22 ديسمبر، 2024 10:24 م

الأيزيديون … انتماءهم … ومَن يُمَثلهم !!!

الأيزيديون … انتماءهم … ومَن يُمَثلهم !!!

حينما سُئِلت من أحد القوميين العرب وهو من القادة الفلسطينيين أيضا ً عن انتماء المُكون الأيزيدي من الناحية القومية … كان الجواب بأن المُكون من ثلاث انتماءات ، حسب الرأي أو الآراء من واقع حال الأيزيديين … الانتماء الأول وذات العدد القليل لا يتجاوز العشرات أو المئات فقط من المكون الايزيدي ، هؤلاء يُحدّدون نسلهم أو انتماءهم العربي وهذا حسبالرأي أو التفسير أو حتى المصادر التاريخية المتوفرة وفق القناعة وهي بالتأكيد كنز ٌ لا يُفنى … أما الانتماء الثاني ، وهذا حسب التيارات أوالحركات السياسية الأيزيدية والموجودة على أرض الواقع وإحداها ( الحركة الأيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم ) ، والأخيرة نالت أو فازت بمقعد الكوتا الأيزيدية في البرلمان العراقي لثلاث دورات متتالية وبأصوات ناخبيها ، بدأت في أول دورة بأكثر من اثنان وعشرين ألف ناخب ، وآخر دورة بحوالي أربعة عشر ألف ناخب صوتوا لصالح الحركة الأيزيدية ، وفازوا فعلا ً بمقعد الكوتا … لو حسبنا معدّل هاتين التصويتين وضربنا الحاصل في رقممعين إذا كان الناخب رئيس عائلة ، لأصبحت نسبة المواطنين المؤيدين لهذه الحركة أو حتى تيارات أخرى منافسة بأكثر من 10 % من الأيزيديين بشكل عام ، هؤلاء لهم رؤية خاصة من ناحية الانتماء القومي ، ويعتبرون الأيزيدية ك ( دين ) و ( قومية ) بنفس المستوى …
أما الانتماء الأخير وهُم الغالبية العظمى من أبناء هذا المُكَون والذين لهم انتماء بشكل أو بآخر ، سواءا ً مقتنعين أو مرتبطين سياسيا ً أو حزبيا ً بالقومية الكوردية … حيث الأيزيديون يوصفون عادة ً ومن قبل القادة الكورد بأنهم الأكراد الأ ُصلاء ، لكن في اعتقادي بالكلام وربّما بالواجبات الملقاة على عاتقهم ، أما من ناحية الحقوق ، للأسف يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية أو ربّما أكثر ترتيبا ً … إذا ً ! عدا الانتماء القومي هنالك انتماء آخر وأهم في المرحلة الراهنة وهو ( الحزبايه تي ) ، والأيزيديين أيضا ً مشتتين في هذا الانتماء بين الأحزاب الكوردستانية المحلية والإقليمية أيضا ً ، الاتحاد الوطني الكوردستاني ( العراق ) والحزب الديمقراطي الكورستاني ( العراق ) والعمال الكوردستاني ( تركيا ) والاتحاد الديمقراطي ( سوريا ) والشيوعي العراقي والكوردستاني أيضا ً …

لذا وفق الاحصائيات وأصوات الناخبين في آخر انتخابات مجالس المحافظات في نينوى والذين فازوا في الانتخابات ، كانت حصة الاتحاد الوطني وأقصد الأيزيديين طبعا ً مقعدان مقابل أربعة من الأيزيديين المحسوبين على الديمقراطي الكوردستاني ، لا نقول بأن نسبة أصوات الناخبين للاتحاد هي النصف وإنما بالتأكيد ما يقارب 30 % من أصوات الناخبين الأيزيديين في محافظة نينوى ، هذا بالطبع قبل 3 / 8 / 2014 وما حصل لشنكال ، أما بعد ما حلّت الكارثة على رؤوس المغلوبين على أمرهم في شنكال ، وما قدمت من الضحايا ، أثر القتل الجماعي ، والاختطاف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال ، وبيع بناتهم ونساءهم في أسواق النخاسة السيئة الصيت ما بين الموصل والرقة السورية ، وربّما تصديرهّن إلى دول عربية أخرى … هكذا اهتز الضمير الأيزيدي ، لتنقلب الموازين لصالح أحزاب أخرى خارج الحدود على حساب الحزبين الكورديين الرئيسيين ( الاتحاد والبارتي ) ، لا سيما بعد نزوح مئات الآلاف من أهالي شنكال عبر الأراضي السورية إلى إقليم كوردستان ، ومنهم مَن استقروا وأبوا مغادرة الأراضي السورية ليبقوا في كمب نوروز في مدينة ديرك من روشافا ، هؤلاء نالوا الدعم والاسناد أو الحماية من قبل الجناحين العسكرّين الرجالي والنسائي لحزب العمال الكوردستاني والأتحاد الديمقراطي ( سوريا ) ، حيث تم فيما بعد تشكيل قوات عسكرية مدرّبة ومن الشنكاليين ومحسوبين عليهم ، ليشاركوا في العديد من العمليات العسكرية في المناطق الحدودية ومناطق أخرى تحت سيطرة داعش ، حيث قدموا العشرات من الشهداء في تلك العمليات ، ناهيك عن تشكيل حزب سياسي بعد أن كانت هنالك حركة أو تيار تمارس النشاط السياسي بإشراف وتوجيه العمال الكوردستاني ، نعتقد بأن مثل هذا التنظيم السياسي مع الجناح العسكري ( قوات حماية شنكال ) والمتواجدة حاليا ً في خانصور والمناطق المحيطة بها ، سيتم تطويرها في المستقبل لتصبح واقع حال وتكون لهم وزن ٌ ، ربّما في أجزاء أخرى من جغرافية شنكال ، وسيكون لهم نفوذ المشاركة في الانتخابات العراقية وفق قواعد الدستور العراقي وقانون المفوضية العليا للانتخابات ، باعتبارهم أيزيديين وشنكاليين … خلاصة القول بأن الاحزاب الكوردستانية ولا سيما الديمقراطية الكوردستاني ، لا يتمكن من حصد أصوات الناخبين الايزيديين وخاصة في شنكا ل ، مثلما كانت تحصل قبل 3 / 8 / 2014 في الانتخابات المحلية لمحافظة نينوى وحتى البرلمان العراقي …
أما عن تمثيل الأيزيديين أو ( مَن يُمثلهم ) على المستوين الديني ــالدنيوي وكذلك الحزبي أيضا ً ووفق ما تطرقنا عن انتماءهم القومي ولا سيما الحزبي … دينيا ً … المفروض أن يكون سمو الأمير والمجلس الروحاني ، يمثلون الأيزيديون شرعا ً في كافة المحافل الدولية والمحلية ، لكن للأسف هؤلاء لم يحافظوا على حياديتهم كرؤساء دينيين مثل الديانات الأخرى كالمسيحيين والصابئة المندائيين ، بل وفق سلوكيات التعامل مع الواقع خلال عقدين ونيف من الزمن وتحديدا ً بعد أول انتخابات وتشكيل أول حكومة في إقليم كوردستان ، حيث تم ترشيح أمراء أو أنجالهم ، للحصول على مناصب مهمة في الإقليم والعراق ، كأعضاء في البرلمانين العراقي والكوردستاني ، أو مستشارين ومحسوبين على طرف أو أطراف من المعادلة السياسية الكوردستانية وحتى العربية في العراق أيضا ً ، منهم فازوا ومارسوا أدوارهم ، ومنهم لم يُحالفهم الحظ ، ربّما ينتظرون فرص أو أدوار أخرى… إذا ً ! هؤلاء وحسب الآراء لغالبية أبناء المكون الأيزيدي ، بأنهم ربّما فقدوا جزءا ً كبيرا ً من شرعيتهم لتمثيل الأيزيدية بعد المحسوبية على جهات سياسية متعددة وكما أسلفنا كوردستانية وحتى عربية … لا بل بدأوا ( يهدون من إهداء ) الشرعية تلك إلى ممثلي الجهات السياسية التابعين لها ، ولا سيما رئاسة إقليم كوردستان وربّما لرئاسات أحزاب سياسية أخرى ، هذا ما صرّح به رسميا ً السيد وكيل سمو الأمير ، خاصة بعد الزيارة الأخيرة لوفد أيزيدي رفيع المستوى إلى أيران برئاسة سمير باباشيخ النجل الأكبر لسماحة الباباشيخ رئيس المجلس الروحاني ، ربّما أثار حفيظة االسيد الوكيل لعدم مشاركة أي من عائلته في تشكيلة الوفد وعدم استشارتهم أيضا ً … سياسيا ً … لنبدأ من الكلام الأخير على المستوى الديني ، يجب أن نكون واقعيين ، بأن على المستوى السياسي والعراقي بشكل عام ، كُلنا نعلم بأن رسميا ً لدى الأيزيدية ممثل كوتا في البرلمان العراقي ، هذا بالتأكيد وأمام كافة المحافل هو مَن يمثل الأيزيدية شئنا أم أبينا … بعدها على مستوى الأحزاب ، تتوزع نسب الأيزيديين وفق أعداد المؤيدين أو المنتمين إليهم ، والأحزاب كثيرين مثلما أشرنا في البداية ، هؤلاء المنضوين تحت لواء الأحزاب لا يقبلون باعتقادي أن يمثلهم أية شخصية من غير أحزابهم …
يجب لا ننسى بأنه بعد أحداث شنكال عام 2014 ، هاجرت أعدادا ً كبيرة من الأيزيديين إلى الشتات ، بحيث قاربت عددهم المائة ألف من شنكال وبعشيقة وبحزاني ومناطق أخرى ، هؤلاء باعتقادي فقدوا الثقة بالأحزاب والعراق وإقليم كوردستان والمسببين لكارثة شنكال ، بعد ارتفاع وتيرة ومنحني التطرف الديني والتي امتدت لتُجاورَ مناطق الأيزيدية ، وهؤلاء لا يعتبرون رصيدا ً أو أرصدة تؤيد أو تشارك في الانتخابات المقبلة … إذا ً ! عمليا ً ، الأيزيديون باتوا مثلما عانوا ويعانون وربّما سيعانون من استمرارية أزمة القيادة ، للأسف هذه الأزمة كانت ولحد الآن وليدة أزمات كثيرة عَصَفَت بكيان هذا المُكون ، لا سيما بعد سقوط النظام في 2003 وعدم حصول الأيزيدية على استحقاقاتها من المشاركة الفاعلة في البرلمان ( عدد مقاعد الكوتا ) وكذلك المشاركة في الحكومات المتعاقبة مثل باقي المكونات ، هذا ناهيك في الفترة الأخيرة ، تشتيت الأيزيدية وفق المجالس الأيزيدية العليا أو الأعلى والتي تم تشكيلها في شنكال والمنفى ، بينما القيادة الدينية المتمثلة بسمو الأمير والمجلس الروحاني واللجنة الاستشارية تراوح في مكانها حول تشكيل مجلسها الأعلى الموقر ، ربّما هنالك ما لا يعجب تلك الرؤوس أو العقول ، وما دوّن في مواد المنهاج والنظام الداخلي ، والذي تم إعداده من قبل تلك المجموعة من ذوات الاختصاص وأصحاب الشهادات ، والذين تم اختيارهم ، وفق آلية خاصة من لجنة من الخبراء التي تم تشكيلها وفق أمر ديواني أميري وقعه وكيل الأمير … ولا تزال الأزمة مستمرة ، وستؤثر على مستقبل هذا المكون المغلوب على أمره ، وهذا ما يأسف عليه الكثير والكثير من أبناءه وحتى الآخرين من الأصدقاء والمحبين …