23 ديسمبر، 2024 5:41 ص

الأيزيديون قومية مستقلة

الأيزيديون قومية مستقلة

الأيزيديون : عراقيون وحدهم يعرفون من هم, اصولهم جذورهم وشجرة انتسابهم لا تسمح لهم ان يكونوا جزءً من مكون هو الآخر جزء من الكل الوطني , لهم معتقداتهم تقاليدهم عاداتهم وهوية تحمل شهادة خصوصيتهم , مراجعهم الدينية والأجتماعية , لم يتركوا كبيرة او صغيرة من تاريخ عمقهم الحضاري , الا وراجعوه واكتشفوا خفاياه وحقائقه وتابعوا الجذور الجغرافية والبيئية لأنتمائهم الوطني , وحدهم الصادقون ومراجع الثقة , لا يعرفون الخذلان والغدر والوقيعة , من لا يدرك قيمهم وقيمتهم , لا قيمة له .
الآخر الذي يتطفل على هامش هويتهم , عليه اولاً ان يهتم في معرفة حدود وجوده , او يطلب المشورة من ذوي الأختصاص واصحاب الأرض من الأيزيديين والمسيحيين , ليرشدوه الى دائرة وجوده التي كانت , عليه اولاً ان يتواضع ليتعلم من أمير الأيزيديين السيد مير تحسين بك, الذي نطق الحقيقة “اليزيديين قومية مستقلة “, البرزاني كان سطحياً مكابراً متوعداً في رده “لا انا ولا مير تحسين ولا اي شخص آخر يستطيع ان يظهر هوية اليزيديين” , هنا الجهالة , كيف لليزيدي او اي مكون عراقي آخر , لا يستطيع ان يعرف هويته ؟؟؟ , اذا كان فقدان الهوية او محاولة تزويرها اشكالية مسعود, فلم تكن مشكلة الآخر, وان كانت العشيرة والحزب وامبراطورية المال المهرب هوية, فالمكونات الآخرى على ايمان راسخ , ان العراق لا غيره هويتهم المشتركة .
عام 2008 , زرت الأخوة الأيزيديين في مناطقهم شمال العراق , استضافوني كرماء, تكلموا معي العربية , دفيء العلاقات اشعرني بين اهلي, اريحيتهم واناقة امزجتهم مغموسة بالبراءة والألق الروحي والأنفتاح الأخوي على الآخر .
سألت اخوة من مراجهم الدينية , “اشعر بقربي منكم , عفوية رفع الكلفة والأندماج كانت الغالبة وكأني عشت بينكم دهراً , يحزنني  تأخرت في التعرف اليكم  , انتم الأهل وبأمتياز عراقي “.
اجاب البعض من مراجعهم الأجلاء :
في العهد الملكي كنا منفيين (لاجئين) في العمارة , كانت اقامتنا ضيوفاً على عشيرة الأزيرج , كانوا شيوخكم عائلتي مطلك السلمان وعبد الكريم الشواي , عشنا بينكم زمن غير قصير , هناك شعرنا بعراق آخر , لنا مثلما هو للأخرين , بعفوية بعيدة عن التكلف , احتضنتنا قلوب اهلك قبل عوائلهم , كنا نستمتع بسماع اطواركم في الغناء المعطر بمفرداته السومرية , اطربونا واندمجنا فيهم , غناء فيه نكهة الحزن الأنساني , امتلأنا بحب بعضنا , عندما رجعنا الى اهلنا , لم تنقطع الزيارات والهدايا على بساطتها كانت الأثمن بالنسبة لنا, ولا زالت خيوط الشوق والمحبة تنسج علاقاتنا الوطنية والروحية , دائماً نتابع اخبار الجنوب , وبقيت بغداد تشدنا الى بعضنا عاصمة للجميع , هنا انت بين اهلك, انقل رسالة حبنا الى بغداد والجنوب العزيز .
سألتهم : كيف التعامل مع المجتمع الكردي الذي يحيط بكم ويؤثر في حياتكم  سلباً او ايجاباً ..؟؟
لم يفضلوا الحديث حول الموضوع , ثمة في الأفق رائحة خوف , اجابوا بأقتضاب “اننا ايزيديين عراقيين ولانقبل غير ذلك, مكون له خصوصيته , يسعدنا العيش الآمن مع الآخر , الصهر القومي , مهما كان مصدره , لا يمكن له ان يصادر انتمائنا , وعلى المكونات العراقية ان تتعايش عبر احترام وحماية حرية الآخر والقبول به شريكاً , العبودية هي ان تفقد حرية الأختلاف مع الآخر , هناك تفيصلات اخرى تستطيع شخصياً متابعتها “.
القيادات الكردية التي سببت لشعبها كل هذا التاريخ الدامي , لا غرابة ان تجهل اصولها , كيف يحق لها التحدث عن اصول وعراقة غيرها , انها  تحاول ابتلاع ارض ليست لها , وترسم خارطة اوهامها على اكثر من ثلث العراق مع انحناءات جنونية في عمق خاصرة الثروات العراقية , انهم مصابين بالشلل القومي مسكونين بأمبراطورية المال المهرب وعمى رؤية الهوية واضطراب الحلم , يعرفون فقط , كيف يُهربون ويهربون بجلدهم , ثم يعودوا احزاباً رئيسة ديمقراطية , ليكتبوا لشعبهم خراب اضافي .
الأيزيديون كما هم المسيحيون والشبك , يتعرضون الآن الى عملية اجتثاث وحشية ترافقها مجزرة ارواح واعراض وممتلكات , انها خسارة وطن وفاجعة مجتمع , بدونهم سيفقد العراق معناه وتُثلم هويته وتشوه اصالته , الدولة والمجتمع ومعهم الحكومة , امام مسؤولية الحفاظ على سلامة المكونات العراقية , الجحش الكردي فقد توازنه واحساسه بوجع الآخر , همه ان يدخل تاريخ الأستحمار من ابواب الأسطبل القومي .
كنا ندعم الشعب الكردي في نضاله من اجل المشروع من حقوقه الوطنية والقومية , وكذلك حقه في تقرير مصيره , نخرج للتظاهر بالألاف نطالب بايقاف العدوان عليهم , البعض تطوعوا انصار لقتال قوات النظام البعثي , نهتف بالسلم والأمن لأشقائنا , كنا ولا زلنا في مواجهة الباطل انتصارا للحق .
الآن وبعد ان تعرت الحقائق وسوء النوايا واصبحت اربيل مفخخة ضحيتها العراق , من اين نأتي لهم بالحق ؟؟؟ :
ـــ قياداتهم تريد تقرير مصيرهم على خرائب مصير العراق دولة ومجتمع وسيادة وطن , استضافت اعداء العراق ومهدت لهم لأحتلال ثلث جغرافيتة مقابل صفقة الأستيلاء على كركوك وسهل نينوى في 10 / 06 / 2014 , فتح الباب الشمالي للعراق امام الدواعش البعثية والمخابرات والأستخبارات الدولية والأقليمية لهتك الدولة واذلال للمجتمع , تهريب الثروات وارزاق الناس , عنصرية وشوفينية المجرم صدام حسين التي سقطت في بغداد وجدت نسختها الأكثر وحشية في اربيل , فأي تقرير مصير مفترس هذا الذي يريدون … ؟؟؟ .
ندعوكم بنات وابناء الأقليم الكردي , ان تتعقلوا وتراجعوا حساباتكم والأتزان في مشروعية طموحاتكم , انتم تعيشون بين شعوب مسلوبة الحرية والكرامة , لا تضيفوا اليها الاماً , خذوا الحكمة من حزب العمال الكردستاني , , انه يرى اهدافه القومية بعيون وطنية , وفي الوقت الذي يناضل من اجل المشروع من حقوق شعبه , لن يتخلى عن نصرة المكونات التركية , اشقائكم في سوريا ومع رفضهم للنظام , فأنهم لن يخذلوا الشعب السوري او يخونوا الوطن , اتقوا الله وانظروا قضيتكم القومية بعيون واقع الوطنية العراقية , الكراهية حالة مرضية خطيرة ضحيتها من يحملها , تذكروا ان الطريق الذي تتسربلون عليه خلف قياداتكم القومية , انه حافة الهاوية.
نرجو الا تصحوا متأخرين , لتجدوا سراب اوهامكم القومية وقد تبخر , شعوب المنطقة تعيش مرحلة التحرر الوطني ودمقرطة المجتمعات وتحديث انظمتها وتهذيب علاقات مكوناتها , قوميتكم الآن تردح شراسة رعونتها خارج المضمون الكوني , مهازل انتصاراتكم على الدولة العراقية ومكسبة ضعفها , ستغير الأحداث مجراها ليصبح مـد اوهامكم , سراب جزر يرتدي حداده العطش .
احترموا القيمة التاريخية للأخوة الأيزيديين والمسيحيين والشبك , وتباركوا في اصالتهم وتجنبوا استفزاز العراق بالتطاول عليهم وعليه, فهم الأكبر منكم بعراقتهم وعراقيتهم , وانتم الأصغر بمحاولات تكريدهم , احذروا هوس التمادي , فللدماء منطقها و (حوبتها).