تسعى كل أمة أن تحيا في أمن و أمان و لا ترى وجوداً للمظاهر المسلحة تتسيد الموقف اليومي و لها اليد الطولى في إدارة الأمور بمختلف عناوينها الحياتية وهذا حلم وردي او لنقل مثالي كانت وما تزال المجتمعات الإنسانية تقدم كل السبل و الإمكانيات اللازمة من اجل الارتقاء بواقعها الأمني و الاستقرار المنشود من أجل بسط حالة من الاطمئنان و الهدوء و السكينة لدى الأفراد فتكون عجلة الحياة في تقدم مستمر و عمل دؤب وهذا ما يستلزم توفر كافة المعطيات و الأدوات الملازمة لتوفر الأمن و الأمان ولعل الإخوة أولى تلك المقدمات الواجب تطبيقها على ارض الواقع قبل التفكير بالطمئنانية و الاستقرار فإذا لم توجد الإخوة و تنتشر قيم المحبة و التسامح و المودة بين الأفراد فكيف يمكن تحقيق ما نصبو إليه و ننعم بالسلم و السلام ؟ من هنا يتوجب على الأمة أن تحث أبناءها لنشر قيم الإخوة بشتى عناوينها سواء الوحدة الدينية من خلال التمسك بكل ما جاء فيه و ترك كل ما يفرقنا و يشتت شملنا ، و أيضاً الوحدة الأخوية في الوطن الواحد من خلال نبذ الطائفية المقيتة و الابتعاد عن الصراعات التي لا طائل منها ، و زرع أسس التقارب و التعايش السلمي انطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف الذي كان الأنموذج الأمثل في إعطاء الأمثلة الحية و النماذج التاريخية المرموقة ولعل حادثة المؤاخاة بين المسلمين تعد بحق أسمى خطوة يتخذها الإسلام في طريق بناء مجتمع قوي و متماسك و مهدم وثنية التفرقة و التمايز الطائفي و مزيل الفوارق المقيتة بين معاشر المسلمين وحقاً هذا مما يحتم علينا التقيد به و السعي الجاد لإنعاش الأخوة بيننا كي نكون قولاً و فعلاً الأمة التي اختارها الله سبحانه و تعالى و فضلها على سائر الأمم الأخرى بأن جعلها خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر ، تأمر بالإخوة و قيمها النبيلة و تنهى عن مفرقات أبناء الدين و الوطن الواحد و مهدمات أسس أركانها الرصينة . فيا أيها المسلمون يا أخوتي في الدين و الوطن الواحد ادعوكم و من هذا المنبر الشريف و تلك دعوة صادقة لنردم الهوّة المفتعلة بين الإخوة في الوطن الواحد التي أحدثتها مشاريع الفكر الدعشي الضال، بطائفيته ووثنيته وأساطير الخرافة التي جاء بها ، التي أسست لفجوة عميقة بين علاقتهم بتأريخهم وحضارتهم ومقدساتهم ورموزهم، وبين ارتباطهم فيما بينهم على أساس أصالة المُثل الأخلاقية العليا التي اتسمت بها أخوّتهم على مرّ التأريخ ، لنقطع دابر التشكيك والتخوين ونعمل على تقوية أواصر علاقتهم الأزلية ، بفتح صفحات جديدة ناصعة مبنية على أساس الثقة المتبادلة ، وطمر تراث أئمة و قادة هذا الخط التكفيري الفاسد، وكذلك ضرب تقولات وأماني هؤلاء الأئمة وعصابات الخوارج المارقة عرض الحائط ، بتسفيه أحلامهم الشيطانية حُلم اليهود شراذمه الأرض المعادية لله تعالى ورسوله الكريم وآل بيته الأطهار وصحبه الأخيار، بأن يكون التلاحم و الاتحاد مصير الإخوة في الدين و الوطن الواحد .