18 ديسمبر، 2024 11:16 م

الإحتيال ..ذكاء أم خواء إخلاقي ؟

الإحتيال ..ذكاء أم خواء إخلاقي ؟

لاأتصور إن عراقياً يفتتح يومه على أخبار تخلو من القبض على محتال أو الكشف عنه في مجمل تفاصيل حياتنا اليومية ، وهي ظاهرة تتنامى وتكبر مع انحدار المعايير الاخلاقية لمجتمع ما ان ينهض من حرب حتى تفتح له بوابات حرب جديدة تأكل من جرف ثوابته الأخلاقية الأصيلة ، فتنشأ طبقة أو شريحة إجتماعية مهنتها الاحتيال ، الذي تحوّل من سلوك فردي منحرف الى سلوك مجتمعي وقعت فيه حتى النخب الاجتماعية والسياسية ، بل ومارسته بعض الاحيان ، بين ضحية ومحتال بغطاءات سياسية أو دينية !
والإحتيال فعل يهدف الى التضليل الفردي او الجماعي للحصول على منافع غير شرعية ومخالفة للقوانين الرسمية والاعراف المجتمعية تتضمن طمس الحقائق وتزويرها أو ترويجها بشكل خاطىء أو انتحال صفات غير حقيقية رسمية واكاديمية.
وبين السرقة والاحتيال خيط رفيع يجتمعان على هدف الحصول على المنافع ، بالاحتيال برضا وقبول الضحية تضليلاً ، وبالسرقة إنتزاعاً للمغانم من الضحية ، وفي كلتا الحالتين يجرّم القانون المحتال والسارق ببنود مختلفة . والسرقة مكشوف ومعروف تجريمها دون التباسات تعريفية ، والاحتيال قانوناً هو جنحة يجترمها من يبتز مال وجهود الآخرين بالخديعة !
من أخطر صفات المحتال هي الخداع ، وجاءت تعريفاً ” أن المُحتال انسان مُخادع يستخدم ذكاءه ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻨافعه ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻪ ﺣﻖ, ويقوم بخداع ضحياه عن طريق استخدام الحنكة والاستعطاف وبناء الثقة لدى الضحايا لخداعهم”.
هل الاحتيال ذكاء وشطارة كما هي التجارة والسياسة ؟
قد نختلف في الإجابة على السؤال ، سواء المحتال أو الضحية أو الناجي من المساحتين ، إلا إن الجواب الملتبس يتضمن تشوشا بين كون الاحتيال نوعاً من انواع الذكاء الذي يستخدم سلبياً وبين اعتباره في سياق المنظومة الاجتماعية ، خواءً أخلاقياً وروحياً وانسانياً عامراً بالتشفي من ضحايا النيات الحسنة!
اثارت مواقع التواصل الاجتماعي ان شخصاً انتحل صفة طبيب ( دكتور ) استطاع التسلل والعمل في احدى المؤسسات الصحية العراقية ، ولأن حبل الاحتيال قصير كما هو حبل الكذب ، لينكشف ( الدكتور ) على مهنته الحقيقية كـ ” قندرجي ” قبل أن يلتحق بعالم الإحتيال !!