10 أبريل، 2024 8:18 ص
Search
Close this search box.

الإدارة الفاشلة للصراع العربي الكردي

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل عقد من الزمن ظهرت على الفضائية السورية قائلا أنى كعربي عراقي اقبل بأن يتسلم السيد هوشيار زيباري منصب وزارتي الدفاع والداخلية في آن واحد ولا اقبل تسلمه لوزارة الخارجية …سألني المذيع: ألأنه كردي؟؟ اجبت ان العربي العراقي لن يكون عروبيا حقا ألا اذا كان مستعدا للتضحية في سبيل خصوصية الكردي العراقي بنفس درجة استعداده للتضحية في سبيل عروبته فبما ان القومي يعرف قيمة القومية فعليه ان يعرف قيمة القوميات الأخرى …اردفت بأن المشكلة تكمن في ان المحيط الطبيعي للعراق هو امته العربية وبالتالي ينبغي ان يكون وزير الخارجية عربي لتكون الهموم مشتركة واللغة مشتركة مع المحيط الطبيعي للعر اق…اردفت انه لو انفصل الكرد في اربع دول وتوحدوا فهل سيقبلون بي كعراقي وزيرا للخارجية ؟؟ الجواب هو انهم ان قبلوا فأنا لن اقبل فكيف سأجتمع مع ثلاثة ممثلين لا يهتمون بما أهتم ..
هذا الذي جرى وضل الوزير الكفوء يسخر منصبه هو وسفاراته المليئة بالكرد لكسب تأييد العالم لانفصال الكرد ..بعده يأتينا وزير يهتم بشيعة البحرين اكثر من اهتمامه بشيعة العراق وبالتالي لم يقدم لموضوع الانفصال شيئا على الصعيد الدولي بل يمكننا القول ان دول الإقليم ذات المصلحة كإيران وتركيا قدمت اكثر منه وهذا طبعا لا يعفي مجلس النواب الذي اهتم بقوانين المساءلة والحظر وحجز أموال الناس خلافا للدستور ولمبادئ المصالحة الوطنية وعندما ارتاح وقبل الاستفتاء باقل من أسبوعين اصدر بيانا برفض الاستفتاء وكأننا نمارس سياسة جون فوستر دالاس ( حافة الهاوية) التي مارسناها في التسعينيات ونتائجها معروفة
علم العراق يتم انزاله في كركوك …وليس في كركوك فقط فقد سافرت من السليمانية الى بغداد قبل ثلاثة أعوام تقريبا ولم اشاهد علم العراق حتى وصلت العظيم وفي طوز خورما تو شاهدت العلم التركي اما اعلام الميليشيات فقد رافقتني منها الى العظيم ..رغم اني شاهدت فلما جاءني عن كيف يتوقف السير في أربيل عندما يصدح البوق بإنزاله او رفعه بل ويجمد الناس في أماكنهم في احد ساحات أربيل ..تلك الساحة التي كان تمثال ملك العراق يقف فيها بشموخ…هذا هو التطبيع يقمع العلم قمعا ناعما والحكومة ساكتة الى ان يتم انزاله رسميا فتتذكر الحكومة وتحتج ولو كنا اعددنا العدة ودربنا الفرقة العسكرية هناك واعددناها نفسيا وطبقنا التوازن فيها لما انسحبت دون قتال امام داعش وشاهدنا كلنا كيف كانت البيشمركة تضحك على انسحاب تلك الفرقة…ولو بقت لكان الامر مختلفا الان ولبقينا على الأرض ولما حصل ما حصل
خلال (سيمنار) كنت اقوده قبل الاحتلال بسنين اقترحت تعميق التنسيق مع تركيا ايران سوريا بخصوص القضية الكردية فأجابني وزير الخارجية في حينه ان القضية شأن داخلي ولا يجوز ذلك فابتسمت وهززت رأسي واثبت له انها يمكن ان تكون أي شيء عدا ان تكون شأنا داخليا ..واليوم نجد ان العراق لم يدعوا حتى لمؤتمر بسيط يضم الدول الثلاثة مع العراق
بل لم نجد أي تحرك عراقي حتى ولو كان ( خفافشيا) ؟؟؟ باتجاه الولايات المتحدة واوربا وروسيا والصين بينما هذا الوضع كان يتطلب ان يقيم وزير خارجيتنا وقبله رئيس مجلس النواب في الخارج بجولات مكوكية ولا بأس من تشكيل وفود يقودها رئيس الجمهورية ( حامي وحدة العراق) كما يقول الدستور ذلك الدستور الذي تمرغ انفه من لدن المركز والاقليم …كل ذلك وغيره الكثير سيضعف العراق وسيحول النصر على داعش باهتا بلا لون ولا طعم ولا رائحة
لدي إحصائية تقول ان هناك 700000 من أهلنا الكرد من غير سكنة كركوك تم اسكانهم في كركوك بعد ان تم الاستيلاء على عقارات أكبر واقدم فيلق في الجيش وكذلك بنايات الأجهزة الأمنية ومتنزهات المدينة والأراضي الشاغرة …ومع ان كركوك لم يحصل فيها أي عنف خلال الاحتلال الا انه تم حرق وتدمير بنايتين فقط هما التسجيل العقاري والاحوال المدنية مما أتاح المجال للتوطين الرسمي للكرد من غير أهالي كركوك وساعدت الحكومة في ذلك بصرفها منحة عشرين مليون دينار للعربي الذي ينقل نفوسه خارج كركوك وصار الامر معقدا للغاية الآن ولا يمكن حله الا بتدخل دولي بإمكانه إعادة الاحصائيات الى أصولها الحقيقية
كان سياسيو الكرد ينظرون الى الامام فمثلا قاموا بإعادة أعضاء الفروع والمكاتب الى وظائفهم ولم يؤذوا حتى الأجهزة الأمنية السابقة بل واستقبلوا حتى قيادات الجيش العراقي …اما نحن فنعرف ما فعلنا …رمينا الحاضر والمستقبل وبناء الوطن خلفنا وأمعنا في الماضوية والانتقام اللتان عمرهما ما بنتا دولة بقدر ما خربتا اوطان ودول
تجولو في شوارع كركوك وقيموها وبعدها تجولو في الناصرية وقيموها ….. محافظتان عراقيتان تحت سيطرة الحكومة العراقية …اربيل افضل من بغداد مقبول الى حد ما ولكن لماذا كركوك افضل من ذي قار اليس هذا جزء من الصراع …نحن ننتخب محافظين ومجالس من لب الفساد بينما هم ينتخبون محافظين للبناء وقد يسرقون قليلا
لم يكن الصراع منذ البداية في صالحنا …وعسى ان نعي اننا فشلنا في كل شيء وهربنا الى الامام واليوم دعونا نتوقف لنراجع أسباب الفشل ونبدأ من جديد ولا ننسى دوركم يا شعب العراق ويا منظمات المجتمع المدني ..دوركم في احتضان اهلكم الكرد في بغداد وغيرها ومنع أي من يحاول ايذائهم لأن في ذلك خدمة للمخطط وليس العكس وثقوا ان وحدة العراق امانة في عنق كل عراقي اكثر مما هو امانة بيد حكومات ما بعد الاحتلال

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب