جاء الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية عن العثور على 50 رأسا لفتيات أيزيديات فى أخر معاقل داعش بشرق سوريا ليكشف حجم التوحش واللانسانية التي يتسم بها هؤلاء الإرهابيون الذي لم يكتفوا بخطف الفتيات واستغلالهم جنسيا بل أنهوا حياتهم بتلك الوحشية المقيتة التي لا تمت للأديان بأى صلة من قريب أو بعيد.
مأساة جديدة تعمق المآسي الأيزيدية التي أصابت أبناء كردستان على يد هذا التنظيم المجرم وهذه الوحوش البشرية .
أعتقد أن العالم مدين باعتذار كبير للطائفة الأيزيدية بالعراق وسوريا على صمته تجاه جرائم الإبادة التي تعرض لها الأيزيديون على يد داعش ، اعتذار ربما تبدأ أولي خطواته بالإعتراف بجرائم الإبادة الأيزيدية وملاحقة ومعاقبة المتورطين فيها ومساندة ضحاياها وتعويضهم بما يتناسب مع حجم الجرم الذي وقع بحقهم.
وأتذكر منذ عدة أعوام إلتقيت بأحد مستشاري رئاسة البرلمان كردستان من الطائفة الأيزيدية فى زيارتها للقاهرة وصفت ما فعله داعش بالأيزيديين بأنه يفوق الهولوكست الذي ارتكبه هتلر بحق اليهود بألمانيا ، وإبادة الأرمن على يد العثمانيين ، وجرائم أمريكا بحق الفيتناميين !
انتصر العالم للأرمن واعترف بما تعرضوا له على أيد العثمانيين كجريمة إبادة جريمة بل وخصصت فرنسا مؤخرا يوما سنويا لاحياء ذكري الإبادة الأرمينية، كما تم الإعتراف بالهولوكست وادانة ومقاضاة كل من يشكك فيه رغم وجود الكثير من المراجع الغربية التي تشككت فى الأرقام الصهيونية حول الجريمة .
كما تم تحرير فيتنام من الإحتلال الأمريكي وخرج العم سام بهزيمة مذلة من هانوي .
أعتقد أن العالم بحاجة لاعادة موقفه مما حدث للأيزيديين بالعراق وسوريا على يد تنظيم داعش الإرهابي، والتعامل مع الجريمة بنوع من السمو الأخلاقي الذي ينتصر للمظلوم الضعيف الذى لم يرتكب جريمة سوي أنه مختلف فى منطقة لا تقبل الاختلاف.
وفى هذا السياق يجب أن نشيد بموقف السيد نيجرفان برزاني من القضية الأيزيدية واعلانها المضي قدما فى مواجهة التنظيم الإرهابي حتى تحرير أخر أيزيدي مختطف لدي داعش، فضلا عن نيته اعلان منطقة سنجار التي تحوي أكبر تجمع للإيزيديين بالعراق كمحافظة مستقلة لتحظي بمزيد من الخدمات فضلا عن مشاركة الإيزيديين فى إدارة المدينة فى إطار سياسة التعايش والمواطنة التي يتبعها بالإقليم.
الغريب أن حكومة بغداد ربما أرادت القفز على تصريحات رئيس وزراء كردستان نيجرفان برزاني حول حقوق الأيزيديين وحقهم فى انشاء محافظة بسنجار لتعلن مؤخرا عن فتح مكتب لرئاسة الوزراء بقضاء سنجار لتطوير المدينة وحل مشاكلها وهو الأمر الذي قبول برفض شعبي من أهالي شيخان وسنجار نظرا لأن معظم موظفي المكتب من غير أهل المدينة ولا يعرفون شيئا عن مشاكلها وهو ما جعل المكتب بلا فائدة تذكر.
أدعو حكومة بغداد إذا كانت جادة فى تعويض الأيزيديين عن جرائم داعش لتنفيذ وإقرار مخطط السيد نيجرفان بتطوير سنجار واعلانها محافظة رابعة ضمن حدود إقليم كردستان على أن تتم إدارة المحافظة بشكل كامل من الأيزيديين بحكم أن اهل مكة أدري بشعابها.