23 ديسمبر، 2024 7:06 ص

الأيَرنَة.. ومحاولة تعجيم العرب

الأيَرنَة.. ومحاولة تعجيم العرب

ــــ ارضك يافارس من الخليج الخانع الى المحيط الخادرــــ
قنبلة هنا وأخرى هناك، سيارات ملغومة مهيئة للانفجار، من لبنان الى سوريا الى العراق الى الكويت… بالاضافة الى نشر لغة الكواتم والاغتيالات تهديداً ووعيداً لكل من يخرج على تعاليم طهران (المنزلّة). انها السيرة المعلنة والضمنية للسياسة الايرانية بعد ان تم الانتقال من عصر الامبراطورية القومية للشاه الى عصر الامبراطورية المقدسة للملالي.
هل نستغرب – نحن العرب والعراقيين على الخصوص- مأخوذين بهول المفاجأة؟
 ربما!!
لكن، والتساؤل ذو شجون، من المستهدف الحقيقي من وراء بث كل هذه الرسائل الملغومة؟ هل فعلا الولايات المتحدة واسرائيل، كما يبدو على السطح السياسي للاحداث ام العرب، بالذات المنطقة العربية ونظامها الاقليمي المجزأ اصلاً الى دويلات، شعوب، وقبائل؟
هنا نضع اليد على القلب ونحن نستعيد – منذ البداية- رموز ودلالات الظاهرة الايرانية ( الملالية ) بالذات منذ العام 1979.
كنا بصراحة نحن العرب – وأؤكد العراقيون على الاخص- قد تفاءلنا بهذه الظاهرة/ الثورة التي تجسدت في شخص الخميني، لا اعجاباً بالرجل ولا بفرصة الخلاص من حكم آل بهلوي المعادي لنا نحن العرب، بل بقناعة مبدئية ان نهضات العالم الحديث منها النهضة الاوربية كمثال نموذجي، قامت اول ما قامت او على الاقل رافقت حركات الاصلاح الديني لتحريك العقل الانساني نحو المستقبل بدل سجنه في تقليد الماضوية السلفية.
اعتقدنا من الماضي الى المستقبل، ان الظاهرة قد تكون على نحو ما احياء وتكملة لما بذله المصلحون الاولون من جهد اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، من جمال الدين الافغاني الى محمد عبده الى رشيد رضا لبعث الانسان الشرقي الجديد وباستعادة العرب للمكانة المتقدمة التي فقدوها مع سقوط بغداد عام 1258.
لكن مع المتابعة الدقيقة لأدبيات الظاهرة الايرانية الملالية صار التفاؤل الاول يأخذ منحى حذراً بل وتراجعياً، لان جيل الريادة للمصلحين لم يعتمد – على العموم- بلداً بعينه لفرض الوصاية الابوية على البلدان الاخرى مع ما يتبع هذه الوصاية من توجيه معين، ناهيك بالمصالح الاقليمية والوطنية لهذا البلد.
بتعبير آخر، كيف يمكن التوفيق بين مهمة المصلح الديني اللامنتمي اصلاً الا الى عموم بلدان الامة وبين مهمته كرأس لدولة لها تاريخها وجغرافيتها وثقافتها الخاصة بها؟
هكذا وعى الافغاني حدود مهمته قبل قرن من الزمان، فهو مع ممارساته للنشاط السياسي من الاستانة الى فارس الى مصر الخديوية، من لندن الى باريس… حلم الرجل ان يكون على نحو ما (لوثر) هذا الشرق الذي انحط في متاهات التخلف وذلك بالدعوة الى النهوض مرشداً للشعوب والحكام معاً لكن دون تشخيص بلد معينة ولا بالدعوة الى مذهبية تقسيمية بعينها، لان من مهام الاصلاح – كنتيجة- توحيد الصفوف بتوحيد الكلمة وتجنيب الناس شر القتال، شر معركة (جمل) اخرى و (صفين) جديدة، ولمنع تكرار الحال التاريخية لاوروبا النظرية ومعاركها بين الكثلكة والبروتستانتية.
اقول: انقلب تفاؤلنا نحن العرب الى حذر، والحذر الى خيبة وحزن ثم الى يأس. وعود على بدء، دون الدخول في قنوات الحوار الثيولوجي والمذهبي التاريخي بمنهجية بيزنطية، فقد امكن رصد ثلاثة مواقف بالذات، من جملة عشرات تشاهد بطريقة او باخرى على تفهم ابعاد الظاهرة الايرانية تجاه المنطقة العربية قبل وبعد اعلان الجمهورية الاسلامية ليس لانها ذات رموز ومدلولات مشخصة قائمة بذاتها بل لانها حددت منذ البداية المسار الحقيقي للخيار الايديولوجي للحركة الملالية.
-الموقف الاول- في اواخر شهر كانون الاول/ 1978، استقبل خميني في منفاه الفرنسي في ضاحية (نوفل لوشاتو) الباريسية بين من استقبل، الصحافي العربي المصري المعروف محمد حسنين هيكل، في لقاء استطلاعي، لكن الذي لفت الانتباه اول ما لفت هو ان خميني يحاور مخاطبه العربي باللغة الفارسية، معتمداً على الترجمة التي قام بها حفيده حسين خميني. كيف؟ او ليست مناسبة فريدة للتعبير عن اولى البوادر الطيبة تجاه العرب مهما كانت درجة اختلافه مع حكامهم، وبالكلام بلغة القرآن، ليس فقط لانه اقام طيلة اربعة عشر عاماً في كنف الضيافة العربية العراقية وهي فترة كافية نسبيا حتى للسيطرة على صعوبات اللكنة، فكيف اذا كانت ثقافة الرجل في الاصل دينية، والتضلع بعلوم الدين الاسلامي يستوجب بالضرورة تضلعاً باللغة العربية؟
اما الناحية الاخرى في اهمية هذا الحوار، فقد تمثلت بالتركيز على الناحية المذهبية، فمن منطلق نقد مواقف علماء الازهر السلبي من حركة الثورة الاسلامية الايرانية ذات الواجهة الثيولوجية، وبدل ان يتحدث عن اسلام واحد، كما هو المفروض، عمد ضمنياً الى عقد مفاضلة مذهبية بالقول بان “من خصائص المذهب الشيعي لم يكن في يوم من الايام تابعاً للنظام بل انه واجهه وقدم شهداء في هذا السبيل”.
ليس هذا فقط بل ربط كذلك بالعلاقة المباشرة بين هذا العامل المذهبي والعمل السياسي قائلاً “ان مذهبنا سياسي وعلماء مذهبنا ليسوا قلة وعندهم وعي سياسي”.
بماذا نخرج – كعرب- من هذا العرض الموجز للحدث؟
افضلية التعبير بغير اللغة العربية يكشف تأثير الثقافة القومية الاثنية الفارسية وافضلية الخيار المذهبي يكشف عن تأثير القناعة باكثر من اسلام واحد، اسلام المذاهب، وهذا – يا للخيبة- يفتح الملف بدل ان يعمل على اغلاقه بعد مضي اكثر من اربعة عشر قرنا على تاريخ الانقسام الاول.
-الموقف الثاني- في اوائل العام 1982- معذرة لهذا القفز فوق اعتبار المسلسل التاريخي لقضية الحرب العراقية- الايرانية وملحقاتها- نقول – في اوائل ذلك العام التهمت محرقة النظام السوري في مدينة حماه وحدها بين خمسة عشراً وعشرين الفا من الضحايا حسب تقدير مراقبين محايدين، دون ان ترفع طهران عقيرتها بالاحتجاج ضمناً او علناً على هذه المذبحة، وهي تعرف يقيناً ان الضحايا في غالبيتهم العظمى مسلمون سنة.
لماذا؟
قد تكمن الاجابة بالربط بين مضمون الموقفين الاول والثاني.
– الموقف الثالث- اما في اوائل العام 1983، فكانت الرسالة الايرانية لذوي الامر العرب، ابلغ وأصرح من اي وقت مضى عندما اعلن خميني بلا مواربة ولا لف ولا دوران، بان “ايران الشيعية اقوى من كل الدول العربية مجتمعة”.
كيف؟
الاجابة هذه المرة تكمن بالربط المباشر بين مضامين المواقف الثلاثة. والنبيه –كما يقال – تكفيه الاشارة.
لو كنا من المؤمنين بسوء الطالع وحتمية المكتوب، ونعيب البوم، لقلنا ان الاقدار ضدنا وألا لكان القادم لوراثة عرش كسرى غير ذوي العمائم. صحيح ان وضع العلاقة العربية لم يكن على ما يرام مع السلوك الطغياني للأسرة البهلوية التي كانت ترى في كل ما يتحرك ولا يتحرك فوقها وحولها وجوارها.. من الماء الى الارض الى الانسان –فارسياً-.
لكن، او لم من باب الانصاف التاريخي -على الاقل- ان يجيء البديل في طهران اكثر عقلانية لطوي صفحة عهد قديم وفتح صفحة جديدة مع الجار العربي، ولئلا –تتثنى- لغة المنطق الاسرائيلي (الصهيوني) الذي يرى في الوطن العربي مساحة امبراطورية ” اسرائيل من الفرات الى النيل”.
فتح صفحة جديدة مع العراق ومنطقة الخليج العربي مثلاً، وكحد ادنى من قواعد اللياقة الدبلوماسية والحضارية، طالما ان الطاووس البهلوي قد تعود ان تكون له اليد الطولى على محميات وامارات الخليج العربي.
يبدو ان المسألة اعقد بكثير من تمنيات ذوي النوايا الطيبة. فمنذ عام 1958، تاريخ قيام ثورة الشعب العراقي، اتخذت ايران قرارها ليس فقط بانهاك هذه الثورة عن طريق استغلال مسألة التمرد الكردي في الشمال، ولا الاكتفاء بمنعه عن طريق الابتزاز من أية اطلالة شرعية على الخليج، بل وهذا هو هو الاهم لأنه ذات الخطأ المميت الذي توارثته ايران الملالية، اي معاملة العراق بكل حضوره التاريخي والحضاري والديمغرافي والعسكري كما تعامل محمية خليجية او كيان اماراتي صغير بوزن البحرين مثلاً ؟
وتوهمت ايران انه بانتزاع اتفاق الجزائر عام 1975، انها ضمنت الى الابد تحييد ممارسة العراق سيادته الوطنية على جزء من مياهه في شط العرب مقابل وقف النزيف الشمالي الذي خلق عشرات الآلاف من ابناء العراق ضحايا، وكلف الملايين خسارة من ثروته القومية.
وبعد سقوط الشاه ومجيء نظام الثورة الاسلامية، تحول التدخل الايراني في شؤون العراق ليلعب هذه المرة الورقة المذهبية دون الاخذ في الاعتبار لا آلام ومآسي الحرب الكردية باعوامها الخمسة عشر نتيجة التحريك الايراني/ الاسرائيلي/ الامريكي ولا ايضا ان الاختلاف المذهبي او حتى التعاطف المذهبي –ان وجد- لا يلغي الانتماء القومي والوطني للشيعة وهم من اقحاح القبائل العربية.
استمرار الاستفزاز الايراني فجر حرب دامت ثمان سنوات مع العراق البعثي الذي صبر ـــــــــ على حد تعبير اطروحاته ــــــــــ كما لم يصبر على ضيم تلاعب الآخرين بقدسية سيادته الوطنية وواجبه القومي. نادى بالسلام منذ الايام الاولى للحرب، لكن الجار الايراني رفض مصافحة اليد العراقية الممدودة من واقع القوة والاقتدار.
كلا، فالمطلوب رأس العراق، ولم لا؟ وتعود لغة ايران ما قبل الثورة ذاتها، الجنوب العربي كله فارسي، والخليج وبلدانه يقع تحت طائلة السيادة الفارسية، وان استوجب الامر فبالعصا الغليظة – درس احتلال الجزر الثلاث عام 1971- ليس هذا فقط انما البصرة ايضاً مدينة ايرانية وربما بغداد، حيث لم تستطع التصريحات الايرانية وقتها من التعهد بالقدرة على منع الجيش الايراني الزاحف لتحريرها.
الحديث عن العلاقة العربية –الايرانية قبل وبعد الثورة ذو شجون، لكن التساؤل ايضاً اكثر مرارة من العلقم، اذ كيف يتم التوفيق بين دعوة الى الاسلام من جهة وبالمقابل دعوة الى (أيرنة) كل حضور عربي جاراً، وفي احسن الاحوال تحييده من فاعلية السيادة الوطنية بفرض وصاية الابتزاز عليه، هذا ناهيك بالدعوة الى المذهبية بأثارة النعرة الطائفية والتحريض على فتح ملف الانقسام بعد مضي اكثر من اربعة عشر قرناً على الاختلاف الاول؟
لكن التشويش والمزايدة الايرانيين لم يقتصرا على منطقة عربية اقليمية واحدة بل تجاوز ذلك ليشمل عموم المشرق العربي وصولاً الى سوريا ولبنان، طريقاً لتحرير القدس!؟ بعد ان تعذر طريق العبور من العراق وقتئذ- ما المانع اليوم بعد ان اصبح العراق ضيعة ايرانية- وكان كل ذنب العراق – اي العراق البعثي- وقوفه بحزم في وجه محاولات التعجيم والتشويش والمزايدة.
ان العراق البعثي وفق اطروحات القوميةـــــــ وقتئذ ـــــــ لم يكن يوماً مدافعاً عن مصالح وبذخ حفنة من اثرياء  الخليج انما يدافع عن عروبة هذا الخليج لان الارض بالتالي ليست ملكاً لجيل واحد من الناس. انه كان يدافع عن مستقبل الجنوب العربي بانتظار ولادة الانسان الجديد هناك. ومن هذا المنطلق لا جذور تفصله عن حق الاطلالة على الخليج بل هو بشكل او بآخر بلد خليجي لا يستطيع ان يغمض العين لا مبالياً لما كان يجري على مرمى حجر من ارضه.
العراق البعثي كان يعي تماماً من ذا الذي يدفع ليتفرج مقابل من يبذل الدم، ليس فقط لأن الدم العراقي لا يعوض بالمال انما – وهذا هو ما كان الواقع- ان المال ذاته ثروة قومية لا تملك لشخص لعائلة او لقبيلة.
العراق البعثي كان يعي تماماً الاعيب حافظ اسد حليف ايران، الاعيبه في لبنان منذ تصفيات الحركة الوطنية هناك، والمقاومة الفلسطنية الى ملاحقة الرمز ياسر عرفات مقابل التعارض المصلحي مع الكتائب، ومقابل الصمت المشبوه للغزو الاسرائيلي.
نعم، من مذابح تل الزعتر الى حصار بيروت الى صبرا وشاتيلا… كان تشخيص نوعية التحالف السوري – الايراني، الذي قطعوا عن العراق وقتها روافد الفرات، ثم قطعوا عليه في مرحلة لاحقة طريق تصدير ثروته النفطية لقتل الانسان العراقي جوعاً.
في الخليج دسوا الوسطاء والادلاء لابتزاز مال المتخوفين على عروشهم لحساب الحليف الايراني ولحسابهم ايضا، لكن على حساب العراق الذي كان ينزف.
نقولها: ان العرب مازالوا في اول الطريق، ومن يحكم لهم وعليهم من خلال الظاهرة الايرانية فقط، يخطئ ويزايد في آن واحد، ليس لان ما بين العرب وايران صراع مصير قد يطول اجيالاً اخرى، بل يتجاهل ايضا، ان ظاهرة  – الاخوة الاعداء – العربية احدى الاسباب الجوهرية لديمومة الظاهرة الايرانية. 
نقولها: ان اليقظة العربية والفكر العربي لم يأتيا بحلول عجائبية او اعجازية لصنع الانسان العربي الجديد، كان الفكر العربي منذ عصر النهضة الاولى جهداً انسانياً، والجهد الانساني بطبعه غير متكامل ولا مثالي.
نعترف بشجاعة ان النضال والثورة العربيين في مأزق لكننا وهذا هو الاهم غير يائسين وغير مستعدين ابداً لالغاء كل الجهد هذا بجرة قلم وتدوير الظهر لما تم ويتم.
الجهد العربي الفكري والنضالي لم يأت بالمعجزات. نعم، لانه بالتالي كان ويكون جهداً انسانياً – من الناصرية الى العروبية، ومن الثورة الجزائرية الى المقاومة الفلسطينية والعراقية لاحقاً، كان الانسان العربي وما زال حاضراً وفدائياً واستشهادياً ولا احد يتلاعب بقدره ودمه.
اجل، لقد سفك العربي من المحيط الهادر الى الخليج الثائر، وللذين يريدون تلقين العرب في بدايات القرن الواحد والعشرين دروساً في الشهادة والفداء يتناسون دروس الشهادة والفداء في عشرينات الثورة العراقية والسورية والمصرية، وفي خمسينات الثورة الجزائرية، وستينات الثورة الفلسطينية وسبعيناتها.
لا احد يتلاعب بقدره ودمه. فمن عمق كل الحصارات المضروبة حول الانسان العربي، استطاع ان يضرب ويوجع ويدمر، وللذي يفتح النار على التدخلات الاجنبية … نقول سلمت يداك وشكرا، لكن الاعمال بالنيات، وبدون مزايدة ولا تشويش على التاريخ العربي المخضب  ابداً بالدم.
في سن الرشد العربي، نعي مكامن المأزق في الفكر العربي، في النضال العربي، في الثورة العربية الكبرى المحاصرة الآن، لكننا مقتنعون ايضاً ان الاحياء والتجديد لن يأتي ويكون الا من وفي الواقع العربي ذاته، من الانسان العربي ذاته وثقافته ذاتها.
واذا كنا نرحب بكل طاقة اضافية من خارج الوطن العربي للخروج العربي من مأزق التجزئة والهيمنة والتخلف، فاننا نرفض بحدة تعاليم الاخرين الايديولوجية ودروسهم السياسية لفرض وصايتهم على الطريق العربي عن طريق المزايدة وفرض المزيد من التجزئة على الواقع العربي المجزأ اصلاً.
المغالاة في السلوك الايراني مفهومه ويمكن تفسيرها على النحو التالي:
– الفشل الميداني لامتداداته المذهبية ضد العرب – العراق، سوريا، لبنان، الخليج العربي – ومحاولة التعويض عن هذا الفشل بعمليات تفجير هنا وهناك.
– محاولة التفكير وتنسية الشعب العربي المصدوم بفضائح العلاقات السرية الايرانية/ الامريكية/ الاسرائيلية.
– الاستفادة من ميوعة الموقف الامريكي القادم بعقلية التخطيط للمدى البعيد وليس للتناطح مع عقلية التكايا، حساب البيدر وحساب الحقل على طرفي نقيض.
اميركا حسب قناعاتنا لن ترد على الامتدادات الايرانية في اسوأ الاحوال لن يكون الرد خيرا من الرد الامريكي (المزاحي ) مع الطرف السوري . .
لن ترد امريكا حتى لو جرى ما هو اكبر من لعبة عملية الرهائن الامريكان حتى لو اوهمت ايران بمحاولة نسف البيت الابيض الامريكي نفسه.
امريكا لن تخسر ايران، لا تريد ان تخسر ايران، بل هي لم تخسرها اصلاً.
هل كانت امريكا تتوقع ان يتم تحقيق حلمها بهذه السهولة بانتقال عرش الطاووس المريض بالسرطان وتفتيت المؤسسة العسكرية لمشروع خامس جيش في العالم ليقام مكانهما صرح من التعصب الديني الحائل لمنح سقوط ايران اوعلى الاقل تأجيل هذا السقوط في قبضة القوى المناهضة حقاً للوجود الامريكي/ الاسرائيلي. اذن، ملالي طهران هناك لمنع هذا السقوط.
اذن، الشق الاول من الحلم الامريكي تحقق. اما الشق الثاني، اي استنزاف العرب عن طريق محاصرتهم بين كماشتي اسرائيل وايران – اوهامهما الامبراطورية – قد تحقق ايضا. اما الشق الثالث وهو الحد الابعد لهذا التمني الحلم- حلم بيرجنسكي، كيسنجر – المتمثل بالعمل على تفجير الداخل عن طريق هوس النموذج الايراني كنقطة استقطاب تطويق المنطقة من اسلام ايران الى خراب وانحطاطية اسرائيل.. بهدف تفجيرها، من لبنان، الى العراق، والى سوريا ومصر، الى الخليج العربي، الى المغرب العربي، يظل الهدف الايراني، الاسرائيلي، الامريكي واحداً: تطويع العرب، تحجيم العرب، منع العرب من النهوض والتوحد والتقدم.
ما مدى مسؤوليتنا الذاتية في كل هذا؟
الجواب عند الاخوة العرب الاعداء.
[email protected]