ارتكب الإخوان المسلمون أخطاءاً متكررة خلال سنة واحدة من تواجدهم النافذ في السلطة أو في جوارها ، وقد بلغوا ذروة أخطائهم عندما أختاروا اسلوب التصادم مع السلطة المصرية وهي في قمة التأييد الشعبي والسياسي والتلاحم العسكري .
لايختلف إثنان على طريقة وصول الأخوان الى السلطة بعد الإنتخابات التي حصلت بمصر عقب سقوط نظام مبارك في ثورة 25يونيو العظيمة ، لكن استئثار الإخوان بالسلطة وإقصاء الشركاء اصحاب الدور الفاعل بالتغيير ، وتفاقم الأزمات وهيمنة تعاليم المرشد بدل مشروع بناء الدولة ، ومصادرة حريات الشعب ، وإلغاء الدور المستقل للقضاء المصري وغلق مصر على مفاهيم وتقاليد إسلاموية بالية ، مصر التي عرفت بإنتاج حضاري وثقافي وفني عبر مائتي سنة ، وشيد شعبها معجزة مصرفي حينها بشق قناة السويس وبناء السد العالي وتصدر دول الشرق الأوسط في القوة والحضور والدور.
نعم كشفت مصر أنها عصية على الإبتلاع وتغيير هويتها وفق مشيئة فكر وتعاليم مستعارة من القرن الهجري الأول ، وان كان يملك السلطة والحكم ، وفي يوم 30حزيزان 2013 اي بعد مرورعام قالت كلمتها في استفتاء جماهيري ضم اكثر من ثلاثين مليون مصري ، انتصروا لمصر واسقطوا الفرعون بجلبابه الإسلاموي .
كانت الفرصة سانحة أمام الأخوان ان يعيدوا قراءة المشهد والدور جيدا ويحتجواعلى وفق شرعية حضورهم ، وليس التشبث بالسلطة والإصرار على استعادتها بعد ان فقدت تأييد الغالبية المطلقة من الشعب المصري.
أخطأ الأخوان بتقدير قوتهم وفقدوا رشدهم بتبني مواقف رشيدة تعود بالنفع على الوطن بصورة عامة ، وجمهورهم بنحو خاص، ويجنبوه دور البلطجة والإرهاب ، والتزام موقف المظلومية والإستفادة من العروض التعويضية للمشاركة في السلطة التي قدمت لهم ، لاسيما وان الإنتخابات ستحل خلال سنتين في اقصى مدى لها .
أرواح عشرات القتلى ودماء مئات الجرحى من المصريين وتخريب الممتلكات العامة وحرق الكنائس والإعتداء على المؤسسة العسكرية وتخريب البلاد ، أفعال ستبقى شاخصة في ذاكرة 80 مليون مصري أوجد الإخوان شقا تاريخياً بينهم وبين الإسلام السياسي .
وبمناسبة فض الإعتصامات في ميدان رابعة العدوية بقرار سياسي عسكري شعبي ، فأن المفارقة تعبر عن نفسها في مواقف الإدانة التي صدرت عن اشد الدول عنفاً بقمعها للإحتجاجات والتظاهرات السلمية لأبناء شعبها .
[email protected]