10 أبريل، 2024 1:09 م
Search
Close this search box.

الإدارة الأمريكية تدير العالم بعقلية رجل البازار

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يكن الرئيس ترامب ليخفي نواياه ونزعاته الرأسمالية منذ بداية حملته الانتخابية ، فالرجل يتعامل بعقلية ابن السوق في قضايا لايمكن التعامل بها لا بلغة مفهومة استقرت عليها العلاقات الدولية منذ مؤتمر فينا عام 1815، واخرجتها اتفاقيات لاهاي ومعاهدات جنيف ، او ميثاق الامم المتحدة ،تلك اللغة القائمة على المصالح المتبادلة او الفوائد المتفق عليها ، فهو اليوم مثلا يدفع بالحمائية التجارية التي تتناقض تماما مع القاعدة التي طالما طبل لها الرأسماليون منذ ظهور الكنزية والقائمة على دعه يعمل ،دعه يمر ، وهو بهذا يتصرف وكان الويلايات المتحدة تنتج كل ما يريده العالم ، متناسيا ان الويلايات المتحدة تستورد ما ليس لديها ، والحمائية الامريكية اليوم تصطدم بثوابت منظمة التجارة الدولية التي انشأتها هي قبل غيرها من الدول ، وكانت تعادي الدول الاشتراكية بحجة هذه الحمائية ، والرئيس الامريكي استهل عهده بقاعدة يجب ان نربح من كل شئ ، وان لا تخسر اي شئ ، وحول سلوك دولته الى سلوك رجل البازار الذي يذهب بسلعته الى كل الازقة والحواري حتى ولو كانت للغير ، وهكذا نجده اليوم دون كل الرؤساء السابقين يقفز من الشرق الأوسط الى بحر الصين الجنوبي باحثا عن الأسواق لسلاحه او خنازير مزارعة المتكدسة في حقول المنتجين الامريكيين ، او تراه يذهب الى اوكرانيا باحثا ثغرة توقع بمنافسه الديمقراطي في الانتخابات القادمة ، وهو اليوم يهرب من سوريا امام سطوة الدب القطبي ، تاركا الارهاب ينتقل من سوريا الى ليبيا او يضرب في العراق ليهرب بعيدا عن ايران ، او انه يشجع على البريكست ليضمن شريك جديدا يحمل هو الاخر عقلية رجل البازار . لقد كانت بدايات الرجل خاطئة ولا بد للنهايات ان تكون خاطئة ، لقد توقعت في كتابات لي قبل عامين ان الرجل سوف يعزل لان مهابطه مؤلمة للغير ، وانه سمسير سياسة لا رجل سياسة ، لانه مضارب كرجل عقار يعتقد ان الدولة بناية عالية ودوره فيها الترميم وجمع الإيجارات ،
ان الدولة بالأخص الويلايات المتحدة والصين وروسيا ، عبارة عن مركز مغناطيسي تدور حوله دول والتعامل بلغة البازار يعني سهولة التغيير في المواقف وهذا ليس من مواصفات الدول الكبرى ، لان العالم بعد الحرب الثانية وافول نجم الاتحاد السوفيتي ، وظهور خليفته روسيا او نهوض المارد الصيني كلها علامات بل وقائع ستجعل من الويلايات المتحدة تحتل الدرجة الثالثة وأمثال الرئيس ترامب هم من يسرع بالوصول إلى هذه الدرجة المتدنية….

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب