يجعل الامر برمته، محفوف بالمخاطر الكارثية على جزء من امريكا وعلى حلفاء امريكا في كوريا الجنوبية وحتى اليابان، اضافة الى هذاين القيدين، هناك قيد ثالث الا وهو؛ ان الصين الحليف العقائدي والاستراتيجي لكوريا الشعبية الديمقراطية، من الصعوبة البالغة، ان تكون الصين بعيدة عن اي صدام نووي. عليه، فأن امريكا لم يكن امامها الا سلاحها المعروفة به الا وهو، سلاح العقوبات الاقتصادية القاسية وهو وفي جميع الاحوال سلاح لاأخلاقي ولا قانوني، لتنتهي جميع محاولاتها هذه الى الفشل التام الا من سلاح العقوبات والذي بدأ في السنة الاخيرة بالتفت بشكل او باخر، بصورة أو بأخرى في ظل المفاوضات التى لعبتها كوريا الشعبية الديمقراطية بحنكة وبأجراءات مقننة جدا، حتى انتهت الى ما أنتهت إليه في الوقت الحاضر، من الفشل الواضح لتلك المفاوضات. إمريكا الآن غارقة الى أذنيها بالمشاكل الداخلية والخارجية، ففي الداخل الامريكي، الصراع التنافسي الانتخابي الاستباقي بين الحزبين، الديمقراطي والجمهوري والصراع الخارجي بينها وبين الصين وروسيا وبينها وبين اقرب حلفائها في الناتو، بالاضافة الى ما تعاني منه في (مناطق نفوذها..) من فشل واضح في إدارة علاقة سليمة ورصينة على قاعدة الاحترام المتبادل المعروفة بين الدول، مع مسؤولي دول (مناطق نفوذ..) تلك، مما دفع ويدفع اكثر، مستقبلا، مسؤولي هذه الدول في البحث عن السبل الكفيلة، لبداية، الهدف الرامي الى توطيد العلاقة بينها وبين الاتحاد الروسي والصين والاتحاد الاوربي ولو بصورة خجولة وغير واضحة احيانا، لكنها في الوقت عينه، تسير بثبات معقول ومنخفض الدرجة في الوقت الحاضر، لكنه، يزداد يوما بعد يوم، لأنعدام ثقة هؤلاء المسؤولون (بالحليف..) الامريكي.هناك الانغماس الامريكي في الصراع مع ايران وما يجره هذا الصراع من تداعيات قد تخرج عن السيطرة لخطأ ما غير مقصود، على الدول التى تتواجد فيها، قوات امريكية ومن اهمها، العراق، هذا الصراع الذي يتجه في المستقبل القريب، افتراضا، وبأذرع عسكرية اسرائيلية، الى جنوب لبنان وربما الى جنوب سوريا، له اهمية كبيرة في تقيد حركة الفعل الامريكي ضد كوريا الشعبية الديمقراطية. المسؤولون الكوريون، أدركوا هذا جيدا وفي وقت مبكر حتى وهم يتفاوضون مع امريكا ترامب؛ فأستثمروا هذا الوقت وقاموا بما قاموا به، لتجري كوريا تجربة صاروخية من ميدان سوهي لأطلاق الأقمار الصناعية، قالت كوريا عنها بأنها تجربة هامة جدا. في السياق قالت عنها أكاديمية العلوم للدفاع الوطني في كوريا الديمقراطية؛ بأن هذه التجربة الهامة سوف يكون لها تاثير ستراتيجي في المستقبل القريب، ولم تفصح درجة هذا التاثير او ماهيته. أما الرد الامريكي فقد جاء على لسان ترامب، الذي لم يتعد تحذير الكوريين من مغبة هذا التطور او هذه الاعمال. هنا وفي أتون هذه العلاقة الساخنة، بين الامريكيين والكوريين، سؤال يطرح نفسه علينا؛ هل تقبل كوريا بنزع سلاحها النووي في ظل تهديد امريكي دائم ومستدام وجوديا لها كنظام وكدولة وفي ظل تحين الكوريون الشماليون، الفرص لتمتين وتقوية وتحصين حصونهم ضد اي مغامرة امريكية مفترضة؟ نعتقد ان هذا الأمر بعيد الاحتمال ان لم نقل غير وارد في ذهنية وتفكير المسؤولين الكوريين الشماليين. في الختام؛ نقول ان حرية الشعوب وهنا نقصد البلد الحر والمستقل وصاحب السيادة في وطنه بلا كسر للإرادة الوطنية، لفتح الطريق للتطور والتنمية بلا تدخل أوبلا هيمنة اجنبية ترسم له؛ معالم وقوانين هذا التطور اقتصاديا وسياسيا، الذي يخدم مصالحها في الاول والاخير ويمهد لها طريق النهب؛ تحتاج الى تضحيات جسيمة وكبيرة لبلوغ هذا الهدف الشريف والنبيل الذي يشكل ضمانة لمستقبل حر تجلله الكرامة والاعتداد الوطني..نعتقد ان كوريا الديمقراطية بالغة هذا الهدف، عاجلا او اجلا، في ظل صراع القوى الدولية العظمى والكبرى والتغيير المفترض لمراكز وقوى التوازن الدولي، مستقبلا..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب