23 ديسمبر، 2024 5:19 ص

الإخوان المسلمون … هزائم لا تنتهي

الإخوان المسلمون … هزائم لا تنتهي

عاش تنظيم الإخوان المسلمين فترة صعود وأزدهار بعد أحداث ما يعرف بــ«الربيع العربي»، التي أنطلقت من تونس ثم مصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين، تزامن هذا الصعود مع وجود باراك أوباما في البيت الأبيض، فقد راهن الحزب الديموقراطي[خصوصاً أوباما وكلينتون] على الإخوان المسلمين لقيادة مسار الديمقراطية في البلدان العربية التي شهدت حركات أحتجاجية وثورات أنتهت بسقوط أنظمة دكتاتورية، مثل نظام بن علي في تونس ونظام مبارك في مصر. فقد تمكن حزب النهضة [الإخواني] من السيطرة على الحكم في تونس وإن كان بتحالف مع أطراف أخرى لكن حزب النهضة لعب دور رأس الحربة في هذا التحالف، فسيطر الحزب على البرلمان والحكومة والمناصب الإدارية المهمة في الدولة. أستمرت سيطرة الحزب على تونس عشر سنوات عاث بها الحزب فساداً، ولم يقدم للمجتمع التونسي ما كانت تطمح إليه الناس ،

فلم يحقق تنمية أقتصادية ولم يسير بتونس نحو مسار ديمقراطي حقيقي ولم يقضي على الفساد الإقتصادي والإداري، لهذا حظي «الإنقلاب» الذي قام به الرئيس قيس سعيّد على حكم الإخوان المسلمين في تونس بتأييد شعبي واسع، ليخسر تنظیم الأخوان المسلمين أحد معاقله، وربما أهمها، في تونس. كان تنظيم الإخوان المسلمين قد كسب الأنتخابات الرئاسية الأولى بعد أسقاط نظام مبارك في مصر، فقد كسب مرشحه محمد مرسي الأنتخابات، لكن هذه الرئاسة لم تدم طويلاً فسرعان ما قاد الشعب ثورة مضادة ضد مرسي وحكم الإخوان أنتهت بالإطاحة بحكمهم، بعد محاولة الإخوان التضييق على الحريات العامة، وبان للناس زيف الشعارات التي يرفعونها مثل المطالبة بالحرية وحقوق الإنسان وحق العيش بكرامة والتنمية الإقتصادية وما شاكلها من الشعارات التي كانت تجذب الناس. أنتهت تجربة الإخوان في مصر بعد سنة واحدة، وعاد الحكم إلى العسكر مرة ثانية، عن طريق عبد الفتاح السيسي، كانت هزيمة الإخوان في مصر مريرة وهي مؤشر على الرفض المجتمعي الواسع لسلوكياتهم ونهجهم في التدخل بالفضاء العام، وكانت هزيمتهم في مصر مؤشر على بداية نهاية عصر الإخوان المسلمين في البلدان العربية فشهدت السنوات الأخيرة هزائم متتالية لتنظيم الإخوان المسلمين، كما ذكرنا تونس ومصر، فكذلك السودان خسر الإخوان المسلمين نفوذهم بعد ثورة شعبية أطاحت بالرئيس عمر البشير حليف الإخوان. وعمر البشير كان قد أنشق عن الإخوان المسلمين في السودان في منتصف التسعينات ليأسس حزب المؤتمر الوطني، ورغم الأنشقاق إلا أن البشير كان متحالفاً ومدعوماً من قبل الإخوان، وبفترة حكمه كانت السودان الملجأ الآمن الذي يذهب إليه المتطرفين من كل أنحاء العالم، وقد أستضافة السودان في التسعينات أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. آخر هزائم الإخوان المسلمين كانت ليلة البارحة بعد إعلان نتائج الأنتخابات البرلمانية في المغرب، فقد خسر حزب العدالة والتنمية [الأخواني] أكثر من مئة مقعد عن نتائج الانتخابات السابقة، وقد خسر الحزب البرلمان بعد سيطرته عليه منذ عام ٢٠١١، كانت المغرب آخر معاقل الأخوان المسلمين في البلدان العربية التي يشكلون فيها حكومة وبخسراتهم ربما لن يكون لهم دور في الحكومة المقبلة،

وبالتالي لن يكون لهم تواجد في أي حكومة عربية. وهذا يقلص نفوذ الإخوان المسلمين في المنطقة، ويبقى تواجدهم في المنطقة مقتصراً على الحكومة التركية حيث يسيطر حزب العدالة والتنمية على السلطة من سنوات، وكذلك الحكومة الإسرائيلية حيث تشارك حركة منصور عباس في تحالف «لابید-بینیت» الذي أنبثقت عنه الحكومة الإسرائيلية الأخيرة.