18 ديسمبر، 2024 6:22 م

الإحسان في القرآن…وحسن التعامل مع البشر

الإحسان في القرآن…وحسن التعامل مع البشر

الإحسان معناه التفضل والإنعام ولكن معناه يتسع كثيرا ففي المعاجم اللغوية جاء (أحسن) بمعنى َفعَلَ الحسن , والحسنة هي الفعل الحسن وان مفهوم الأفعال الحسنة هي التي تشمل كل خير وترفع من شأن الإنسانية في المجتمع وتهذب النفوس وتقرب الإنسان من الله عز وجل , والإحسان في القران الكريم تعددت معانيه ولكن كلها تصب في نهر الأخلاق , لقد جاء في سورة القصص آية 77 بسم الله الرحمن الرحيم أحسن كما أحسن الله إليك صدق الله العظيم بمعنى (النفع) و(الإعانة) أي ( أحسن إلى العباد بالنفع والإعانة مثلما أحسن الله إليك بالعطايا الجزيلة ) , وفي سورة النحل آية 90 جاء في قوله تعالى أن الله يأمر بالعدل والإحسان بمعنى (الإنصاف) أي ( أن الله يأمر عباده في كتابه وعلى لسان رسوله محمد (ص) بالعدل والإنصاف في حقه – سبحانه- بإفراده بالعبودية وعدم الإشراك به ) , وفي سورة الإسراء آية 7 جاء في قوله تعالى إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم بمعنى (الطاعة لله) و(حسن التعامل مع البشر) أي ( أن أحسنتم – يا بني إسرائيل – مع ربكم بطاعته ومع الخلق بحسن التعامل واتقيتم الله في أقوالكم وأعمالكم فأجر ذلك عائد لكم وإحسانه راجع لكم فالله غني عنكم وعن أعمالكم ) وفي سورة النساء آية 125 جاء في قوله تعالى ومن أحسن دينا ممن اسلم وجهه لله بمعنى (استسلم لحكم ربه) و(أطاع مولاه) و(اجتنب ما حرمه الله) إي (لا احد أحسن ديانة ولا أقوم سبيلا ولا أوضح منهجا ممن استسلم لحكم ربه وأطاع مولاه واجتنب ما حرمه الله) , لذا فان من أحسن ونفع وأعانه وأنصف وحسن تعامله مع إخوانه في العمل والمجتمع لقد صار في صفوف المحسنين وهؤلاء لهم منزلة عالية عند الله لقد ذكر الله جل جلاله المحسنين كثيرا في القران الكريم ففي سورة المائدة آية 13 أن الله يحب المحسنين وفي سورة هود آية 115 أن الله لا يضيع اجر المحسنين وفي سورة العنكبوت آية 69 أن الله لمع المحسنين وفي سورة الزمر آية 34 لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين , وقد ذكر كثيرا بان المحسنين إضافة إلى مقامهم الرفيع عند رب العرش العظيم فإنهم في الدنيا يشعرون دائما بالطمأنينة والراحة التي لا يشعر بها غيرهم ويكفي ما يقابلون به من الذين يحسنون إليهم من الاحترام والود والتواصل والسلام والمحبة والتسامح مما أدى إلى تناسق ذبذباتهم مع ذبذبات العقل الكوني التي أسهمت بشكل فاعل وطبيعي وفق القوانين الكونية بان تغمر السعادة نفوسهم بشكل تلقائي متناغم فتراهم سعداء دائما في كل زمان ومكان.