23 ديسمبر، 2024 10:39 ص

الإختبار النوعي لتكبير حجم الكتل الصغيرة !

الإختبار النوعي لتكبير حجم الكتل الصغيرة !

إذ شاءت الأقدار وافرز الإحتلال أنْ يغدو رئيس جمهورية العراق من الأخوة الكرد ” ولا معضلة في ذلك إن او اذا ما كانَ وطنياً يعمل لسيادة كلّ العراق , ولطالما شهدت الحكومات العراقية في السابق رؤساء وزراء فعليين ووزراء وقادة عسكريين ” , والأقدارُ والإفرازات هذه لم تقتصر على منصب رئيس الجمهورية , إنّما باتَ انضمام أحد الحزبين الكرديين لمجموعة او ” كروب ” احزاب السلطة هو الذي يشكّل الكتلة التي تحكم العراق , كما أنّ مرشح أحد هذين الحزبين كرئيسٍ للجمهورية هو الذي يكلّف رئيس الوزراء المتخب بتشكيل الحكومة القادمة .! وهكذا فالأشقّاء الكرد ” على الصعيد الحزبي هم الذين يتحكمون بمقدرات العراق , ومرّةً أخرى لا مجال للعراقيين إلاّ الخضوع والقبول بلعبة العملية السياسية مهما كانت نسبة المضض .! , وايضاً ليس هذا هو صلب الموضوع وانما كانت ” مقبّلاته ” التي لا تفتح الشهية .!

من الطبيعي واكثر أنّ لم تعد من حاجةٍ لإختبار وفحص ماهية احزاب السلطة للحكم , وقد صار مثل ذلك مدعاةً للسخرية , ففترة ال 15 عاماً من حكمهم اذاقت الشعب العراقي الأمرَّ من المرّ او المرارة , لكنما في الظرف الراهن فهنالك محطة توقّف قد تستدعي النظر والتأمّل عن الذي سوف تختاره احزاب السلطة كمرشح للرئاسة وللأنضمام اليها , هل برهم صالح ممثلاً عن الأتحاد الوطني الكردستاني او فؤاد حسين ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي يُشغل منصب رئيس ديوان الرئاسة في الأقليم .؟ , أمّا لماذا هذا التساؤل والأختبار او الأمتحان الخاص .! , فوفق المنطق المتّفق عليه في الشرعية الوطنية العامة , فعلى الأقل فأنّ موقف الأتحاد الوطني الكردستاني كان ضدّ الأستفتاء المعروف , وساعد الحكومة العراقية والقوات العراقية على استعادة كركوك وتحريرها في حينها ” مهما كانت التأثيرات الخارجية او الأقليمية ” , أمّا كافة قياديي واعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني وبمن فيهم السيد ” فؤاد حسين ” فهم مع الأستفتاء ومع الأنفصال عن العراق لغاية الآن , وأنّ قوات بيشمركة هذا الحزب تعرّضت واشتبكت مع القوات العراقية عند تحرير كركوك واستعادة المناطق التي تسمى بالمتنازع عليها .. والى ذلك فنعيد التذكير الى أنّ حكومة العبادي كانت قد اتخذت قراراتٍ سابقة بأقصاء أيّ مسؤولٍ كرديٍّ من منصبه من الذين أيّدوا الأستفتاء , لكنّ كابينة العبادي أغمضت احدى عينيها عن بعض هؤلاء < فرياد رواندزي و فوزي الأتروشي – وزير الثقافة ووكيل الوزارة كأنموذجين ! > , والآن فأنّ كافة احزاب الأسلام السياسي وسواها تقف الآن أمامَ بوابةٍ اختيارية صعبةٍ وخطرةٍ لا يرحم فيها التأريخ ولا يتساهل , وكذلك الشعب العراقي , اذا ما ربطت مصالحها الضيقة مع مؤيدي الأستفتاء والأنفصال , بل أنها فعلياً وضعت اقدامها على عَتَبة صالة لعبة الروليت للمغامرة والمقامرة .!

وقد بقي أنْ نؤشّر بأننا لسنا من مؤيدي ومريدي ومحبي السيد برهم صالح , وقطعاً بالضد من السيد فؤاد حسين , ثمّ نكاد نَقسم ونجزم أنّ كلّ الكتل والأحزاب التي تخوض العملية الرئاسية – الأنتخابية , فأنها لا تكترث وحتى لا تفكّر ولا يراودها موضوع الأستفتاء والأنفصال , ولا يهمها سوى التشبّث بالسلطة ولو بأسنانها .! ودون أنْ ننفي او نلغي بأنّ تلكم الأحزاب تتلقى الأوامر الصارمة من خلف الحدود او من السفارات وتنفّذها حرفياً كجنودِ شرطنجٍ نظاميين .!