قبل نهاية المهلة التي حددتها طهران،للعراق ولحكومة الإقليم، في العشرين من شهر آيلول، لنزع أسلحة أحزاب المعارضة الإيرانية الثقيلة والمتوسطة، في محافظات الإقليم،قامت حكومة السوداني وحكومة الإقليم بعدة إجراءات،من شأنها نزع فتيل ألأزمة مع تهديدات طهران،ولكنها غير كافية ، ويعتبرها المراقبون مناورة ،من حكومة السوداني لإسترضاء طهران، وإبعاد شبح دخول القوات الايرانية، المحتشدة بالبابات والصواريخ والطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة للحرس الثوري،على الحدود مع كردستان، الى الدخول ومطاردة المعارضة، داخل الأراضي العراقية ،وهذا ماتخشاه حكومة بغداد، خاصة وإن القواعد الامريكية المنتشرة في الإقليم، سوف لن تسكت عن حماية حليفها الإستراتيجي إقليم كردستان،ومن هذه الإجراءات الغير مقنعة ، هي (كذبة) نزع ألأسلحة الثقيلة، لأحزاب المعارضة بيوم وليلة،وإبقاء أسلحة خفيفة لديها، فهل توجد معارضة في العالم، تمتلك أسلحة خفيفة داخل دول مضيفة لها،ثم نقل مقرات ومخيمات المعارضة ،الى عمق الأراضي العراقية ،بعيداً عن حدود العراق بإيران، وهذه عملية غير ناجحة وتشكل أزمة أخرى ، كما حصل مع حزب العمال التركي في مخيم مخمور، وجبل سنجار،من تصادم مع الجيش العراقي، وأهانوه بالضرب بالحجارة، وقتل أكثر من جندي في سنجار،بمعنى معالجة الازمة بأزمة أكبر ،ثم غلق جميع المقرات التابعة للمعارضة ،على الحدود ونقلها الى الداخل،تنفيذاً للإتفاق الأمني بين بغداد وطهران،وهناك شرط آخر بين الطرفين،هو تسليم قيادات المعارضة لطهران،فالإتفاق الأمني أمر مهم ،لضمان عدم تهديد المعارضة الإيرانية ،للامن القومي الإيراني، وهذا من حقها الدولي، ولكن ماذا عن تواجد حزب العمال الكردستاني التركي، وتهديده للأمنين العراقي والتركي معاً،هناك إزدواجية في التعامل مع أحزاب إيران المعارضة وحزب البككا، الذي هو أشد خطراً على العراق، وقصف مطار (عربت)، قبل أيام شاهد ودليل، نعتقد أن إجراءات حكومة السوداني،ترقيعية ووقتية وإسترضائية لطهران،فالمعارضة الإيرانية من المستحيل ،أن تبقى مكتوفة الايدي ،في مخيمات داخل العراق، بل تشير المعلومات الدولية الى أنها ، إنتقلت الى داخل أراضي إيران ،وفي جبالها الوعرة جداً ،وإن المستحيل الوصول لها والنيل منها وايقاف عملياتها العسكرية ضد نظام طهران،وان غلق مقراتها ونقلها ،ماهو إلاّ ذر الرماد في العيون، وتم نقل فقط عوائلهم وقسم من عناصرهم باسلحتهم الخفيفة، أما الأسلحة الثقيلة والهاونات ،فدخلت العمق الإيراني ،وتخفّت في الوديان وكهوف الجبال ، فعلى من تقرأ مزاميرك ياداود،إذن الإتفاق الأمني ونشر قوات حرس حدود عراقية بين العراق وإيران، ماهو الا ّتكتيك سياسي عراقي وإيراني، لعدم تنفيذ التهديد الإيراني، فلو تم تنفيذ التهديد ،ودخلت القوات الإيرانية، سوف لن تقف أمريكا مكتوفة الأيدي ، وستحصل حرب بين الطرفين ،وهذا ماتخشاه بغداد،فإفشال التهديد الإيراني ،هو لحفظ ماء الوجه لا اكثر، فمن يريد غلق المقرات المسلحة للمعارضة ،وإيقاف عملياتها العسكرية، ضد دول الجوار عليه ، عدم التعامل بإزدواجية بين حزب العمال البككا التركي، وبين احزاب المعارضة الايرانية الكردية ،الكوملة البيجاك وغيرها،وقلنا سابقاً أن الحل ليس بيد بغداد أو أربيل، أو أنقرة وطهران، ونقصد بغلق وطرد المعارضة المسلحة الايرانية والتركية،فقط الجهد الاقليمي والدولي ،كفيل بغلقها وإيقاف عملياتها العسكرية ضد دول الجوار،ولكن هذا أيضا لن يتم، إذ أن طهران تدعم حزب العمال الكردستاني التركي في العراق،وسنجار وقنديل دليل على ذلك، كما هي حكومة بغداد الساكتة عن تواجده في جبل سنجار وقنديل وبكثافة ،وكذلك الحال بتركيا التي تقوم بعملياتها ضد البككا داخل الاراضي العراقية، وهذا مخالف للقوانين والأعراف الدولية، لأن بغداد لاتستطيع إيقاف عمليته العسكرية داخل تركيا ، وهذا أيضا من حق تركيا وحتى إيران، ملاحقة معارضها أينما كانوا ، اذا كانوا يهددون أمنها القومي والحكومة العراقية ،عاجزة عن ايقاف عملياتهم العسكرية ،ولهذا نجد تغول المعارضة الايرانية والتركية، داخل الاراضي العراقية دون رادع، ولايستطيع أحد مواجهتهم وإيقافهم عند حدهم، والسبب لوجود (تخادم وتعاون أمني) لحكومة السليمانية تحديداً، لذلك يتمدّد البككا من مخمور والسليمانية ودهوك واربيل قنديل وسيدي كان جبل سنجاروغيرها ( التي ترعاه وتدعمه مع قسد السوري وقصف مطار عربت دليل واضح)،نعم التخادم والتعاون الأمني بين الأطراف كلها ، وكل من مصلحته الإستراتيجية،والضحية هو الشعب العراقي، فلكل من طهران وتركيا مصلحة وتعاون، مع طرف ضد طرف آخر، وحكومة بغداد أيضا لها موقف إيجابي مع البككا في سنجارويقال انها تعطي رواتب لعناصره التي تتخفى تحت يافطة حشد سنجار الايزيدي ، وعاجزة عن إخراجه من اراضي العراق،قلت وأكرر ملف الأحزاب الايرانية والتركية يستنزف العراق، ويحتل أراضيه بالقوة، والسبب هو ضعف الموقف العراقي، وعدم جديته في طرد أي معارضة خارجية، تعمل لتهديد دول الجوار، عدا القبول باللجوء الإنساني فقط وعدم السماح بممارسة العمليات العسكرية مطلقا، وإعطاء تبريرات وذريعة لايران وتركيا ،الهجوم على الأراضي العراقية ،وتهديد وتدنيس على سيادة أراضيها،لهذا نقول أن إجراءات السوداني في الإتفاق الامني مع طهران، هي مناورة وتكتيك معاً ، لإمتصاص نقمة تهديد إيران، وحرسها الثوري لإجتياح أراضي كردستان العراق،نعم مناورة وليست حلاً لأزمة مستعصية ،قد تدخل العراق في حرب إقليمية ،وتعامل بغداد مع جهة ،وتجاهل جهة معارضة أخرى، هو ازدواجية وهروب الى الامام، فيجب على بغداد التعامل ،ليس بمزاجية بين حزب البككا وأحزاب ايران، بل العمل على قطع شأفة الارهاب من جذوره ،إن كانت أحزاب ايران المعارضة ،أو حزب العمال التركي، فألازمة لاتتجزأ ، لآن الخطر واحد ،إبعدوا المعارضة وحيّدوا عملهم العسكري ضد الاخرين ،ولاتناوروا وتتعاملوا بإزدواجية المعايير الإقليمية ، ،بلى فأزمة بغداد مع طهران، مناورة سياسية وإجراءات وقتية ،لاتحقق الأمن والإستقرار للطرفين بل تزيد خطرها …!!!
