26 نوفمبر، 2024 7:51 م
Search
Close this search box.

الإبقاء على حقيقة لغوية لايود العالم من أحدٍ تغييرها

الإبقاء على حقيقة لغوية لايود العالم من أحدٍ تغييرها

حَملَ العالمُ المريبُ لنا رسائله :
أن أنصتوا إليَّ ..
أن تنفسوا من خلالي ،طالعوا الأفقَ بما بقيّ لدي …

وقد كان لكل شيء خاصيتُهُ أما بالشكل أو اللون أو بطريقة الوظيفة التي تؤدى بطقس خاص وبمقدمات مغرية ، في حين بقيت بقايا الأيام السالفة على الأوراق الذابلة وعلى الأحجار التي نمّت عليها الطحالبُ وبقايا الزّبد البحري ، لذلك لم يلتفت الكثيرون لهذه المخلوقات المنسية سوى الآلفة التي تخلقها بعضُ الحَشراتِ وبعضُ الزواحف التي تتقصد تلك الأماكن غير المأهولة إلا من نظرات الأغراب ، بينما كان البعدُ يحفل بخطىً لأجناس يتبادلون التحايا عبر

كؤوس الشاي وعبر نظاراتهم الشمسية أو أكفهم سريعة الإسترخاء ،

كان الزمنُ والمكانُ يُفسران بدلالةٍ مائيةٍ،

أحيانا بوثوب موجة نحو زورق أو ملامسة طائر لرأس سمكة أو بشهيقٍ عميقٍ لفتىً وفتاة ربطهما البحرُ من أعماقهما فذهبا غائبين فيه وأنتهيا إلى أسطورة السمكة الذهبية وخاتم المارد والرحيل في الهواء لإقتناص اللحظة السعيدة وهم بذلك سعداء بتلك الكينونة غير المشروطة التي تعني أن الحياة ظلٌ مُتحركٌ لنأتي بالأشياء التي لاتريد أن تأتي ،

على ذلك النحو لابد أن تتسيد العقلَ تلك المفرداتُ عن الضرورة والقدر والأعراس والمقابر وعلى أي نزعة تريد أن تعتق جذورها ، وهناك من يصل العالمَ بنبؤة ومن يصله عبر المركب السكران وأخرون عبر الخسارات المتكررة وهم فرحون بذلك من أن العماء والخلق ليسا بالبعيدين وليست تلك الأشكال بالخافيةِ رُغم محتواها الأسطوري ،

وأخرون وهم أيضا فرحون ولكنهم بالتضاد يرون:

بأن العالم إكذوبة مؤلمة …

وأعتياد نزوة غافية …

لإستكمال مرادفات لاتُسر والإبقاء على حقيقة لغوية لاتتغير ،

كل ذلك الوصف ولازالت التحايا عبر قدح الشاي وبالنظارات الشمسية وبالأكف المسترخية بين هؤلاء الذين لم يسمحوا لأنفسهم بإغفال لحظة واحدة للتمتع

بسحر العالم المريب الذي حملَ لنا رسائله :

أن إنصتوا إلي ،

أن تنفسوا من خلالي ،

أن طالعوا الأفق بما بقى لدي ،

أن إكشفوا ماتبقى من أسراري ولاتفكوا شفرتي ،

أن إستمعوا إلى الموعظة وليس من الجدير فهمها لِتُحَلل رسائلُ الله الذي رعى الآلهة قرب النجوم

ورعى البشر في القلوب وفي الأعين ولطفَ بالحجارة التي كستها الطحالبُ وبالحشرات التي تعتاش عليها ،

فإن كان لكل شيء أو لن يكون خاصية في اللون والشكل والوظيفة ،

فلاشك بنبوة الشعر وبحكمة المعرفة نصل العالم الذي أبقى على أكثر من حقيقة لغوية لايريد من أحدٍ تغييرها .

[email protected]

أحدث المقالات